عايش الدّكتور "نوّار العوّا" النجاح والتّفوّق منذ ولادته، فكان منهجه كما كان والداه، فحافظ عليه واستمر معه بكل مراحل حياته، ليكون الآن المستشارَ الإقليميَّ في اللجنة الاقتصـادية والاجتماعية لغربِ "آسيا" "الإسكوا".

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 17 تموز 2019 مع الدّكتور "نوّار العوّا"، وشاركته العودة لذكريات الأيام الماضية مع أسرته التي أخذت العلم قواماً لحياتها، فزرعت بذوره وروتها طوال مسيرة عملها، فقال: «في مدينة الياسمين "دمشق" عام 1968 ولدت ونشأت، والدي الدكتور "عادل العوّا" أستاذ جامعي في كلية الآداب بجامعة "دمشق"، وعضو "مجمع اللغة العربية"، وفي عام 2002 قُلّد وسام "الاستحقاق السّوري" من الدّرجة الممتازة تقديراً لإنجازاته في مجالي الفكر والثقافة، ووالدتي "ملك وردة" التي دأبت على تدريس مادة التاريخ في ثانويات "دمشق"، وآخرها ثانوية "ساطع الحصري" مدةً تزيد على الثلاثين عاماً، حصلتُ في الثانوية العامة عام 1985 على معدّل مناسب لدخول أيّ كلية في الجامعة، إلا أنّني اخترت المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، وقد كان آنذاك في سنوات تأسيسه الأولى، وخياري جاء نتيجة لما عُرف به من جديّة واهتمام متميزين في الدّراسة ومتابعة للطلاب في كلّ مراحل الدّراسة، ومن ثمّ في مرحلة العمل، كانت دفعتنا في المعهد -والتي لا يتجاوز عددها ثلاثين طالباً وطالبة- أوّل دفعة حظيت بالدوام في المبنى الجديد المخصّص للمعهد والاستفادة من مرافقه المتميزة مثل المكتبة والمدرجات والملاعب الرّياضيّة، كنا نمضي قسماً كبيراً من يومنا في المعهد خلال أيام الدوام، بل كان الكثير منا يرغب بأن يمضي أيام العطل والإجازة داخل مباني المعهد أيضاً، حصلت على شهادة الهندسة في مجال النظم الإلكترونية أو ما يُعرف اليوم بهندسة الحواسيب من المدرسة العليا للإلكترونيات والاتصالات الراديوية في "غرونوبل" "فرنسا" في العام 1991، وقمت بتحضير شهادة الدّراسات المعمقة على التوازي مع السّنة الأخيرة في المدرسة العليا للإلكترونيات والاتّصالات، مستفيداً من الإمكانية التي يتيحها النّظام التّعليمي لمدارس الهندسة الفرنسية، واخترت اختصاص النّظم الإلكترونيّة، ثم تابعت الدّكتوراه في مجال معالجة الإشارة والصّورة والصّوت، وضمن الاختصاص الفرعي (هندسة الحواسيب) وهو -كما لا يخفى على أحد- من اختصاصات البحوث التّطبيقية».

استفدت كثيراً من العمل في المشاريع الهندسيّة التّطبيقيّة بعد الدكتوراه، وذلك في القطاعين العام والخاص، وبدأت بمشوار التّدريس بعد التّخرج من الهندسة مباشرة من خلال عملي في التّدريس في المعهد الجامعي التكنولوجي، والمدرسة العليا للإلكترونيات والاتصالات الراديوية في "غرونوبل" بـ"فرنسا"، واكتسبت خبرةً ًتدريسيةً غنيةً، وبعد العودة إلى الوطن قمت بالتدريس في عدد من المعاهد والجامعات الوطنية، وفي مقدمتها كلية الهندسة المعلوماتية وكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة "دمشق". كما أنّي حظيت باكتساب بعض المهارات الإدارية من خلال فرصة العمل في المؤسسات المختلفة مثل وزارة الصّناعة، وكلية الهندسة المعلوماتيّة، والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، وغيرها من القطاعات المتنوعة، وعملت أيضاً استشارياً لإعداد بعض الدّراسات في مجال التّكنولوجيا الرّقمية لبعض الجهات الدّولية مثل "الاتحاد الدّولي للاتّصالات"، و"البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة"، و"الإسكوا" قبل أن ألتحق بعملي الحالي في اللجنة الاقتصـادية والاجتماعية لغرب "آسيا" "الإسكوا" كمستشار إقليمي، حيث إنّني أعملُ في مجال التّعاون التّقني مع الجهات الحكوميّة للدول العربية، للاستفادة من الفرص الهائلة التي تتيحها التّكنولوجيا والابتكار في التنمية المستدامة

يتابع الدّكتور "نوار" مستذكراً جولاته في ساحات العمل بأفقها المتنوعة، ويقول: «استفدت كثيراً من العمل في المشاريع الهندسيّة التّطبيقيّة بعد الدكتوراه، وذلك في القطاعين العام والخاص، وبدأت بمشوار التّدريس بعد التّخرج من الهندسة مباشرة من خلال عملي في التّدريس في المعهد الجامعي التكنولوجي، والمدرسة العليا للإلكترونيات والاتصالات الراديوية في "غرونوبل" بـ"فرنسا"، واكتسبت خبرةً ًتدريسيةً غنيةً، وبعد العودة إلى الوطن قمت بالتدريس في عدد من المعاهد والجامعات الوطنية، وفي مقدمتها كلية الهندسة المعلوماتية وكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة "دمشق".

الدكتور محمد مازن المحايري

كما أنّي حظيت باكتساب بعض المهارات الإدارية من خلال فرصة العمل في المؤسسات المختلفة مثل وزارة الصّناعة، وكلية الهندسة المعلوماتيّة، والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، وغيرها من القطاعات المتنوعة، وعملت أيضاً استشارياً لإعداد بعض الدّراسات في مجال التّكنولوجيا الرّقمية لبعض الجهات الدّولية مثل "الاتحاد الدّولي للاتّصالات"، و"البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة"، و"الإسكوا" قبل أن ألتحق بعملي الحالي في اللجنة الاقتصـادية والاجتماعية لغرب "آسيا" "الإسكوا" كمستشار إقليمي، حيث إنّني أعملُ في مجال التّعاون التّقني مع الجهات الحكوميّة للدول العربية، للاستفادة من الفرص الهائلة التي تتيحها التّكنولوجيا والابتكار في التنمية المستدامة».

الدّكتور "محمد مازن المحايري" معاون وزير الاتّصالات والتّقانة تحدث عن معرفته بالدكتور "نوّار" فقال: «بدأت معرفتنا عندما توليت رئاسة قسم هندسة الحواسيب والأتمتة في كلية الهندسة الكهربائيّة والميكانيك بجامعة "دمشق" عام 2004، وكان القسم بحاجة إلى كوادر تصل معه إلى النقلة النوعية في مسيرته الأكاديميّة، ولم يتوانَ الدكتور "نوّار" بالإسهام في هذا المسعى سواء من خلال التّدريس أو الإشراف على مشاريع التّخرج، وبكل ما يملك من إمكانيات أكاديميّة هائلة في مجال التّخصص، وقد أخذت علاقتنا بُعداً أكثر عمقاً من خلال العمل في مجالات مشتركة كثيرة، منها: الاشتراك في مجلس إدارة "حاضنة تقانة المعلومات والاتّصالات" في "الجمعية العلمية السّوريّة للمعلوماتيّة"، وكذلك مع استلامه عمادة كلية الهندسة المعلوماتية، ثم رئاسة تحرير مجلة "جامعة دمشق" للعلوم الهندسية، وأثناء عمله مستشاراً إقليمياً في اللجنة الاقتصـادية والاجتماعية لغرب "آسيا" "الأسكوا"، وقد قدّم لـ"سورية" خدمات ومساهمات متعددة من تطوير للقطاعات الأكاديميّة والبحثية المهنية، إلى المشاركة في مجال تطوير استراتيجية الحكومة الإلكترونية والتّحول الرّقمي، كما توسعت دائرة اهتمامه لتضمّ الدول العربية والقضايا التّكنولوجيّة والرّقميّة فيها، وتسخيرها من أجل تحقيق التنميّة المستدامة، إنّي أجد في الدّكتور "نوّار" قدوةً يُحتذى بها من خلال أخلاقه وعلمه وإخلاصه في عمله، حيث ينشد المثالية في كل شيء، فهو مصدرُ الطاقة الإيجابية لي في كل المجالات».

من مشاركات الدكتور نوار العوا

يذكر أنّ للدكتور "نوّار العوّا" مؤلفات متنوعة في مجال الحواسيب، منها "مدخل إلى بنيان الحاسوب"، و"التواجه مع الحاسوب"، إضافة إلى ترجمات كثيرة اجتهد وشارك فيها، نذكر منها: "بحوث العمليات"، "مبادئ الاحتمالات"، "الاقتصاد الهندسي"، "تنظيم الحاسوب وبنيانه"، و"تصميم المنتج وتطويره".