في الثالث من شباط عام 1947 بدأت إذاعة دمشق إرسالها بصوت "يحيى الشهابي" معلناً "هنا دمشق" بهذه الكلمات بدأ الإعلامي والمخرج الإذاعي "مروان قنوع" حديثه لموقع eSyria بتاريخ 22/4/2009

وتابع "قنوع" قوله: «كان الحماس هو الحافز الأكبر للفنانين والفنيين لإطلاق صوت سورية الإذاعي، ضمن كل ما يتاح لهم من أجهزة ومعدات، وباستخدام أجهزة بسيطة جداً ومقر متواضع في شارع النصر كان الانطلاق، حينها لم يكن البث يغطي سوى أماكن محدودة من سورية».

ما يميز هذه الإذاعة بأنها ما زالت محتفظة بمكانتها، إذاعة جادة ومتزنة تقدم لمختلف شرائح المجتمع ما يرضيهم، أغانٍ قديمة ومعاصرة وبرامج ثقافية ومنوعة

ويضيف: «لكن بالرغم من ذلك استطاعت إذاعة "دمشق" خلال السنوات الأولى من تأسيسها أن تواكب للأحداث العامة في الوطن العربي في تلك الفترة، والتعبير عن أحوال الناس ومعيشتهم وطرح مختلف القضايا الاجتماعية بأسلوب طريف، من خلال أعمال درامية ساهم في تقديمها عدد من الفنانين الرواد منهم، "حكمت محسن" و"أنور البابا" و"تيسير السعدي"، و"فهد كعيكاتي"، وأول صوت نسائي "هدى الشعراوي" حيث كانت أعمال مميزة ومرتبطة بالأحداث التي تمر بها المنطقة العربية في ذلك الحين.

وليد خربوطلي

كما ساهمت إذاعة "دمشق" بتقديم عدد من الفنانين العرب الذين انطلقوا ليصبحوا فيما بعد من مشاهير الغناء والموسيقا على الساحة العربية كالمطربة العظيمة "فيروز" و"وديع الصافي" وكذلك "عبد الحليم" و"فايزة احمد"».

وحول مكانة الإذاعة في قلبه قال "قنوع": «أعتبر الإذاعة هي بيتي الثاني، وأمي الثانية فاحساسي بالمسؤولية تجاهها لم يتغير منذ أن أتيت إليها بالرغم من كل الظروف التي واجهتني هنا، وكان داعمي الاول على تحمل الظروف بالإضافة لحبي للاذاعة هو وجود زوجتي التي كانت تشجعني دائماً على العمل والتواصل مع الإذاعة وشعورها بالفخر لأنني مذيع فيها».

مروان قنوع

أما الإعلامي والمذيع "عماد الدين إبراهيم"، من الجيل الجديد في حقول العمل الإذاعي تحدث لنا عن دور الإذاعة اليوم فقال: «إن "إذاعة دمشق" من الإذاعات العريقة وهي ثاني إذاعة تأسست في الوطن العربي بعد "صوت العرب" في "القاهرة" فهي من الإذاعات المسموعة ولها مكانتها في الوطن العربي، ومازالت حتى الآن وهذا يظهر جلياً من خلال برامج البث الحي حيث يتصل بنا مستمعون من دول عربية وبعض الدول الأوروبية أيضاً».

وبالرد على سؤالنا عما يميز "إذاعة دمشق" عن غيرها قال "إبراهيم": «ما يميز هذه الإذاعة بأنها ما زالت محتفظة بمكانتها، إذاعة جادة ومتزنة تقدم لمختلف شرائح المجتمع ما يرضيهم، أغانٍ قديمة ومعاصرة وبرامج ثقافية ومنوعة».

عماد الدين ابراهيم

وعن جديد الاذاعة قال: «تعيش إذاعة "دمشق" العصر الذهبي لبرامج الهواء، ففي عقود سابقة كانت دائماً البرامج المسجلة هي الغالبة، الآن هناك أصبحت ساعات الهواء تأخذ نسبة عالية من إرسال إذاعة "دمشق" الذي أصبح على مدى /24/ ساعة منذ حوالي أربع سنوات، وأصبحت إذاعة "دمشق" البرنامج العام تبث على موجة الـFM بالإضافة إلى الموجة القصيرة والمتوسطة».

وعن هذه البرامج حدثنا "إبراهيم" قائلاً: «فترة الهواء التي تمتد من الساعة الثامنة وحتى الواحدة، أي حوالي خمس ساعات وتطرح قضايا مهمة ومتنوعة، وهناك ساعة على مدار الأسبوع من الثالثة حتى الرابعة لبرامج من مختلف الاختصاصات، أيضاً "الملف الاقتصادي" "شمس وفي" "مسابقات على الهواء" "نجوم الرياضة" "المعلوماتية"، أيضاً هناك ساعة على الهواء لتلقي اتصالات المستمعين يومياً من الثامنة والربع وحتى التاسعة والربع مساء وهي أيضاً موجهة لشرائح مختلفة من المستمعين، يوم السبت "بين الإذاعة والمستمعين" نتلقى اتصالات المستمعين حيث يبدون آراءهم بالبرامج واقتراحاتهم، ويوم الأحد هي فترة للمسنين ويوم الاثنين هي فترة للبيت الدافئ للنساء، يوم الأربعاء هي للشباب، يوم الخميس هي للبيئة والسكان، وهناك من الساعة الثانية صباحاً حتى الساعة الثالثة برنامج يومي اسمه "صوت السهارى" وهذا البرنامج يتلقى اتصالات الساهرين».

وختم "إبراهيم" بالقول: «هناك بعض اللحظات تلعب فيها الإذاعة الدور الإعلامي رقم واحد مثلاً أثناء النكبات الزلازل والفيضانات، حيث تنقطع الكهرباء، ويصبح المذياع هو وسيلة الاتصال الوحيدة للناس، إذاً الإذاعة لا غنى عنها وستبقى مكانتها عند جمهورها العريق عالية جداً».

وحول الصلة الوثيقة التي تربط الإذاعة بجمهورها التقينا إحدى المستمعات لهذه الإذاعة العريقة منذ سنوات طويلة السيدة "فكرية حبيب" حيث قالت لنا: «إن إذاعة "دمشق" ارتبطت ارتباطا وثيقا بهمومنا الحياتية والوطنية والقومية وعبرت عنها، التصقت بنا، بحياتنا بمستقبلنا، كما ارتبطت بمجمل التطورات في سورية منذ ما بعد الاستقلال وحتى وقتنا الراهن مروراً بكل التحولات الهامة في سورية».