من أكثر التهم التي توجه لذوات الجنس اللطيف؛ ارتفاع نسبة العاطفة لديهن، حيث يدعي أصحاب تلك الاتهامات أن هرموناتهن الأنثوية تدفعهن لاتخاذ قرارات صادرة من قلوبهن لا من عقولهن، وذلك يعني -حسب المدعين- أن تلك القرارات ليست في محلها، مقارنة بمن يتخذون قراراتهم من عقولهم فقط.

لكن لا يعلم المدعون أنه مع كل رقة قلب للأنثى ألف دقة من العطاء والجهد، وأنه كلما زاد تعاطفها مع حالة أو شخص أو موقف، تقابله زيادة في تقديم أكثر ما يمكن من عمل، وأفضل ما يكون من نتائج، حيث تدفعها عاطفتها لتكون أكثر قوة في سبيل اتخاذ قرارها بما يحقق غايتها.

ومن جانب آخر، تُتّهم صاحبات الأيادي الناعمة بأنهن غير قادرات على الخوض في بعض المهن التي تتطلب جهداً أو شجاعة على أقل تقدير، وأنهن درجة ثانية بعد الذكور في بعض مجالات العمل، فهؤلاء أصحاب النظرة الضيقة يفضّلون الطبيب الجراح على الطبيبة، ويثقون بقيادة الرجل للسيارات أكثر من المرأة، ويختارون توكيل المحامين أكثر من المحاميات لدعاويهم. وخياراتهم تلك ليست نابعة عن تجارب شخصية أو نظرة شمولية، وإنما من أفكار مكتسبة بالية لا تناسب عصرنا هذا.

يا للأسف، كل ذلك مستمر على الرغم من الأسماء الكثيرة التي لمعت لسيدات في جميع أنحاء العالم -وسورية من ضمنها- فكن أفضل من الرجال في العديد من المجالات الصعبة؛ إن صح التعبير، وتفوقت في مهن عدة، وخاصةً تلك التي تحتاج إلى استخدام أكثر من مهارة في وقت واحد.

وأمام هذه المغالطات المجتمعية تسعى الكثيرات من النساء إلى تغيير الصورة النمطية المأخوذة عنهن، بكل ما تحملهن من حب وقوة وعاطفة، بينما تستكين أخريات أمام الواقع المجحف بحقهن، وتقبلن الاستمرار من دون الخروج من الإطار الذي وضع لهن.

وفي احتفالات اليوم العالمي للمرأة، لا تحتاج جميلات القلوب، إلا أن يتجه مجتمعها لكسر الصورة النمطية التي ينظر بها إلى جميع النساء، والوقوف في وجه التعميم الذي يظلم الكثيرات من السيدات، وإعطاء كل امرأة حقها وفقاً لما تقدمه من واجبات تجاه ذاتها ومن حولها، وأن نرفع جميعنا شعار: "لا تقبلي بأقل مما تستحقين".