بفعل الأزمة التي مرّت على الوطن، تدمرت منازل كثيرة، لكن بنيت نفوس طيبة، ونشأ شباب يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وكان النتاج مبادرة من الشباب السوريين لإعادة تأهيل منطقة "مخيم اليرموك".

مدونة وطن "eSyria" زارت "المخيم" بتاريخ 24 تشرين الأول 2018، والتقت المتطوعة "نور الرز" لتحدثنا عن هذه المبادرة ومصدر فكرتها، فقالت: «بدأت فكرة المبادرة منذ تحرر منطقة "الغوطة"، و"المخيم"، وعودة الناس إلى أرضهم بعد عودة السلام، لكننا رأينا أن الشوارع كلها حطام منازل بنيت بتعب أهاليها، وأنقاض تشي بألم الخسارة الكبيرة للسكان. وعلى الرغم من كونها غير ملائمة للسكن الصحي تحت هذه الظروف الصعبة؛ إلا أنها بالنسبة لبعضهم الخيار الوحيد في ظل إيجارات غالية تكسر ظهر الفقير، لذا بدأنا هذه الحملة على أرض الواقع منذ خمسة أيام متواصلة من الجهد والتعب، ومستمرون من دون توقف أو تحديد مهلة معينة، حيث تراوحت أعداد المتطوعين في أول ثلاثة أيام بين 50 متطوعاً ومتطوعة، لكن منذ اليوم الرابع لم يقلّ العدد عن 150 متطوع، وكل هذا في هدف تهيئة بيئة مناسبة لكي يعيش فيها الناس البسطاء، والمساعدة على تقريب عودتهم إلى منازلهم بصورة أقرب إلى المثلى من حيث احتياجاتهم».

بدأت فكرة المبادرة منذ تحرر منطقة "الغوطة"، و"المخيم"، وعودة الناس إلى أرضهم بعد عودة السلام، لكننا رأينا أن الشوارع كلها حطام منازل بنيت بتعب أهاليها، وأنقاض تشي بألم الخسارة الكبيرة للسكان. وعلى الرغم من كونها غير ملائمة للسكن الصحي تحت هذه الظروف الصعبة؛ إلا أنها بالنسبة لبعضهم الخيار الوحيد في ظل إيجارات غالية تكسر ظهر الفقير، لذا بدأنا هذه الحملة على أرض الواقع منذ خمسة أيام متواصلة من الجهد والتعب، ومستمرون من دون توقف أو تحديد مهلة معينة، حيث تراوحت أعداد المتطوعين في أول ثلاثة أيام بين 50 متطوعاً ومتطوعة، لكن منذ اليوم الرابع لم يقلّ العدد عن 150 متطوع، وكل هذا في هدف تهيئة بيئة مناسبة لكي يعيش فيها الناس البسطاء، والمساعدة على تقريب عودتهم إلى منازلهم بصورة أقرب إلى المثلى من حيث احتياجاتهم

وعن الأشخاص المساهمين في هذه المبادرة ودوافعهم إليها، تحدثت مع المتطوعة "مرح الكردي"، فقالت: «منذ أن طرحت فكرة المبادرة وأنا متحمسة جداً للمساعدة فيها، خاصة أن مجال دراستي هو الهندسة المعمارية؛ وإعادة الإعمار موضوع يجذبني جداً، مع التأكيد أن الخطوة الأولى والأهم هي مرحلة إزاحة الأنقاض التي تسبق مرحلة الإعمار، فنحن نساهم قدر المستطاع ولا نملك سوى أدوات بسيطة جداً (مكنسة، وكريك) جلبناها من منازلنا؛ لذا يقع علينا عبء كبير وتعب أكبر لعدم امتلاكنا آلات تسهل علينا العمل؛ فليس هناك تمويل من أحد؛ سوى تبرعات عينية من متبرعين متفرقين يمدوننا بتبرعاتهم بعد نشرنا على وسائل التواصل الاجتماعي نواقص حملتنا، فالتعاون بين أفراد المجتمع هو الذي سيطور البلد وينهض بالبناء كخطوة مبدئية، كما أنني شاركت بهدف آخر؛ وهو تشجيع الأشخاص القادرين على المساعدة ويخافون أن يأتوا إلى المنطقة؛ نحن هنا لنقول إن المكان آمن تماماً؛ لكننا بحاجة إلى شباب أكثر لنكون يداً واحدة تعمل بشغف ومحبة لكل طفل ترك دميته، وامرأة فقدت طفلها، ورجل فقد منزله، وعجوز فقد عائلته، وكل من يشتاق إلى أضيق ممر في "المخيم"».

الشاب مازن غزال أحد أصحاب المبادرة

مدير التنسيقات في فريق "كنا وسنبقى" التطوعي "مازن غزال"، تحدث عن تفاصيل تنسيق هذه المبادرة، فقال: «بدأت الفكرة من فريقنا، ونزلنا إلى أرض العمل في "مخيم اليرموك" أول ثلاثة أيام بمفردنا، ثم قمنا بدعوة عدة فرق تطوعية؛ جاء منها حتى الآن متطوعون من فريق "عمّرها التطوعي"، و"جفرا"، و"جمعية شباب دمر"، وعدد من الأشخاص الذين لا ينتسبون إلى فرق أو جمعيات، لكنهم ينتسبون إلى الإنسانية التي جاءت بهم، ونحن مستمرون في مبادرتنا لمساعدة السكان في توفير السلل الغذائية والثياب، خاصة مع قدوم الشتاء، فهؤلاء الأشخاص بحاجة إلى منازل دافئة تأويهم، ونطمح بعد إعادة بناء الحجر أن ننتقل إلى المرحلة الأعمق والأهم، وهي بناء الإنسان؛ عن طريق إقامة محاضرات توعوية ومبادرات ثقافية وفنية وخاصة للأطفال؛ لنشر مفهوم التعاون وحب الوطن، والعديد من المفاهيم التي يحتاج إليها أطفال خرجوا يوماً من منزلهم، وفقدوا كل شيء وخاصة التعليم ولو لفترات قصيرة، كما يعنينا أن نساهم في تعليمهم بقدر استطاعتنا؛ لنزرع بذور السلام والثقافة في قلوب وعقول أطفالنا؛ لتنبت في المستقبل شباباً واعين ومثقفين يحبون المساعدة ولديهم حسّ المسؤولية، ليكملوا مسيرة شباب اليوم في الارتقاء بالوطن».

شباب وصبايا يتعاونون من أجل مستقبل آمن
خلال العمل