أثبتن أن الحرب لا تقوى على إجهاض حلم أنثى، وأن الفتاة السورية قادرة على العطاء من اللا شيء، ومن خضم الوجع تعطي قوة كمثال حيّ للاستمرارية والبقاء.. هكذا كانت جمعية "صبايا العطاء".

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع "عليا خير بك" مؤسسة جمعية "صبايا العطاء" بتاريخ 18 تشرين الثاني 2018، للحديث عن الجمعية، فقالت: «الفكرة جاءت من الظروف التي يعيشها بلدنا والإحساس الداخلي بالواجب تجاهه.

لست أول فتاة تقوم بعمل خيري، فلدينا الكثيرات من الصبايا وسيدات المجتمع الناجحات اللواتي يعملن في المجال الإنساني، ولهنّ أوجه التحية والشكر والمحبة

شجعني على تنفيذ الفكرة وتطبيقها على الأرض مجموعة من الصبايا، فبدأنا كفريق تطوعي نقوم بزيارة الأرياف ودور الأيتام لتقديم المساعدة في هذه الأماكن، تفاجأت بإقبال الكثيرات من الفتيات للتطوع والانضمام إلى الفريق، وخلال مدة قصيرة ازداد عدد المتطوعات كثيراً، ومن هنا قررت أن أؤسس جمعية لنسطيع توسيع نشاطاتنا ونقوم بمشاريع تنموية بطريقة قانونية واستقطاب فئة الصبايا، وعندما أقول صبايا، فأنا أقصد الأنثى بكافة المراحل العمرية؛ فالصبا بالروح والقلب، والإناث أمهات بالفطرة، أمهات الحاضر والمستقبل، الأم تربي، تحن، تبني، وهذه الحرب بحاجة إلى أم لتهزمها وتساعد الناس على الوقوف مجدداً».

عليا خير بيك

وتضيف: «بعاطفة أم اتجهنا نحو ذوي الاحتياجات الخاصة الذين نحمل لهم بقلوبنا محبة خاصة جداً، لا أستطيع النظر إليهم على أنهم ناقصون، كنت أؤمن دوماً بأننا كلما أعطيناهم وقتاً واهتماماً يصبحوا قادرين على تقديم أشياء تميزهم عن غيرهم من الأطفال الطبيعيين، وهم يمتلكون دقة في إنجاز الأعمال وإصراراً كبيراً على إتمام الأعمال التي يكلفون بها».

وعن موضوع ذوي الاحتياجات تابعت بالقول: «لفت انتباهي المقابل المادي الذي تطالب به الجمعيات المختصة بالاهتمام بهؤلاء الأطفال، ومعظم الأهالي غير قادرين على دفع هذه التكاليف، فقررنا أن نقدم لهم وقتنا مجاناً، وأطلقنا على النشاط اسم "ملائكة الأرض"، الأطفال يأتون إلى مقر الجمعية يلعبون ويرسمون ويقومون بالكثير من النشاطات تحت إشراف الصبايا».

مع المتطوعات

وختمت "خير بك" بالقول: «لست أول فتاة تقوم بعمل خيري، فلدينا الكثيرات من الصبايا وسيدات المجتمع الناجحات اللواتي يعملن في المجال الإنساني، ولهنّ أوجه التحية والشكر والمحبة».

"ريما الحاج" المسؤول القانوني لجمعية "صبايا العطاء" قالت: «جمعيتنا جمعية تنموية تعنى بالمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة وفريقنا تطوعي، مرخصة بإشعار رقم سبعمئة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، مركزنا الرئيسي بمحافظة "دمشق" ولدينا فرق تطوعية بكافة المحافظات، تمويلنا ذاتي فلا نتقاضى معونة من أحد، لدينا عدة أعمال خيرية منذ تم افتتاح الجمعية لغاية اليوم أهمها زرع حلزون لطفل، وتأمين أجور عملية قلب لطفل، استطعنا أيضا تأمين دم لمحافظة "حلب" عندما كانت محاصرة عن طريق تبرع فريق "الصبايا" بالدم، وأما عن ذوي الاحتياجات الخاصة فنحن نحاول مساعدتهم عن طريق مختصات بصعوبة النطق والتعلم».

خلال العمل

"م .ع" من النساء المستفيدات من الجمعية، قالت: «"صبايا العطاء" يقمن بالاهتمام بطفلي الذي يعاني من متلازمة "داون"، وقاموا بتعليمه الكثير من الأشياء حتى بدأت أشعر بأنه طفل كباقي الأطفال، بل أفضل.

وبعد افتتاح "بنك الطعام السوري" أصبحت من المستفيدين منه، حيث تقدم لنا الجمعية الطعام الصحي، إضافة إلى الثياب والعناية بالكثير من الأمور».