تحدٍّ من نوع آخر، انتشر بين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي كما انتشر غيره من التحديات التي يتهافت عليها الناس، وخاصة المشاهير لعرض تحدياتهم على العلن، إلا أنه تحدٍّ لا يشبه تحدي "الكيكي" أو "آخر كلمة" للأبيات الشعرية، فهو مختلف بالهدف والمضمون والطريقة والوصول.

التحدي الذي حمل عنوان: "شتوية ودفا" وأرفق بهاشتاغ (سنة حلوة للكل)، أطلقته الدكتورة "نسرين زريق" الاختصاصية الاقتصادية، في ليلة رأس السنة، ومستمر حتى نهاية عام 2019، ويهدف إلى جمع التبرعات لشراء ملابس وحاجات شتوية للأسر المحتاجة في أي مكان ضمن "سورية"، ويقوم التحدي على نشر (بوست) على الصفحة الشخصية للمتحدي في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ يقر فيها بالتبرع بمبلغ يساوي 100 ليرة سورية مقابل كل إعجاب أو تعليق على المنشور بعد مرور 24 ساعة على النشر، وبإمكان أي شخص نقل التحدي إلى غيره من الأشخاص، أو أن يبادر بذاته إلى خوض التحدي من دون دعوة أحد.

ينتهي التحدي بإعلان المتحدي المبلغ الذي عليه التبرع به وفقاً لعدد الإعجابات والتعليقات، أما تنفيذ التبرع، فأغلب الأحيان يكون من دون إعلان أو توثيق للطريقة والمكان والمستهدفين، إلا أن أصحاب الخير ليسوا بحاجة إلى رقيب حتى ينفذوا الأعمال والمبادرات الحسنة التي تقدموا بها بملء إرادتهم.

عدد كبير من السوريين شاركوا في هذا التحدي، ونقله بعضهم إلى بعض على "الفيسبوك" ليعبروا عن اندفاعهم وحبهم لعمل الخير، وتفاوتت التفاعلات مع منشورات التحديات حسب متابعين الشخصيات المتحدية؛ وعليه اختلفت قيمة المبالغ المدفوعة للتبرع لمساعدة الأسر الفقيرة، وتنوع المتحدون بين مشاهير، وخاصةً على الصعيد الإعلامي والاجتماعي، ومواطنون عاديون لا يملكون انتشار واسع على صفحات الموقع الأزرق.

القليل مع القليل سيصبح كثيراً؛ كثيرٌ من الحب والخير والدفء ينقله السوريون إلى غيرهم كلٌّ حسب إمكانياته، ويمثّلون نوعاً جديداً من التحدي يقوم على العطاء والمساعدة.