كانت الابتسامات النابعة من أعماق أولئك الأطفال الذين اعتلوا خشبة عرض الأزياء لأول مرة؛ كفيلة بأن تثبت أن الاسم الأنسب لمرضى متلازمة "داون" هو متلازمة الحب، فكمية الحب والسعادة التي قدمها أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في العرض الأول من نوعه في "سورية" جعلت مشاعر الجمهور الكبير تتدفق دموعاً وقبلات.

فعالية "نحنا منقدر" التي قام بها فريق "عطاء" التطوعي بمناسبة اليوم العالمي لمتلازمة "داون"، الذي يصادف في الحادي والعشرين من آذار كل عام، تضمنت عرض أزياء لعدد من الأطفال من ذوي القدرات الخاصة، من تصميم بعض المصممين السوريين والشركات المحلية، إضافة إلى فقرات فنية منوعة؛ بالتعاون مع عدد من الجمعيات التي تعنى بأطفال متلازمة "داون"، ودعم جهات مختلفة اقتصادية واجتماعية وإعلامية، ومشاركة خجولة لعدد من الشخصيات المهمة والفنانين.

الشعار الذي حملته الفعالية: (إنتو منا وفينا) تجلّى واضحاً من خلال الدور الأساسي الذي لعبه أطفال متلازمة "داون" في الحفل الذي استمر نحو ساعتين، وظهور اندماجهم بالمجتمع مع غيرهم من الأطفال والكبار أيضاً، وتأدية المهام الموكلة إليهم بكل عفوية وثقة، على الرغم من أنهم تحت الأضواء وأمام جمهور كبير، إضافة إلى القدرات التي أظهروها سواء في عروض الأزياء أو فقرات الرقص.

النجاح الذي حققته الفعالية أظهر الجهود الكبيرة التي بذلها فريق "عطاء" التطوعي مع جمعية "الرجاء" لرعاية وتأهيل ذوي الإعاقة، واهتمامهم بأدق التفاصيل، والوصول إلى الأهداف المرجوة من خلال العمل على توعية فئات المجتمع المختلفة بحالة متلازمة "داون" من جانب، والعمل على دمج هؤلاء الأطفال في المجتمع وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم، والدعم النفسي والاجتماعي لهم ولذويهم من جانب آخر.