بالتزامن مع أزمة الوقود، وبهدف تخفيف عبء الانتظار على المنتظرين على محطات الوقود، أطلقت مبادرة "لنقرأ" بالتعاون مع عدة جهات داعمة، فعالية تطوعية لتوزيع الكتب والمجلات، لنشر حركة تثقيفية للتشجيع على القراءة، ولا سيما خلال أوقات الفراغ.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع المهندس "سامر شريم" صاحب فكرة الفعالية، ومؤسس مبادرة "لنقرأ"، الذي يقول: «انطلقت فكرة توزيع الكتب بتاريخ 15 نيسان 2019، بهدف نشر ثقافة القراءة الورقية، وتخفيف عناء الانتظار في محطات الوقود، بمشاركة ما يقارب أربعة عشر متطوعاً، والجهات المشاركة والداعمة هي: مجموعة "كلمات" الثقافية، مؤسسة "القدس" الدولية، مجلة "مسارات"، مجلة "زهرة المدائن"، وبلغ عدد المطبوعات الموزعة أكثر من 1250، منها مجلات، وكتب منوعة شعرية، ثقافية، وفلسفية، ويقارب عدد الأشخاص المستفيدين الألف شخص، في ثلاث محطات وقود في منطقة "برزة"، بـ"دمشق"، ونحاول أن نستمر بتوزيع الكتب، من دون السماح بالنقل الإعلامي لعدم ترك المجال لبعضهم بتشويه الهدف النبيل للفعالية، لأن هدفنا الأساسي نشر الثقافة، وليس التسويق لمبادرتنا».

من المهم أن أشيرَ إلى أن رأي الشّارع كان إيجابياً ورحبّ بالأمر، وبرأيي أن للقراءة هنا إضاءة لافتة إلى العديد من الجوانب ثقافيّة كانت أم اجتماعيّة، وحتى نفسيّة، ولربما يكون تذكيراً لطيفاً لمن لا يقرأ بأن عليه القراءة ومصادقة الكتب، وبصرف النظر عن تهافت الفعاليّات المتعددة حول انتظار مَن هم على محطات الوقود، لا بد من زيادتها بين حينٍ وآخر في مختلف الأماكن، بصورة مفاجئة من دون دواعٍ أو أسباب، لأن الثقافة أحق وأجدر بأن تكون فرضاً محبّباً على مجتمعاتنا

من جهتها "خالدة الخضراء" متطوعة في مبادرة "لنقرأ" ومشاركة في الفعالية، تقول: «عندما اقترح ابني "سامر" الفكرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حظيت بتشجيع كبير، وبدأنا على أرض الواقع، وشاركت معه بالتوزيع، وكان الناس سعيدين جداً بالفكرة، وكل شخص يختار نوع الكتاب، أو المجلة التي يريد، والهدف الأساسي من الفعالية تشجيع القراءة لدى كل فئات المجتمع، ولا سيما في أوقات الفراغ أو الانتظار، للاستفادة من الوقت الضائع بعمل شيء مفيد، وبالفعل لمست ردود أفعال المنتظرين الإيجابية عند محطة وقود "حاميش" من سائقي سيارات الأجرة، أو السيارات الخاصة، وحافلات النقل، ووجدوا في هذه الفعالية فرصة للقراءة في وقت الانتظار الطويل، وأظن أنها أثبتت نجاحاً، وشخصياً حظيت بشكر الجوار لمشاركتي في توزيع الكتب بداية من محطة وقود "حاميش" حتى آخر شارع "حاميش" أول طريق "برزة"، ووردتني عدة اتصالات من المتطوعين يرغبون بالمشاركة، لكن أزمة المواصلات حالت دون ذلك».

المهندس "شريم" أثناء توزيع الكتب

بدوره الشاعر الدكتور "علي السمان" رئيس مجلس إدارة مجموعة "كلمات" الثقافية" للأدب والشعر، يقول: «المشاركة بفعاليّاتٍ كهذه، أحد دعائم دائرة ثقافة المجتمع، خاصة في وقتنا الحالي، بدوري كرئيس مجلس إدارة مجموعة "كلمات" الأدبيّة، من الجدير أن أكون من السبّاقين بالمشاركة في الفعاليّات الطوعيّة أو طرحها، أو حتى تقديم المساعدة والدعم، وذلك برسم تنشيط الحركة الثقافية، ولا سيما أن هدف مجموعتنا تنموي ثقافي، وبعد أن طرح صديقي المهندس "سامر شريم" الفكرة، تم التنسيق فيما بيننا للقيام بالتحضيرات لهذه الفعالية التي كانت وليدةَ أمسِها تنظيمياً، وفي اليوم التالي، وبتاريخ 15 نيسان في تمام الساعة الخامسة كنّا في مكاننا مُقدمين على هذا النشاط، ونفّذ العمل فريق تطوّعي، وتم خلال ساعات نشاط الفعاليّة توزيع ما يزيد على ألف مطبوع، من بينها مجلات، روايات مختلفة، ودواوين شعر، وكان الهدف الأول منطقة "برزة" بمحطات الوقود الموجودة فيها».

حول ردود الناس في الشارع يكمل حديثه قائلاً: «من المهم أن أشيرَ إلى أن رأي الشّارع كان إيجابياً ورحبّ بالأمر، وبرأيي أن للقراءة هنا إضاءة لافتة إلى العديد من الجوانب ثقافيّة كانت أم اجتماعيّة، وحتى نفسيّة، ولربما يكون تذكيراً لطيفاً لمن لا يقرأ بأن عليه القراءة ومصادقة الكتب، وبصرف النظر عن تهافت الفعاليّات المتعددة حول انتظار مَن هم على محطات الوقود، لا بد من زيادتها بين حينٍ وآخر في مختلف الأماكن، بصورة مفاجئة من دون دواعٍ أو أسباب، لأن الثقافة أحق وأجدر بأن تكون فرضاً محبّباً على مجتمعاتنا».

الدكتور "علي السمان"