بهدف تعزيز روح التعاون في المجتمع، في ظل أزمة الوقود والمواصلات، انطلقت مبادرة "بطريقك" على مواقع التواصل الاجتماعي، وحققت انتشاراً كبيراً على أرض الواقع من قبل عدد كبير من المتطوعين الذين شاركوا بمساعدة الآخرين على التنقل من مكان إلى آخر، تحت شعار: "نحنا أقوى من الحصار... وصلني بطريقك".

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع "زهراء روماني" بتاريخ 24 نيسان 2019، وهي من مؤسسي المبادرة، وعنها تقول: «بدأت المبادرة في 15 نيسان، كانت موجودة كفكرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أنشأنا مجموعة بعنوان: "بطريقك"، وانتشرت على "الفيسبوك"، نتيجة أزمة البنزين والمواصلات، وبدأ تطبيقها على أرض الواقع، بهدف كسر حالة الجمود بين فئات المجتمع، وتعزيز روح التعاون والمبادرة، وتقبل الآخر، ونسعى لكي تكون ثقافة يومية في حياة كل سوري وكل إنسان مؤمن بـ"سورية"، ويريد أن يقدم المساعدة ولو بشيء بسيط، مثل بضعة ليترات من الوقود يساعد فيها الآخرين على التنقل. استخدمنا هاشتاغ "بطريقك"؛ لأنه المصطلح الأكثر استخداماً عندما يريد أحدهم أن يقل غيره من مكان إلى آخر على طريقه، وندرس حالياً إمكانية تحويل المبادرة إلى تطبيق على الهاتف المحمول، على أن يكون متوفراً بالمجان للجميع من دون أي هدف تجاري، ولا توجد جهات داعمة للمبادرة، المجتمع تفاعل معها وقدم لها الدعم، من خلال كل شخص يساعد الآخرين على التنقل، فهو بذلك يقدم الدعم للمبادرة، ويعدّ متطوعاً فيها، وخلال وقت قصير انتقلت المبادرة من "دمشق" إلى "اللاذقية" و"طرطوس"، وقمنا بتصميم ملصق إعلاني مخصص للاستدلال على السيارات المشاركة في الحملة».

شاركت في المبادرة وكنت أحد المستفيدين منها، ولا سيما أنني أعاني شبه إعاقة في ساقي، وعرفت بها من خلال مجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن هناك أشخاصاً تفاعلوا معها، من خلال منشورات عن مكان انطلاقهم ووجهتهم، واستغربت بصراحة كيف يمكن لأحد أن يوصل شخصاً لا يعرفه في ظل أزمة الوقود التي نعيشها، لكن في اليوم التالي عند ذهابي للعمل، بقيت أنتظر ساعة أو أكثر لأجد وسيلة نقل، سواء سيارة أجرة أو حافلة من دون جدوى لأنتقل من منطقة "ركن الدين" إلى شارع "الثورة"، حتى شاهدت ملصقاً على الزجاج الأمامي "بطريقك"، عندها تأكدت أن المبادرة فعالة على أرض الواقع، أوقفتها، واقتربت من السائق وسألته عن وجهته، ركبت معه على الرغم من وجود ركاب آخرين، وأوصلني إلى مكان عملي بالتحديد، وقاد السيارة بين الأزقة عندما أخبرته أن لدي مشكلة بالمشي لمسافات طويلة، أظن أن هذه المبادرة أثبتت أن (الدنيا لسا بخير) كما يقال، ومازال هناك أشخاص يبادرون لمساعدة غيرهم، وهي مفيدة حقاً، لأنها تعلمنا أن نساعد بعضنا بعضاً، ونتعاون معاً لفك الحصار

من جهته "محي الدين أبو أسعد" أحد المستفيدين من المبادرة، يقول: «شاركت في المبادرة وكنت أحد المستفيدين منها، ولا سيما أنني أعاني شبه إعاقة في ساقي، وعرفت بها من خلال مجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن هناك أشخاصاً تفاعلوا معها، من خلال منشورات عن مكان انطلاقهم ووجهتهم، واستغربت بصراحة كيف يمكن لأحد أن يوصل شخصاً لا يعرفه في ظل أزمة الوقود التي نعيشها، لكن في اليوم التالي عند ذهابي للعمل، بقيت أنتظر ساعة أو أكثر لأجد وسيلة نقل، سواء سيارة أجرة أو حافلة من دون جدوى لأنتقل من منطقة "ركن الدين" إلى شارع "الثورة"، حتى شاهدت ملصقاً على الزجاج الأمامي "بطريقك"، عندها تأكدت أن المبادرة فعالة على أرض الواقع، أوقفتها، واقتربت من السائق وسألته عن وجهته، ركبت معه على الرغم من وجود ركاب آخرين، وأوصلني إلى مكان عملي بالتحديد، وقاد السيارة بين الأزقة عندما أخبرته أن لدي مشكلة بالمشي لمسافات طويلة، أظن أن هذه المبادرة أثبتت أن (الدنيا لسا بخير) كما يقال، ومازال هناك أشخاص يبادرون لمساعدة غيرهم، وهي مفيدة حقاً، لأنها تعلمنا أن نساعد بعضنا بعضاً، ونتعاون معاً لفك الحصار».

"زهراء روماني"

بدوره الدكتور "أيمن السواح" من المشاركين في المبادرة، وهو محاضر في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، يقول: «فكرة المبادرة مفيدة جداً لندعم بعضنا بعضاً، ونوفر الوقود ونحمي البيئة، ونخفف ازدحام السير، ومبادرات كهذه موجودة في الدول الغربية، ومنظمة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيقات المحمول، التي بدأ بعضهم تنفيذها بالفعل في بلدنا، في الحقيقة أنا مثل كثيرين، قننتُ تنقلاتي خوفاً من أن تحتاج سيارتي إلى الوقود، وعندما عرفت بالمبادرة عن طريق بعض الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أرسلوا لي دعوة، عرضت خدماتي، وأوصلت شخصين من "مساكن برزة" إلى "البرامكة"، ومن "البرامكة" إلى منطقة "العفيف"، ومن المهم أن تستمر هذه المبادرات حتى لو لم تكن هناك أزمة وقود، على أن تنظم، لأن المبادرات الفردية تموت بسرعة، مثلاً خلال إقامتي في "باريس" وعندما تزداد نسبة التلوث، كانوا يسمحون للسيارات بالتناوب في السير بين اليوم والآخر حسب رقم اللوحة، ويصبح التنقل مجانياً في الحافلات و"المترو"، وهناك حلول أخرى كاستئجار الدراجات الهوائية، ودعم السيارات التي تسير بواسطة الكهرباء والغاز أو الطاقة الشمسية كالصين مثلاً، ونحن مقصرون في هذا المجال».

يذكر، أن مؤسسي المبادرة هما: "زهراء روماني" من مواليد "دمشق" عام 1998، و"جميل قزلو" من مواليد "اللاذقية" عام 1996.

"جميل قزلو"
الملصق الإعلاني للمبادرة