قبلَ أيامٍ مرّت مناسبةُ اليوم العالمي للمسنين مرورَ الكرام، فعالياتٌ مجتمعيةٌ معدودة لا تتجاوز أصابعَ اليد الواحدة ذكرتنا بهذه المناسبة التي يحتفل بها العالم ويهتمُّ بها لتحقيق أهدافٍ على مستوى دولةٍ بأكملها تدعم هذه الشريحة من المجتمع، بينما نحن ما زلنا في المراحل الأولى لاكتشافِ هذا اليوم الذي يصادفُ الأوّل من شهر تشرين الأول في كل عام.

الجهات السورية الحكومية والمؤسسات الأهلية المسؤولة عن كبار السن؛ يمكن القول أنّها لا تقوم بواجبها على أكمل وجه، أو حتى لا تقدّم الحد الأدنى مما هو مطلوب منها، والتذرع بالإمكانات المتاحة ما هي إلا شماعة للتهرب من المسؤوليات والمهام المفروضة على تلك الجهات، فنادراً ما نجد برنامج فعاليات يركّز على هذه الفئة ويدعمها معنوياً وصحياً واجتماعياً، أو خطةً تهدف إلى رفع نسبة الوعي بالمشاكل التي تواجهها، أو حتى ورشةً لتدريب وتطوير العاملين في مجالات رعاية وتأهيل المسنين، باستثناء ما يتمّ تقديمه في دور رعاية المسنين العامة والخاصة التي لا تخدّم إلا نسبة قليلة من هذه الفئة ضمن أماكن محدودة.

وبعيداً عن الأدوار الرسمية وما تحمله من مسؤوليات وواجبات، هل نحن كمواطنين نقوم بالحد الأدنى مما هو مطلوب منا تجاه هذه الفئة؟ قبل أن تجيب على السؤال العام اسأل نفسك الأسئلة التالية وقيّم نفسك ومستوى دعمك لهذه الفئة:

هل تذكرت في مناسبة اليوم العالمي للمسنين أن تزور جدك أو جدتك أو أحد أقاربك من كبار السن؟

هل قمت باتصال هاتفي معهم -على الأقل- شكرتهم فيه على ما قدموه طوال السنين الفائتة لأبنائهم وأحفادهم وللعائلة بأكملها؟

هل حملت هدايا -ولو رمزية- ووزعتها على المقيمين في دور رعاية المسنين الذين لم يعد لديهم أبناء يسألون عنهم؟

هل تصدقت ولو بـ(طبخة) لأحد كبار السن في حيّك، والذي أصبح بلا معين؟

هل بحثت عن إنجازات أجدادك في الماضي ونشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي كما تفعل عندما تحقق أنت أيّ إنجاز؟

إذاً؛ الدور المطلوب منا تجاه شريحة المسنين هي معنويٌّ بالدرجة الأولى، إذا تحقق ذلك، انتشرت ثقافة الاهتمام بشريحة كبار السن، وفُتح الباب أمام مهام الجهات المعنية للقيام بواجبات التوعية والدعم وتقديم الخدمات وغير ذلك.