تعتبر ظاهرة المعارض المشتركة (الجماعية) واحدة من الظواهر التي تشهدها الحركة التشكيلية السورية منذ نشأتها وحتى يومنا هذا. وكانت دائماً تأخذ مناحي واتجاهات بعضها فكري، اجتماعي، ثقافي، أو مناسباتي، كما كانت في فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.

موقع eSyria حول هذه الظاهرة وضمن معرض "شتاء فري هاند" الذي ضم 20 فناناً تشكيلياً و42 عملاً تشكيلياً، التقى جملة من الفنانين والنقاد وكان أولهم الإعلامي والناقد التشكيلي د. "حسان موازيني" الذي قال: «هذه فرصة ليعرف الناس التجارب الجديدة الموجودة في هذه الأيام، ولا سيما أن هناك أجيالا مختلفة، ومن بلدان مختلفة، أعمال المعارض إجمالاً مستواها غالباً ما يكون جيداً، ولكن أحياناً نرى أعمالا بمستوى متوسط، المعارض من هذا النوع أحبها، لأنه بنفس الوقت نحضر وليمة فيها مآكل كثيرة، ويستطيع الشخص الاختيار، وثانياً هناك أمر جميل بالمعارض الجماعية، وهي أنها فرصة لالتقاء الفنانين مع بعضهم بعضاً على الصعيد الإنساني غير الصعيد الفني، بالمناسبة (فري هاند) أسميها (الصالة المشروع) أحياناً تأتي بأشخاص لم أرهم أو أسمع بهم بحياتي ولكنهم يستحقون أن يراهم الشخص ويسمعهم، دائماً أتمنى أن تحدث مثل هذه المعارض لأنه يرفع الذائقة، تستطيع العين من خلاله التمرّن ورؤية اللوحات الجميلة، ولا سيما أن الفن التشكيلي ما زال جديداً في بلدنا، رغم أنه موجود منذ 3 قرون، أساساً كلمة فن تشكيلي في اللغة العربية غير موجودة، نلاحظ أحياناً ردّة، لأن الفنانين الشباب يقلّدون الأوروبيين، الفن التشكيلي السوري الجديد يؤخذ عليه هذا المأخذ، لأنهم يملكون تراث غني وثروة كبيرة يمكن أن يأخذوا منها، كثير من الناس اكتشفوا هذا الأمر وعادوا لعمل لوحة تحسّها بنت بلد، وإذا أردتم رؤية نوع من هذا، الفنان جورج النحاس عمل لوحات جديدة ولكنها من التراث السوري وجميلة وتستحق أن نرفع القبعة لها».

فكرة المعرض المشترك دائماً لطيفة وجميلة، والمعارض المشتركة يكون فيها غنى على صعيد التجارب، وهذا لمصلحة المتفرّج بالدرجة الأولى، وللفنانين لأنهم يجتمعون وتكون الفرصة للتعرف على التجارب الجديدة، وما يعملونه جديداً والحوار الذي يحصل بينهم

أما النحات "غزوان علاف"، فقد تحدث: «فكرة المعرض المشترك دائماً لطيفة وجميلة، والمعارض المشتركة يكون فيها غنى على صعيد التجارب، وهذا لمصلحة المتفرّج بالدرجة الأولى، وللفنانين لأنهم يجتمعون وتكون الفرصة للتعرف على التجارب الجديدة، وما يعملونه جديداً والحوار الذي يحصل بينهم».

بدوره أضاف الفنان التشكيلي الدكتور "يوسف البوشي": «المعارض (الجماعية) تضم مجموعة من الفنانين بتجارب مختلفة، البحث باتجاه واقعي، وتعبيري واقعي، وانطباعي وحروفي، وتجريدي، وحتّى شيء حديث في الأعمال، إضافةً إلى المنحوتات الموجودة، بالنسبة لي أنا أشارك فيها وفي هذا المعرض أشارك بعمل واحد، هو من مرحلة قديمة بعض الشيء، "بورتريه" امرأة، حاولت أن أوصل تعبيراً معيناً، حالة تأمل وبؤس لامرأة بأسلوب تعبيري واقعي. مشاركاتي ليست قليلة في المعارض الجماعية، أما بالنسبة للمعارض الفردية فهي قليلة نسبياً، ولكني أتواجد دائماً في المعارض الجماعية، لا أحس أن الوقت حان لعمل معرض فردي، أحب أن يحمل المعرض الفردي عدة مراحل من تجربة الفنان، فيجب أن يكون هناك وقت جيد لعمل معرض استيعابي لفترات مختلفة، وحتى يرى الفنان أنه بنفس المكان أو هناك تطور في عمله، بالنسبة لي لا أحب الأسلوب، أحب التجديد باستمرار، لا أحب أن يسيطر على الفنان أسلوب واحد».

لكن الفنان التشكيلي "إسماعيل نصرة"، يعلق: «هذا من ضمن المعارض الجماعية التي تقوم بها (فري هاند) أنا دائماً مشارك بها، كل معرض يكون تحت مسمّى، فأنا أحاول قدر الإمكان أن أتطور بتسمية المعرض، وأحاول أن يكون لي أعمال مختلفة بعض الشيء، أشارك بعملين غالباً يمكن أن يعبرا عن موضوع المعرض من بعيد أو من قريب، الموضوع ذاته الذي أعمل عليه باستمرار، وهو المرأة، والتقنية التي أعملها منذ زمن، وضمن الجو الجماعي يمكن أن يرى الشخص نفسه إلى أي مدى وصل، المشاركات جميلة بشكل عام، والاحتكاك مع بعض الأسماء المهمة والمميزة، والفاعلة بالحركة التشكيلية».

وختم الفنان التشكيلي وصاحب "غاليري فري هاند" أستاذ "أحمد قطيط" الحديث بالقول: «معرض شتاء فري هاند لحوالي عشرين فنان تشكيلي، فيه حوالي 42 عمل فني، كل فنان له عملين أو ثلاثة، وبعض الفنانين لهم عمل واحد، المعرض لمجموعة من الأسماء معروفين نوعاً ما، ومجموعة من الشباب، أحد الفنانين له عمل فيه بعض الخصوصية "سليم الزامك"، هذا الفنان لأول مرة يعرض لوحة فنية، نحن نشجعه ضمن الأسماء المهمة الموجودة، كل فنان يعمل بأسلوبه وخصوصيته وشخصيته، المعرض منوّع، ونحن عملنا على أساس شتاء، هذا بعزّ فصل الشتاء وأسميناه "شتاء فري هاند" ليكون معرضاً دائماً وسنوياً، كل شتاء يكون هناك "شتاء فري هاند"، لم يعمل كل الفنانين على الموضوع بحد ذاته، بعض الفنانين عملوا باللون، قدر الإمكان على هذا الموضوع، منهجنا أن نشجع المعارض الجماعية والأسماء الجديدة ندخلها مع الأسماء المهمة واللامعة حتى يكتسبوا شيئا من خبراتهم وينطلق بنفس الوقت اسمهم في ساحة الفن التشكيلي، المعرض مشكّل ومنوع».