لعل الندوة التي أطلقها فرع اتحاد الكتاب العرب ضمن محور موحد "من أجل الوطن" طرحت مجموعة من المعطيات الثقافية والفكرية، من نخب أدبية وسياسية، وإعلامية، بحوار الأفكار والآراء تمهيداً لإجراء حوار وطني عام وشامل يضم فئات المجتمع وأطيافه برؤية مستقبلية هدفها "من أجل الوطن"

حول الرؤية العامة للمخاطر الخارجية المحدقة في البلاد وإجراء الحوار الوطني لتحديد آلية الإصلاح، بيّن الأستاذ "باسم عبدو" عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب لموقع eSyria قائلاً: «هناك مخاطر كثيرة تحيط بسورية، وأخطار تتكاثف تهدّد الوطن، لكنَّها ستتبدد حتماً، ومحاولات لم تنجح في إثارة الفتنة وزرع التناقضات بين المواطنين على أساس طائفي وأثني ومذهبي، والسُّؤال: ما العمل لاجتياز عتبة الأزمة الصعبة؟

هناك مخاطر كثيرة تحيط بسورية، وأخطار تتكاثف تهدّد الوطن، لكنَّها ستتبدد حتماً، ومحاولات لم تنجح في إثارة الفتنة وزرع التناقضات بين المواطنين على أساس طائفي وأثني ومذهبي، والسُّؤال: ما العمل لاجتياز عتبة الأزمة الصعبة؟ وكيف يمكننا استخدام البوصلة وتوجيهها إلى الشمال الحقيقي، ووضع الحل الشامل؟ ما العمل بعد عشرة أسابيع من التخريب والقتل وتدمير الملكية العامة والخاصة، وزعزعة الأمن في البلاد؟!

وكيف يمكننا استخدام البوصلة وتوجيهها إلى الشمال الحقيقي، ووضع الحل الشامل؟

المحامي وائل المحيثاوي

ما العمل بعد عشرة أسابيع من التخريب والقتل وتدمير الملكية العامة والخاصة، وزعزعة الأمن في البلاد؟!».

وعن العمل وآلية تنفيذ الإصلاح تابع الأستاذ "باسم عبدو" بالقول: «إنَّ ما صدر خلال الفترة الماضية من مراسيم وقرارات وتوجهات رئاسية وحكومية دون تعدادها لأنها معروفة للجميع، تشكّل برنامجاً وطنياً للإصلاح، ينقل البلاد إلى مرحلة جديدة متطورة في حياة البلاد السياسية والديمقراطية، وهذا يتطلَّب اجتثاث الفساد ومحاسبة المفسدين، وإصلاح القطاع العام، وإعادة النظر بالنهج الاقتصادي، وتلبية حاجات المواطنين ومطالبهم المشروعة، التي عبَّروا عنها بالتظاهرات السلمية، والبحث الجدّي في فصل السلطات، وإصلاح القضاء، وتأمين فرص العمل لخريجي الجامعات والمعاهد، وتأمين مستقبل الجيل الشاب، وإقامة علاقات ثقة بين السلطة والمواطنين. وتطوير المؤسسة الإعلامية وإصدار قوانين عصرية للأحزاب والإعلام. وإعادة النظر بقوانين العمل والأحوال الشخصية، والنظر بحقوق المرأة، والضمان الصحي وغيرها».

باسم الحيفاوي

ويتابع الأستاذ "عبدو" بقوله: «إنَّ التسريع بتنفيذ الإصلاحات، يعدُّ الخطوة الأولى في الطريق الصحيح، الطريق الديمقراطي لسورية الحديثة، وهذا يتطلَّب إجراء حوار وطني واسع يشمل الطيف الاجتماعي والسياسي بجميع مكوّناته، وكل من يقف ضد التدخلات الخارجية، ويتطلَّب أيضاً الإسراع في الإعلان عن لجنة الحوار المركزية وتشكيل اللجان الحوارية في المحافظات، وعقد مؤتمر للحوار الوطني ينتج عنه، إصدار وثيقة وطنية تنطلق من الواقع السوري. وترسم خريطة طريق استراتيجية للمستقبل!».

وحول مرحلة الإصلاح والمخاطر القادمة بيّن المحامي "وائل المحيثاوي" المستشار القانوني للجنة حماية الوطن بالقول: «تعيش سورية مرحلة من التحول في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والذي يعتبر الإصلاح جزءا من منظومتها الإدارية والثقافية، فقد مرت في مرحلة زمنية تراكمت فيها أخطاء، فأصبح الإصلاح حاجة لتطوير العمل وتنمية المجتمع، وأرى أن تحديث القوانين والأنظمة هو الجزء الأهم في مسيرة الإصلاح، ووضع آلية تنفيذ لها، على أسس تشمل مصلحة الوطن والمواطن على حد سواء، مع الأخذ بعين الاعتبار القرارات السابقة الصادرة عن السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية ووضعها تحت مجهر التطوير الحقيقي بنسف بيروقراطيتها ونشر ثقافة جديدة في تنمية المنهج الإداري التطبيقي، الذي يعكس إصلاح السلوك التربوي، ويحقق علاقة اجتماعية بين المؤسسات والمواطنين، لعلنا اليوم نحتاج إلى وقفة حقيقية مع الزمن القادم، لأن الشباب بحاجة إلى تحديث دائم والاستماع إلى آرائهم ومتطلبات العصرنة بما تحمل من تقانة في عالم الاتصالات».

وتابع المحامي "وائل المحيثاوي" يقول: «ارى أن الحوار يجب ان يأخذ بعداً يشمل أطياف المجتمع كافة، وذلك بحرية تامة ووضع الهموم والمشاكل التي تعترض التطور وتلبي حاجات الناس على بساط التنفيذ، كأن يتم تعديل الخطاب الإعلامي وإعادة هيكلة الجهاز الإعلامي بالكامل، والإسراع بإصدار قانون الإعلام العصري الذي يتناسب مع الإعلام الذي نواجهه والذي أصبح سلاحاً فتاكاً، إضافة إلى قانون الأحزاب، والإدارة المحلية، وقانون انتخاب جديد، بعيداً عن القائمة الواحدة والنافذة المستقلة، ذلك لأن سورية في تاريخها النضالي، لم تكن في يوم من الأيام طائفية أو تلعب على هذا الحبل الممزق، ولم تكتسب ديمقراطيتها اكتساباً، عند هاتين النقطتين وما بينهما أقول: لم تفكر بالطائفية لأنها تملك لغة العقل والحوار، والدلالة في الزمان والمكان موجودة وهي شاهد وجودي- وليس شاهد عيان مفبرك لا وجود له- وهو الجامع الأموي، والسيف الأموي في ساحتها، وديموقراطيتها الفطرية غير مكتسبة، لأن أبناءها من "رأس العين" في "الحسكة" إلى "عين الزمان" في "السويداء"، تكاتفوا يداً واحدة وقلباً واحد في الماضي لتبقى سورية حرة مستقلة، ولهذا ابن الشمال بايع ابن الجنوب قائداً عاماً للثورة السورية الكبرى، كما اليوم جميع القوى السياسية الوطنية والتقدمية وقفت موقفاً واحداً جراء ما يحدق بالبلد، أليست هذه ثقافة لا تقبل الرهان؟».

وعن بعض المشاكل التي تعترض العمل بيّن الشاب "باسم الحيفاوي" بالقول: «إذا أردنا حقاً أن نسير قدماً في الإصلاح فعلينا تطهير البلد من المفهوم الشللي في الإدارات والمؤسسات، والأخذ بعين الاعتبار الخبرات الفنية، لأن الفساد ثقافته أصبحت في شقوق الأبنية والدوائر الضيقة، خاصة أن المفسدين لديهم الحماية والحصانة من خلال مناصبهم الإدارية دون الأخذ بكلام العمال والموظفين من الدائرة الأدنى، وهذا ما جعلنا نعيش غربة عن وطننا، الذي له ومن أجله نفدّي بالغالي والنفيس، نرى الفساد ولا نستطيع الكلام عنه، الإصلاح يبدأ بلغة الاستماع إلى الأصوات الضعيفة أي من الفرد، مع المحاسبة المعلنة».