في ظلّ التطور التكنولوجي المتسارع، أُطلقت المنصات التربوية الإلكترونية، لتكون الرابط المباشر بين الطلاب من مختلف المحافظات ونخبة من الخبراء في كافة الاختصاصات، تواصلٌ سيسهم بالتأكيد في تطوير مهاراتهم وإثراء معلوماتهم.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 14 حزيران 2019، مدير المركز الوطني لتطوير المناهج الدكتور "دارم طباع" ليحدثنا عن هدف المركز من إنشاء المنصات التربوية، فقال: «توجه المركز في خطته لتطوير المناهج إلى مواكبة العصر، فاهتمّ بتوفير قاعدة جديدة في بناء الكتب المدرسية، تعتمد تطوير مهارات التفكير لدى المتعلّم وتوسيع مداركه في فهم العلاقات والمواقف التي تواجهه في حياته، حيث ينتقل المتعلّم من سياسة الحفظ والتلقين والاختبارات التقليدية، إلى تعلّم مهارات تجعله قادراً على توفير المعلومات المفيدة في البيئة الطبيعية التي يحتاج إليها، وفي الزمن المناسب، ليستفيد منها في تطوير حياته. وقد أتت المنصات التربوية مرحلةً متطورةً تتيح للمتعلم الحوار والنقاش وتبادل المعلومات وطرح الآراء العلمية والتربوية في أي زمان ومكان، على سبيل المثال الجلسة الامتحانية لمادة اللغة العربية لطلاب الثالث الثانوي، تابعها وشارك فيها أكثر من ثمانية آلاف طالب وطالبة من جميع أنحاء "سورية"، في حين يسعى بعض المدرّسين للبحث عن خمسة أو عشرة طلاب لإعطائهم جلسة امتحانية مرهقة ومكلفة لطلبتهم، نحن بالمنصات لا نريد أن نكون بديلاً لأحد ولا منافساً، بل نريدها أن تكون وسيلةً متاحةً للجميع، ومن خلالها نحقق غايات التعلّم وفق كفايات القرن الذي نعيش فيه».

لقد وفرت المنصات التربوية سهولة التواصل والحصول على المادة التعليمية للمتعلم في أي زمان ومكان، كما أسهمت في تحسين المستوى العام للتحصيل الدراسي، أيضاً وفرت بيئةً تعليميةً جاذبةً، من خلالها تخلصنا من المظاهر السلبية للتعليم التقليدي بما يناسب ويراعي الفروق بين المتعلمين وأنواع ذكائهم، أيضاً يشعر المتعلمون بالتقدير بالحصول على التغذية الراجعة بحسب قدراتهم ووفق حاجاتهم

أما "محمود حامد" مدير المنصات التربوية في المركز الوطني لتطوير المناهج، فقد قال: «تضمّ المنصات وسائل تقنيةً متطورةً جداً تتيح لكل من المدرّسين والطلبة التفاعل فيما بينهم داخل المنصة ومع المتابعين خارجها، بطرائق تواصل مختلفة تشغّل بوساطة إنترنت عالي السرعة، ولقد تمّ الافتتاح الفعلي للمنصة التربوية السورية في أيلول 2018، ومنصّة "دمشق" التربويّة في شباط 2019، ويمكن الدخول إليها من أي وسيلة إلكترونية سواء عن طريق جهاز خلوي أو حاسوب، ومن خلالها يمكن مشاهدة الجلسات المصورة المتعلقة بموضوع معيّن يمكن أن يغني معلومات الطالب من خلال المناهج الإثرائية، أيضاً بإمكان المشاهد المشاركة وإبداء الرأي، من خلال كتابة ما يريد توضيحه، وتتم الإجابة عن أسئلة الطلاب من قبل خبراء مختصين في كل مادة. والمنصة تختص بالمنهاج السوري، وتقدم الدروس يوميّاً وجلسات امتحانية ببث مباشر عبر شبكة الإنترنت. وبالنسبة لمنصة "دمشق" التربوية، فقد جعلت الطالب محور العملية التعليمية؛ إذ يقوم ورفاقه بتحضير الدرس، ويعرض بالتفاعل فيما بينهم بإشراف المدرّس عبر بث مباشر للعالم أجمع».

جمانة الدرا منسق دمج التقانة في التعليم

وعن استثمار المنصات التربوية قالت "جمانة الدّرا" المنسق المركزي لدمج التقانة في التعليم: «ولدت لدي فكرة استثمار المنصة بسبب ضرورة توحيد المفاهيم التقنية لدى مدرّبي الدمج في كافة المحافظات، وتوفيراً لوقت الورشات المركزية التي كانت تعتمد سابقاً التكثيف، ولا تكفي لتلبية كافة المتطلبات التقنية المطلوبة، خاصةً بالنسبة للمدربين الذين بحاجة إلى تدريب أكثر من غيرهم، لضعفهم ببعض البرامج أو التطبيقات الجديدة، فكانت تستغرق الورشات أكثر من شهر لتدرب كامل فريق الدمج البالغ عدده 100 تقريباً. وقد ساعدتنا المنصة على فتح باب المناقشة الإلكترونية وتوضيح المفاهيم المطلوبة، ومن خلال رابط اليوتيوب الخاص بها، يمكن لأي مدرب أن يتابع ما يشاء وبعدد المرات التي يريدها؛ الأمر الذي حقق الاستفادة للمدرّسين الراغبين بالتعلّم الذاتي كداعم مع التدريب المحلّي، ونحن عازمون ضمن خطة مشاركة الدمج في المنصة التربوية على تقديم دروس تدمج التقانة وتستثمر التكنولوجيا، وتكون من تصميم الطلاب أنفسهم، وفي خطتنا سنقوم بمشاركة الطلبة بشرح مفاهيم تكنولوجية عن أجهزة أو برامج وتطبيقات يهتمون بها وتفيدهم في مجال الدراسة والتعلّم الذاتي في كافة المجالات، سواء التعليمية أو الثقافية والاجتماعية، وعندما يتم استثمار المنصّة بالطريقة التي تجعلها مصدراً موثوقاً بالكامل من قبل كل أقطاب العمليّة التربوية من موجهين وأساتذة وطلاب، وتحقق الفائدة المرجوة منها، عندها بالفعل ستغني عن الدروس الخصوصية والأعباء المترتبة عليها».

من "اللاذقية" يقول المشرف التربوي ومنسق مسابقة المواقف التعليمية الداعمة للمناهج المطورة "باسم شرمك": «تحقق المنصة الإلكترونية بيئةً تفاعليةً وتربويةً وبحثية، حيث يمكن أن يتم التفاعل المباشر بين الطالب والمدرّس، ويمكن للأهل أيضاً أن يشاركوا ويطّلعوا على منهجية تطبيق المناهج وكذلك المدرّسون الذين يستطيعون التعلّم من أقرانهم ويقيسون أداءهم، ويمكن الربط بين أكثر من باحث، أو إقامة ورشات عبر التقنيات المتطورة كالشبكات وخدماتها المتعددة، وبهذا يمكن اعتبار المنصات مصدراً محكماً من مصادر التعلّم، وبيئةً تنافسيةً مناسبةً لتنامي قدرات وكفايات أصحاب المواهب الإبداعية، ويتم استثمار المنصات من خلال الندوات الخاصة بالمناهج المطورة وندوات المواد للشهادات في الإجابة والتفاعل حول أي إشكالية في المناهج، وكذلك من خلال المواقف المسجّلة التي يتم تسجيلها من قبل أهم المدرّسين والموجهين والمنسقين في القطر، وبالنسبة لي، فقد كوّنت فريقاً من "اللاذقية" و"طرطوس" و"السويداء"، وقدمنا مواقف إبداعيةً، فكانت الفائدة عظيمة في تطوير قدرات ومهارات الفريق، والتنويع في الطرائق والاستراتيجيات، التي قدمت للميدان مصدراً جديداً للتعلّم، وكانت هذه الخطوة دافعاً لتحريك الساكن واستنفار المعلمين المبدعين لتقديم الأفضل».

باسم شرمك منسق مسابقة المواقف التعليمية

أما "فريال عساف" الموجهة التربوية في "طرطوس"، فقد قالت: «لقد وفرت المنصات التربوية سهولة التواصل والحصول على المادة التعليمية للمتعلم في أي زمان ومكان، كما أسهمت في تحسين المستوى العام للتحصيل الدراسي، أيضاً وفرت بيئةً تعليميةً جاذبةً، من خلالها تخلصنا من المظاهر السلبية للتعليم التقليدي بما يناسب ويراعي الفروق بين المتعلمين وأنواع ذكائهم، أيضاً يشعر المتعلمون بالتقدير بالحصول على التغذية الراجعة بحسب قدراتهم ووفق حاجاتهم».