بحسّه الموسيقي الرفيع استطاع "جرجس العبد الله" أن يبدع في صياغة موسيقا تخطت حدود بقعة جغرافية معينة، وامتدت لتصبح بنكهة عالمية تطرب آذان من يصغي إليها.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 3 أيلول 2017، تواصلت مع الفنان "جرجس العبد الله" ليحدثنا عن بداياته بالقول: «بدأت دراسة الموسيقا في الخامسة من عمري على يد والدتي "تاتيانا" عازفة الكمان البيلاروسية، حيث بدأت تعلّم مبادئ "الصولفيج" والعزف على آلتي الكمان والبيانو، وفي العاشرة من عمري التفت إلى آلة الكلارينيت، وبدأت مع الأستاذ الروسي "نيكولاي فاراكسين" في "دمشق"، كما أنني شاركت في الكثير من الحفلات والمهرجانات في "دمشق، وحمص، وطرطوس، واللاذقية، وحلب، وتدمر".

موسيقي متفرد، ينسج من تناغمات النوتات الموسيقية هارموني من المشاعر التي تترجمها قدرته على الربط بين عالم مشاعره الخاص وآلته الموسيقية التي تصدح في المسارح، غني بكل ما يملك من الثقافة والأخلاق، ومفعم بالطموح، وخطواته قوية وثابتة

أنهيت المرحلة الثانوية عام 2010، وتقدمت لدراسة الكلارينيت في المعهد العالي للموسيقا في "دمشق" على يد "ماري قمر"، وشاركت كعازف منفرد مع الأوركسترا الشبابية الأردنية عامي 2009-2010، وكعازف أول مع الاوركسترا الشبابية السورية عام 2011 بقيادة المايسترو البريطاني "هوارد وليامز"».

من أحد النشاطات الموسيقية

ويكمل: «حصلت في عام 2011 على منحة دراسية من "روسيا الاتحادية" لدراسة المرحلة الجامعية في أكاديمية "غنيسين" للموسيقا في "موسكو"، ودرست فيها اختصاص الكلارينيت على يد البروفيسور "إيفان أولينتشيك"، وقيادة الأوركسترا على يد البروفيسور "أنطون أورلوف"، وموسيقا "الحجرة" مع البروفيسورة "تاتيانا تارنافسكايا"، وكعازف أول في أوركسترا الاَلات النفخية التابعة للأكاديمية بقيادة المايسترو "فيكتور خودوليي"، وكعازف أول في الأوركسترا السيمفونية بقيادة المايسترو "أندري ليبيديف"، كما أنني تخرّجت فيها بدرجة ممتاز عام 2016 لأكمل دراسة الماجستير في الأكاديمية نفسها، وشاركت في حفلات موسيقية في قاعات مختلفة في مدن كثيرة في "روسيا، وبيلاروس وليتوانيا" ما بين عامي 2012-2016، إضافة إلى مشاركتي كعازف أول في أوركسترا "شباب البحر الأبيض المتوسط" في "فرنسا، وكرواتيا، وسلوفينيا، وتونس" عامي 2015 و2016، وشاركت في مسابقات موسيقية على مستوى "روسيا" والعالم، وحصلت على المركز الأول في المسابقات العالمية "Weber-Clarinet" و"21th century art" و"Musica Classica" و"Russian Competition named after Shtark" وغيرها، وأعمل حالياً في "موسكو" كمدرّس لآلة الكلارينيت والساكسوفون والبيانو، وعازفاً منفرداً في مسرح STI في "موسكو"، وقائداً لأوركسترا "Die Musikepoche" في موسكو والأوركسترا في مدرسة تانييف، كما أنني كنت في "سورية" هذا العام مع عازف بيانو روسي، وقدمنا عدة حفلات في "دمشق، وحمص، وطرطوس"».

وعما تمثله الموسيقا بالنسبة له، أضاف: «من المؤكد أن الموسيقا لغة عالمية، تعبر عن عواطف الإنسان التي لا يستطيع التعبير عنها بالكلمات، من انفعال وحزن وغضب وهدوء وفرح، ويستطيع أن يفهم الموسيقا ويتفاعل معها في أي بقعة من الأرض مهما كان مستواه المعرفي أو العلمي، ومهما كانت لغته الأم، ففي كثير من الأحيان نسمع موسيقا لا تنتمي إلى ثقافتنا أو مجتمعنا لكننا نشعر بها؛ فهي التي توحد الأفكار والعواطف، وتدفعنا لنكون أكثر إنسانية، فعلى سبيل المثال الشعوب الأوروبية تستمع وتستمتع إلى حد كبير بموسيقا المؤلفين الروس الكبار، مثل: "تشايكوفسكي"، و"ريمسكي كورساكوف"، والعكس صحيح في "روسيا" بما يخص المؤلفين الأوروبيين، مثل: "موزارت"، و"بيتهوفن"، وغيرهما الكثير، وأؤمن بأن الموسيقا مفتاح باب السلام في العالم، كما أن للموسيقي دوراً مهماً جداً لنشر السلام والمحبة والفرح للإنسان بصرف النظر عن مستواه المعيشي والحياتي والاجتماعي ومستوى فهمه للموسيقا، لذلك أنا كموسيقي سوري من واجبي أن أنشر رسالة السلام بلغتي الموسيقية للسوريين بالدرجة الأولى لنلغي أي سلبية قد تؤثر فينا جميعاً، وعلينا أن نساهم بنقل الصورة الحضارية لـ"سورية" إلى جميع أنحاء العالم من خلال بوابات الفنون».

الفنان فراس البيطار

وعن "جرجس" يقول الفنان "فراس البيطار": «موسيقي متفرد، ينسج من تناغمات النوتات الموسيقية هارموني من المشاعر التي تترجمها قدرته على الربط بين عالم مشاعره الخاص وآلته الموسيقية التي تصدح في المسارح، غني بكل ما يملك من الثقافة والأخلاق، ومفعم بالطموح، وخطواته قوية وثابتة».

يذكر أن الفنان "جرجس العبد الله" من مواليد "مينسك"، عام 1993.