دمشقي، طويل القامة، مهيب الجانب، رقيق الحاشية والمحيا، تخاله في بادئ الأمر قادماً من بلاد "الفرنجة"، لتكتشف أنه ما زال يحتفظ بهويته السورية وخانته في "قنوات أعجام"، وجده المؤرخ والكاتب الكبير "تقي الدين الحصني" صاحب "تاريخ دمشق".

"الشاغوري" المعتز بزاوية جده "الحصني" التي ما زالت قائمة هناك، ويضع علم بلاده على سياج بيته في "فرنسا" لكي يتأمله بفخر، "حسان أحمد الحصني" قال لمدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 5 آذار 2018: «أنتمي إلى أسرة دمشقية معروفة بحبها للعلم، فأنا نجل الطبيب "أحمد الحصني"، الذي يعد من أوائل جراحي "دمشق"، ورئيس أطباء "سجن القلعة" أثناء الانتداب الفرنسي، ومن مجاهدي ثورة عام 1925.

عملت الكثير من المنشآت والمشاريع الضخمة، وأذكر منها إنشاء المنشآت الحكومية الضخمة، ومباني البلديات لأكثر من 30 بلدية، إضافة إلى قاعات للاحتفالات الرسمية مع مسارحها، وتصميم وتنفيذ دوراً للعجزة والمسنين، وإنشاء ضواحي سكنية، ودور عرض فندق "نيم"، والكثير الكثير من المشاريع الهندسية الكبيرة إلى درجة يصعب عليّ عدها

ولدت في 15 كانون الأول عام 1947، في حي "القنوات" المعروف، "قنوات أعجام"، وتلقيت تعليمي بمراحله الثلاث في معهد "اللاييك"، وأنهيت المرحلة الثانوية عام 1966. غادرت "سورية" إلى "فرنسا" من أجل دراسة الطب، لكنني وجدت ضالتي في الهندسة المعمارية، فانتسبت إلى إحدى الجامعات المهمة هناك، لأبدأ مرحلة دراسية مختلفة عما كان مخططاً لي، وهو ما أضعه في خانة القدر. دخلت كلية الهندسة المعمارية في مدينة "نانت" في الشمال الغربي من "فرنسا"، لأنهي دراستي بتفوق عام 1978».

مع أحد أعماله في فرنسا

وعن تجربته العملية في الخارج، وأهم الأعمال التي قام بها، أضاف: «كان اختصاصي في هندسة المشافي، إضافة إلى حصولي على دبلوم في تطبيق الإنشاءات الهندسية على الحاسوب. وعملت أثناء دراستي كمسؤول عن القسم التكنيكي في مؤسسة "Maisons PHENIX"، لأشغل فيما بعد منصب مدير القسم نفسه في مؤسسة "Maison BOUYGUES". في بداية عام 1981، بدأت حياتي المهنية العملية كمهندس بالاشتراك مع مهندس فرنسي، بعدها غادرت منطقة "نانت" في الشمال الغربي لفرنسا، لأفتتح مكتبي الخاص في مدينة "نيم" مكان إقامتي الحالية، بدأ العمل فيها كمدير لشركة الأشغال "لارال" التابعة لمؤسسة "باكت دو غارد"، كمهندس معماري. ومن أهم الدراسات المنفذة، مقر فرقة "الخيالة" في "الجيش الفرنسي" التي تتبع اليوم إلى سلاح المدرعات».

أشرف المهندس "الحصني" على العديد من المشاريع التي كان له يد في دراستها أيضاً، حيث قال: «عملت الكثير من المنشآت والمشاريع الضخمة، وأذكر منها إنشاء المنشآت الحكومية الضخمة، ومباني البلديات لأكثر من 30 بلدية، إضافة إلى قاعات للاحتفالات الرسمية مع مسارحها، وتصميم وتنفيذ دوراً للعجزة والمسنين، وإنشاء ضواحي سكنية، ودور عرض فندق "نيم"، والكثير الكثير من المشاريع الهندسية الكبيرة إلى درجة يصعب عليّ عدها».

أعمال منجزة للمهندس "الحصني"

شيخ المهندسين السوريين "خليل الفرا" تحدث عن "الحصني" بالقول: «ساهم المهندس "حسان" في توسع وتطور المناطق التي حل بها أو استدعي للعمل فيها. شغل منصب مهندس استشاري لعشر بلديات. اعتمدته مؤسسة "لايف سان لوران" في "جنوب فرنسا" مصمماً لمخازنها، وتوسعت مشاريعه العمرانية لتطول مناطق مجاورة؛ وذلك لتميز تصاميمه بجماليتها ودقة تنفيذها. تنوعت مشاريعه ما بين حكومية وتجارية وسكنية، وخاصة القصور، ويعد المهندس "الحصني" من المتميزين بين أقرانه؛ لتمتع نتاجه المعماري بلمسات إبداعية من حيث حداثة المخطط الداخلي وجمالية الشكل الخارجي. عرف بمصداقيته وحبه لعمله واحترامه لمعارفه، وتواضعه مع فريق عمله، وهو علم في موطنه، ذائع الصيت في المناطق التي حظيت بمشاريع صممها ونفذها فيها. ومن المشاريع قيد التنفيذ التي يتحضر لإنجازها: تخطيط وتنفيذ ساحة عامة لبلدية "تيزيه"، ووحدات سكنية في مدينة "أرل"، ومركز رياضي، مع محال تجارية ووحدات سكنية قرب "نهر الرون"».

شيخ المهندسين "خليل الفرا"