قبل سبعة عشر عاماً سافر "وائل الحميد" إلى "الإمارات"، حاملاً معه ذكرياته وخيالات من أحبهم، فأزهرت أصابعه قصائد حب للوطن، وفاز بالكأس الذهبي والمركز الأول بالشعر الموزون في المسابقة العالمية التي نظمتها المجموعة العربية للمبدعين العرب.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 18 شباط 2019، مع الشاعر "وائل محمود الحميد"، ليحدثنا عن دراسته وإنتاجه الأدبي ونشاطاته قائلاً: «بعد أن أنهيت دراستي الجامعية في التجارة والاقتصاد، عملت في هندسة الديكور في "الإمارات"، وبدأت ميولي الأدبية منذ طفولتي في مواضيع الإنشاء التي لفتت انتباه المدرسين، فأنا عاشق لمطالعة الأدب بأنواعه. تسلمت مدير الجمعية الثقافية الفنية السورية في "أبو ظبي"، وسفيراً للنوايا الحسنة، وحصلت على الدكتوراه الفخرية من المجلس الفلسطيني الأعلى للإعلام، وأكاديمية السلام في "ألمانيا". غربتي وحنيني إلى الوطن وما تعرض له في السنوات الأخيرة، كان جلّ اهتمامي، فوثقت الأحداث التي ألمّت به في ثلاثة دواوين، هي: "أوراق عارية على أرصفة الخريف"، و"جسد بلا خطيئة"، و"دموع يخفيها المطر" بالاشتراك مع الشاعر العراقي "زياد طارق العبيدي"، إضافة إلى ديوانين مشتركين مع الشاعرة "هيفاء بو حرب"، هما: "دموع الليل"، و"أنثى المطر".

"الحميد" شاعر الحب والمرأة، وتتناوب أحواله بين مدّ وجزر الحياة، وللمرأة أثر في كتاباته؛ فهي الأم والحبيبة، وأحياناً يتمرد على القوافي، فيخرج عن المألوف، وما الشعر إلا خروج عن النمطية؛ هكذا تلقيت ديوانه "أوراق عارية تنام على أرصفة الخريف". في ديوانه "جسد بلا خطيئة" كتب عن الوطن، وانتقد الفساد، وتراوحت كتاباته بين الغربة والحب والمرأة، فالوطن والحب وجهان لعملة واحدة

أما عن فوزي بجائزة الكأس الذهبي عن المركز الأول للشعر الموزون، فقد نظمت المجموعة العربية للمبدعين هذه المسابقة، وكان لي الفخر بالفوز به».

الدكتور منيف حميدوش

وتحدثنا الأديبة "أميرة الكردي" عن تجربة الشاعر "وائل الحميد" قائلةً: «"الحميد" شاعر الحب والمرأة، وتتناوب أحواله بين مدّ وجزر الحياة، وللمرأة أثر في كتاباته؛ فهي الأم والحبيبة، وأحياناً يتمرد على القوافي، فيخرج عن المألوف، وما الشعر إلا خروج عن النمطية؛ هكذا تلقيت ديوانه "أوراق عارية تنام على أرصفة الخريف". في ديوانه "جسد بلا خطيئة" كتب عن الوطن، وانتقد الفساد، وتراوحت كتاباته بين الغربة والحب والمرأة، فالوطن والحب وجهان لعملة واحدة».

الدكتور "منيف حميدوش" تحدث عن تجربة الشاعر "وائل" قائلاً: «من خلال الدراسة الأدبية لمجموعته "أوراق عارية تنام على أرصفة الخريف"، نحن إزاء ذات أدبية لها محيطها الخاص وزمنها الخاص، مرتبطة بحضارة أمة وفكر شعب كامل. لقب شاعر الحب والوطن، وكتب الكثير من القصائد الوطنية والوجدانية، وقصائد الحب والغزل التي تجاوزت السبعمئة قصيدة. تميزت كتاباته بالسهل الممتنع، وكتب بكل أنماط الشعر من نثر وقافية، كما كتب القصة القصيرة والرواية، ومن خلال دراستنا لرموز اللغة عند الشاعر فهي المحور التتابعي، لأنه يدرس اللغة باعتبارها نظاماً يتطور عبر الزمن، ويرصد التغيرات التي تطرأ عليها، وهو أديب مرآة للواقع، ويشي من خلال أعماله عن بنية اجتماعية وجغرافية معينة».

أميرة الكردي

ومن القصيدة الفائزة نقتطف:

"أسفي على الأوطان شردها الردى... وسمعت من قلب البكاء عويلا

الفاجـرون على المنابر أصدحــوا... أمـــا الحكيم فقد أتــاك هزيــلا

والياســمين عـلى المـحيا باكــياً... بل شــاكياً أو ســائلاً ترتيـــلا

يا شهب نصر سددي نصر الأولى... سحقاً لكل عـــمالة ودخيلا

هيا اضــربي يا أرضنا بســواعد... كل الفجور بما رأيت ســبيلا

وحناجرُ الأبطال تزأرُ في الدنــا... وصدى الحناجر في الشآم دليلا".

يذكر، أن الشاعر "وائل الحميد" من مواليد مدينة "دمشق"، عام 1981.