رغم التحديات التي تواجه المرأة واندفاعها باتجاه تحقيق ذاتها، تجد "نبهه طربوش" ابنة مدينة "النبك" -التي لمع اسمها في دول عدة بفضل قدراتها العلمية والتربوية وفي علم النفس التخصصي- تحصد 135 تكريماً من الشهادات والدروع.

مدونةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 تموز 2019 الدكتورة "نبهه طربوش" لتتحدث عن بداياتها مع الإعلام قائلة: «درست علم النفس بجامعة "دمشق"، وتخصصت بالعلاج النفسي، ثمّ توجهت للإعلام في التسعينيات، حيث قدمت برنامجاً في القناة السورية الثانية يدعى "لقاء الأجيال"، والذي يختص باستضافة الأطباء النفسيين، حيث نشرح الحالات التي تصيب كل الأعمار، وطريقة التعامل معها».

درست علم النفس بجامعة "دمشق"، وتخصصت بالعلاج النفسي، ثمّ توجهت للإعلام في التسعينيات، حيث قدمت برنامجاً في القناة السورية الثانية يدعى "لقاء الأجيال"، والذي يختص باستضافة الأطباء النفسيين، حيث نشرح الحالات التي تصيب كل الأعمار، وطريقة التعامل معها

وبالنسبة للعمل في خارج الوطن، تابعت قائلة: «في عام 1996 سافرت إلى "الكويت"، وعملت في الإعلام التربوي بالمدارس، حيث كنت مديرة العلاقات العامة والإعلام، ثمّ انتقلت من المدارس العربية للمدارس الأجنبية، وكانت بدايتي في مدرسة "الرؤيا ثنائية اللغة" التي كانت تؤسس حديثاً، وتمّ اختياري لأكون من المؤسسين، وعملت فيها مدة 18 عاماً، حيث كانت هذه المدرسة أول نظام ثنائي اللغة، وخرّجت 23 دفعة وعلمتهم القيادة، وكنت أنمي عند الطلاب قدرات الذكاء، وأتبنى الطالب الذكي، وأدعمه إعلامياً وأسافر معه، ومن هذه المدرسة انطلقت لبقية الدول وبدأت المرحلة المشرقة بحياتي، فتمّ تسليط ضوء الإعلام على إنجازاتي والطلاب الذين خرجتهم، وأقمت مؤتمرات للطلبة اسمها "لأنّك حضاري" حيث تهدف لتوعية الشباب، ونلت تكريمات على إنجازاتي داخل "الكويت"، ثمّ سافرت لعدة بلدان منها "قطر"، لأسس مدرسة في النظام المستقل تدعى مدرسة "الإيمان"، وتمّ تكريمي فيها أيضاً. ثمّ كانت الوجهة إلى "سلطنة عمان" حيث أسست مدرسة "طيبة"، وما زلت مشرفةً نفسيةً فيها حتى الآن، ومن بعدها طلبتني "سورية" عام 2009، لأسس مدرسة "المميزون" في "حلب"، فكانت أول مدرسة ثنائية اللغة، وكنت أول سورية تنال الدكتوراه المهنية الفخرية في دور الإعلام وتنمية المجتمع من الجامعة الدولية في "مصر"».

بعض الدروع والتكريمات

وبالنسبة للمؤتمرات التي شاركت بها، أضافت: «دعتني جامعة "لندن" عام 2012، عن طريق مركز للعلوم الإنسانية لأكون منسقةً لمؤتمر عن جميع العلوم الإنسانية، ومن هذا المؤتمر رشّحني مركز البحوث والاستشارات الجامعية "scr" لأكون باحثة في مجال العلوم الإنسانية، فعدت إلى "الكويت"، وانتسبت لجامعة "الكويت" لأتعلم كيفية كتابة بحث علمي لمدة سنة، ثمّ رشّحني مركز البحوث والاستشارات الجامعية في "لندن" لأقدم بحثاً في المؤتمر الثاني في "دبي" عام 2013 في جامع "الزايد"، حيث قدمت بحثاً كان لأول مرة في تاريخ المؤتمرات يتم تقديمه، وهو بحث "أنثوغرافي" أي البحث التعايشي الذي يؤخذ من أرض الواقع، كان عن واقع عشته وعرضته عن "حياة اليهود الدمشقيين"، ونلت المركز الأول في العالم الإسلامي، أحببت أن أوصل رسالة باسم "سورية" لكل الناس أنها تحتضن كل الأديان، فحياتي مع اليهود تمّ طرحها في بحث عشت فيه، وعشت معه، بعد المؤتمر الثاني تمّ ترشيحي لأكون من مؤسسي مركز بحوث في العلوم الإنسانية، فعدت إلى "لندن" وبقيت فيها مدة ثلاث سنوات، بعدها عدت إلى "الكويت" لأشارك في المؤتمر الثالث عام 2014، حيث كان البحث الثاني، فكتبت عن دور المغترب في العمل الخيري، وعرضت تجربة بناء "دار الأشعة"، وعن تشكيل جالية من مدينة "النبك"، لدعم المدينة التي يعيشون فيها، وعن دورهم في إنشاء مستشفى "النبك" التي خدمت خمسين قرية، وتم تكريمي على البحث تكريماً دولياً.

وخلال هذه الفترة طلب مركز المرأة في "لندن" اختيار عشرين شخصية قيادية؛ شرط أن تكون خليجية، فكانت مفاجئة أن الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية قامت بترشيحي، والشخصية التي تم اختيارها تقدم بحثاً عن المرأة في المؤتمر، وكان البحث عن دور المرأة في العمل التطوعي، وكنت مدافعة عن الدور التطوعي للمرأة السورية، خضت العديد من المؤتمرات والأبحاث، وطوّرت تعليمي الأكاديمي، وخلال مسيرتي المهنية التي كان منها 25 سنة في "الخليج العربي" نلت حوالي 135 تكريماً دولياً».

مكرمة من الخارج

وعن عودتها إلى "سورية" تابعت قائلة: «بعد هذه المسيرة الطويلة من المؤتمرات وتأسيس المدارس والبحث العلمي، كانت محطتي الأخيرة "سورية"، كنت على معرفة من خلال الصحافة والمراكز التي زرتها في الدول العربية والأجنبية بأنّ هذا العلم مهم جداً، ويجب علينا أن نمتلك ثقافة فيه لنصنع فرداً سليماً نعدل سلوكه، ونعرف مهاراته، ونوظفها بالطريقة الصحيحة، ونحوّله من طفل عدواني لطفل سليم، من طفل يمتلك صعوبة تعلم لطفل يمتلك سهولة التعلم، لأنّ الجيل الذي نعدّل سلوكه ونوظّف مهاراته بالطريقة الصحيحة هو الجيل الذي سيقود البلد مستقبلاً، فكلما أنشأنا جيلاً سليماً كلما تطوّرنا، ونحن في عصر تنمية مستدامة وعصر تقانة، أردت أن أبدأ هنا كي أدخل لعقول الناس ونفسيتهم، وأفهم معاناتهم والحالات التي ترتبت عليهم بعد الأزمة».

أما بالنسبة للمشروع الذي تعمل عليه، فقالت: «اسم مشروعي "الحياة برؤية جديدة"، وكانت رسالتي من خلاله مساعدة الأفراد الذين لم يروا الحياة إلا من جانبها السلبي، ليروها من جانبها الإيجابي، بعد أن يتخلصوا من مشكلاتها النفسية من خلال الخضوع للعلاج السلوكي، لنعيد ثقتنا بأنفسنا، ونعيش حياة جديدة، وحالياً املك 450 بحثاً في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية محكمة دولياً إهداء مني للجامعات السورية ليكونوا مراجع للطلاب».

الغارقة في العلم والأبحاث

"منى طلعت" زميلة الدكتورة "نبهه" في العمل بمدينة "الكويت" قالت عنها: «الدكتورة "نبهه طربوش" ملكت العديد من الصفات التي جعلتها تتميز على جميع المستويات، عملت معها على مدى سنوات في دولة "الكويت" في المجال التربوي والإعلامي والخيري، وكانت قمةً في الإخلاص والالتزام والتفاني، وتملك حسّ الشعور بالمسؤولية والولاء لعملها ولأصحاب العمل، كانت تعمل بروح الفريق، بالإضافة لرعايتها للخريجين ومساعدتهم في تنمية إبداعاتهم حتى على المستوى الجامعي، كان لها محطات مشرقة في العديد من الدول العربية والأجنبية للاستفادة من خبراتها العلمية والتربوية والإعلامية، لما تملكه من حضور إعلامي مميز، وكاريزما، ورقيّ ساهم بنجاحها وتميزها دولياً، أثبتت للجميع أنّ المرأة قادرة على الوصول إلى أعلى المراكز القيادية، حين تملك الإرادة لتحقق ما تصبو إليه، تعلمت منها الكثير من الصفات التي يجب أن تملكها المرأة لتحقيق أهدافها».