يعتبر المزين النسائي الأول في سورية من حيث الخبرة والمهارة والابداع والشهرة.

اتخذ من الايمان بالمقدرة عنواناً لمسيرته، ومن التميز هدفاً لا يحيد عنه،

ولأنه أراد الاستثناء فإنه اضطر إلى مواجهة كل الذين حاولوا إفشال رغبته في التعرف على عالم التزيين النسائي وقص الشعر.

هشام وعمار

بدايته كانت حين وضعه والده وهو صغير لدى معلم حلاق خلال فترة الصيف، وكانت تلك الفترة كافية لديه ليعرف أن جميع من عمل لديهم كانوا يخشون أن يكون منافساً لهم حين كانوا يشاهدون حركة يديه وهو يحمل المقص، وكيف كان يعمل!

لم يكن يعرف سبباً لرفض كل الذين عمل لديهم تعليمه حرفة الحلاقة فكان حزنه أكبر من قدرته على التعبير عنه إلى أن رآه أحد هؤلاء المعلمين باكياً فأعلمه بتلك الحقيقة.

بعد معرفته بذلك زادت ثقته بنفسه وبموهبته فعمل كل ما باستطاعته كي يعمق هذه الثقة، وهذه الموهبة.

ولمعرفة المزيد عن شخصية اليوم توجهنا إلى الصالون الذي رفع شعار الشمس وكان لنا هذا اللقاء مع مزين الشعر السيد "هشام شمس الدين" بتاريخ 22/09/2008

في أول اللقاء سألناه عن رأي عائلته بمهنته وكيف كانت ردود أفعالهم أمام تحديه لخوض هذا العالم؟

أجاب: والدي اعترض بشدة في البداية لأنه كان يتمنى أن أكون ضابطاً في الجيش، وقد حاول منعي لكنه بعدما رأى إصراري ورغبتي أصبح اليوم فخوراً بي بل ومن أكثر المؤيدين لعملي. الجميع الآن يحب ما أقوم به سواءً عائلتي أو أقربائي وكل أصدقائي.

عملت كثيراً كي أخلق اسماً يتحدى موهبتي لذلك حين كان العرض الجديّ الأول للعمل في التلفزيون كان هو التحدي والحسم لصنع هذا الاسم فقد فزت بالمسابقة التي أقامتها وزارة الاعلام لأول مرة في اختيار كوافير خاص بالمذيعات وكنت الأول من بين عشرين متسابقاً ، لتأت الخطوة الأهم بعد هذا التحول وهي افتتاح أول محل خاص لي في هذا المجال خصوصاً أنني كنت قد سافرت ودرست، وتدربت في دورات أكاديمية في كل من فرنسا وايطاليا، وأمريكا.

كانت أول دورة اتبعتها في فرنسا ولمدة خمسة عشر يوماً تعلمت فيها "علم قص الشعر النسائي".

شاركت بأول مسابقة في سورية لتصفيف الشعر وحينها فزت "بالمرتبة الأولى" عن عمل مسرحي عن "زنوبيا" وقد كان هذا العرض هو التحدي الحقيقي لموهبتي وحبي لعملي لما أثاره من تحفيز لمخيلتي على الابداع خصوصاً أن تلك الفترة من حكم هذه الملكة لم تؤرشف صوراً لنراها، فكان التحدي!!.

أما المسابقة الثانية فكانت في ايطاليا وشاركت بها أربع وسبعون دولة من مختلف أنحاء العالم وفزت أنا من سورية بالمرتبة الأولى مما كان له أكبر الأثر في روحي لأني رأيت فرح أهلي ووطني بهذا الفوز كي أتابع على هذا الطريق، وكي أرفع اسم وعلم بلدي في أي وقت.

ثم شاركت في أمريكا لكني هذه المرة فزت بالمرتبة الثانية وذلك أحزنني كثيراًً لأن السبب في ذلك لم يكن بسبب العمل ولكن بسبب اللغة مما دفعني إلى تعلمها بكل جد كي لا يكون هناك أي عائق للفوز في أي مكان في العالم.

بعد ذلك سافرت إلى لندن لدراسة الدورة الأهم في عالم التزيين النسائي وكانت في اختصاص "الألوان" وعدت بعدها إلى "دمشق" ليكون تأسيس المحل.

  • من ساعدك بهذا التأسيس، وهل كان هناك خطة له؟
  • اعتمدت على دراستي، وعلى خبرتي لكن المهمة الأصعب خلال هذه الفترة كانت جمع الفريق الذي سيعمل معي فمن الصعب أن يجد الانسان من يثق به بسهولة، إضافة إلى أن الأمر يتطلب تبادلاً في هذه الثقة لكلا الطرفين ليكون النجاح.. لذلك كان لا بد أن أطلب من أخي "عمار" والذي هو ساعدي الأيمن في كل شيء أن يكون معي في هذا التأسيس وطبعاً فرحت بموافقته لأنه كان يدرس في كلية الفنون الجميلة في تلك الفترة وهو اختصاص لن يجعله يبتعد عن فن الجمال، لذلك وافق دون تردد وكلانا منذ ذلك الوقت نسعى للصعود والنجاح بفضل الله ودعاء الوالدين.

  • لماذا لم تحاول البقاء في الخارج خصوصاً أننا علمنا أنه قد عرض عليك إحدى الجنسيات الأجنبية؟
  • أنا كالسمك لا أستطيع أن أبقى خارج الماء ومائي هو سورية، والأمان في بلدي لا يعوض، لذلك رفضت أن أتحول إلى ناجح لا ينتمي لوطنه.

    * ما هو طموحك المهني؟

    طموحي أن أقيم أكاديمية لتصفيف الشعر تعتمد مبدأ "التخصص" في فن التزيين النسائي

    * وما هو طموحك الشخصي؟

    أتمنى دائماً أن أكون راضياً عن نفسي وعملي، وأن يكون لديّ مزرعة أعمل فيها بيدي، فأنا أحب العمل بالأرض والزراعة لأني مؤمن بالحكمة القائلة "من زرع حصد" لأن العمل بجد سيحصد الخير سواء في أرض نعمل بها، أو في عمل ننجح فيه.

  • علمنا أيضاً أنك مازلت أعزباً حتى الآن، ترى ماهو رأيك بالمرأة، وما هوالسبب بعزوبيتك والنساء حولك كثيرات؟
  • المرأة هي أساس الكون، وهي كل شيء في حياتي، لذلك عندما أفكر بالزواج أجد أن الأمر يستحق الصبرخصوصاً في مهنتي . وأعتقد أن سبب تأخري بالزواج حتى الآن سببه الضغط الشديد في العمل حيث أنني وبصدق شديد لا أجد الوقت في كثير من الأحيان كي أتناول وجبة إفطار!

    أنا مؤمن بأن الزواج من الممكن أن يكون صعباً وغير ناجح إذا لم يكن هناك زوجة متفهمة لطبيعة هذا العمل، لذلك لابد من دراسة الخيارات بعمق، وتأنّ، فهو بالنهاية ضرورة لكنه ليس أمراً بسيطاً وميسراً في كل الأوقات.

    * ماهي سورية بالنسبة لك؟

    هي بلدي، ووطني وشرياني. أحبها وأتمنى أن أكون واحداً ممن يرفعون اسمها دائماً.