ميلها إلى عالم التغذية الصحية منذ الصغر، وقدرتها على تطوير إمكاناتها في هذا المجال، دفعاها إلى دراسة هذا العلم، والحصول على عدة شهادات تدريبية، وبذلت قصارى جهدها في مساعدة المرضى لتخفيف الوزن، ونشر ثقافة الغذاء الصحي الوقائية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معها بتاريخ 2 حزيران 2019، وعن دوافعها لدراسة التغذية تقول: «في الصف الثامن أحببت هذا المجال كثيراً، وكنت أتابع على شاشة التلفاز اختصاصيات التغذية وأحلم أن أصبح مثلهن، وعلى أرض الواقع كنت ألاحظ الأطفال الذين يعانون الوزن الزائد، وأنزعج من الانتقادات التي تطول أشكالهم، كل ذلك دفعني إلى الاهتمام بصحة جسدي، على الرغم من قلة وزني، إضافةً إلى أنني كنت منذ الصغر أحلم أن تكون لدي بصمة في المجتمع على المستوى الاجتماعي، وأحقق شيئاً فيه فائدة للآخرين، وعلى الصعيدين المعنوي والمادي أحب أن أكون صاحبة عمل خاص، لذلك اتجهت لدراسة إدارة الأعمال، وفي بداية دراستي كنت أبحث عن مكان أدرس فيه علم التغذية، وبالفعل بدأت دراسته بالتزامن مع إدارة الأعمال، وكنت حريصة على تطوير نفسي في هذا المجال من خلال الدراسة الأكاديمية، والدورات التدريبية عبر شبكة الإنترنت، أو ورشات العمل، والنشاطات الخاصة بالتغذية، مع الإطلاع الدائم على الأبحاث والدراسات التي تعنى بالتغذية، وكانت انطلاقة العمل الفعلي في حزيران 2016».

أعمل على توضيح معنى التغذية الصحية الصحيحة، ودورها في الوقاية من الأمراض، ونشر مفهوم تخفيف الوزن البعيد عن الحرمان، وأحرص على أن أكون بسيطة قريبة للواقع بالمعلومات التي أقدمها، حيث يستفيد من يسمعني، ويصحح المعلومات المغلوطة التي لديه، وأحب عند ظهوري على الفضائيات أن أبتعد عن التنظير بالكلام البعيد عن الواقع سواء بطرح الأفكار أو الخيارات المقترحة، وكثيرون من الأشخاص يظنون أن تخفيف الوزن يحتاج إلى مبالغ مادية كبيرة، والحقيقة هي العكس؛ إذ يمكن تحقيق التوازن الغذائي بأقل التكاليف، بالمرونة في التعامل مع اختيارنا للأغذية التي نحصل من خلالها على حاجاتنا اليومية

وفيما يتعلق بأهمية الغذاء المتوازن والصعوبات التي تواجهها في العمل، تقول: «من المبادئ العامة لحياة صحية، تحقيق التوازن في تناول الغذاء، مع ممارسة الرياضة يومياً، على الأقل رياضة المشي، وشرب كميات كبيرة من الماء، والابتعاد قدر الإمكان عن العصائر الصناعية، وتقليل تناول المأكولات الدسمة والإكثار من الخضار والفاكهة، ومن الصعوبات التي تواجهني في العمل تغيير المفاهيم السلبية لدى المرضى، ورغبتهم بخسارة الوزن بسرعة، وهو أمر خاطىء، والارتباط بين سوء الحالة النفسية، بزيادة أو نقصان الوزن، وهنا يكمن دور اختصاصي التغذية بضرورة تحسين الحالة النفسية والجسدية لدى المرضى، ومساعدتهم على تخطي المشكلات التي يواجهونها، كما أن هناك أشخاصاً يعانون (فوبيا) من الطعام؛ وهو ما يؤثر فيهم، ويجعلهم يتوترون من أي زيادة بسيطة في الوزن، وقد يصلون إلى مرحلة التقيّؤ المتعمد، وآخرون ليس لديهم إرادة لمقاومة الطعام».

من الشهادات الحاصلة عليها

وعن الرسالة التي ترغب بإيصالها إلى المجتمع تقول: «أعمل على توضيح معنى التغذية الصحية الصحيحة، ودورها في الوقاية من الأمراض، ونشر مفهوم تخفيف الوزن البعيد عن الحرمان، وأحرص على أن أكون بسيطة قريبة للواقع بالمعلومات التي أقدمها، حيث يستفيد من يسمعني، ويصحح المعلومات المغلوطة التي لديه، وأحب عند ظهوري على الفضائيات أن أبتعد عن التنظير بالكلام البعيد عن الواقع سواء بطرح الأفكار أو الخيارات المقترحة، وكثيرون من الأشخاص يظنون أن تخفيف الوزن يحتاج إلى مبالغ مادية كبيرة، والحقيقة هي العكس؛ إذ يمكن تحقيق التوازن الغذائي بأقل التكاليف، بالمرونة في التعامل مع اختيارنا للأغذية التي نحصل من خلالها على حاجاتنا اليومية».

وعن ظهورها الإعلامي والحالات التي أسهمت بعلاجها، تتابع قائلة: «لدي مشاركات في فقرات التغذية الصباحية بقنوات فضائية عديدة، منها: "العالم"، و"سما"، وغيرهما، وأكتب مقالات دائمة في مجلة "شجون" العربية اللبنانية، وأخرى في مجلة "اليقظة الجديدة" الكويتية، والعديد من المواقع الإلكترونية، أفخر بكل الحالات المرضية التي تعاملت معها، ويكفيني أنني استطعت أن أرسم البسمة على وجوههم، وأشعر بمدى سعادتهم بالنتيجة المحققة، ومن الأمثلة، استطاع شاب يعيش في "تركيا" أن يخسر ثلاثة وخمسين كيلو غراماً اكتسبها بسبب تنقله الدائم، واعتماده على تناول المأكولات السريعة، ومريضة أخرى من محافظة "حمص" خسرت خمسة وأربعين كيلو غراماً بمساعدتي بعد أن كانت تعاني مشكلات صحية؛ فقر الدم، ومشكلات بالبشرة، وسوء التغذية، وغيرها الكثير».

خلال استضافتها في قناة "سما"

من جهته "يمان ملص" أحد المستفيدين من خبرتها، يقول: «عمري ثمانية وعشرون عاماً، أقيم في "تركيا"، وأعمل بتجارة الألبسة، طبيعة عملي تحتاج إلى التنقل كثيراً بين البلدان والاعتماد على الوجبات السريعة والمعجنات، هذا هو نمط حياتي منذ سبع سنوات حتى أصبح وزني 140 كيلو غراماً، كنت أجد صعوبة في الحركة، وأشعر بضيق في التنفس، وأصبحت لدي الرغبة بتخفيف الوزن، حتى وجدت ذات يوم اختصاصية التغذية "نور الصبان" على مواقع التواصل الاجتماعي، وتابعتها ووجدت أن كثيرين من المرضى استفادوا من إرشاداتها، تواصلت معها وبدأت أول برنامج غذائي منذ عشرة شهور تقريباً، داومت عليه، لكن عانيت كثيراً، وتوقفت لفترة، الاختصاصية "نور" كانت تدعمني معنوياً وتساعدني لأعود إلى اتباع النظام الغذائي الصحي، في أول شهرين عانيت كثيراً، وبعدها لاحظت بدء انخفاض الوزن، واستمريت لمدة تسعة أشهر، وكانت النتيجة خسارة ثلاثة وخمسين كيلو غراماً، وكان هذا الشيء معجزة بالنسبة لي والحمد الله، وأعدّها اختصاصية بالدعم النفسي، إلى جانب التغذية، وبفضلها تغيّرت حياتي».

بدوره الدكتور "عزمي فريد جبر" المدرّس والمدرّب في أكاديمية "تيشام" للعلوم المهنية والتغذية الصحية والعلاجية، والمهتم بأمراض السكري ومضاعفاته، والمختص بالتغذية الطبية العلاجية في أمراض الاستقلاب، يقول: «ما يميز "نور الصبان" منذ أن كانت طالبة في العلوم الصحية والتغذوية أنها متابعة جيدة للعلوم المتعلقة بالتغذية، لا تتوقف عند حدود، مجتهدة، تفكر بعمق وتطرح الأسئلة الجديرة بالاهتمام أو المراجعة والبحث، لديها مهارات جيدة في مقاربة المرضى وأصحاب الاستشارات في التغذية واضطرابات الوزن، وما يهمني أن عملها لا يقتصر على التغذية وإنقاص الوزن فقط، بل يتعداه لتتحول التغذية رافداً علاجياً وعاملاً مهماً للتعافي، وهذا ما يبني جسور الثقة المهنية ليصبح عملي كاستشاري في أمراض السكري والاستقلاب متماهياً مع المهارات السريرية لديها، فتقوم بالتخطيط الصحيح للحميات وبرمجة تحقيق الأهداف الوقائية والعلاجية الممكنة للمرضى».

يذكر، أن "نور الصبان" من مواليد "دمشق"، حاصلة على شهادة دبلوم استشاري تغذية من جامعة "القاهرة" عام 2017-2018، وشهادة من جامعة "الحياة المصرية" عام 2016، والعديد من شهادات الخبرة من أكاديمية "تيشام" 2017-2018، شهادة خبرة من مستشفى "الرازي" 2017-2018، شهادة في إدارة الأعمال والتسويق عام 2016، كما درست دبلوم "جودة وسلامة الغذاء" عام 2016، والتغذية العلاجية والحميات عام 2017-2018، وهي عضو في جمعية التغذية الصحية.