غزتْ ابتكاراتُه محركاتِ البحثِ العالميّة حيثُ أنّها تحركُ الحواسَ الخمس، وتركزُ على التعليمِ المتفاعلِ الذي يجعل أيّ متعلّمٍ مكتشفاً ومبدعاً، لكن المربي "ماجد أحمد برو" لم يتوقف عند ذلك، وكلّ يومٍ لديه ما يدهش ويمتع ويفيد البشريةَ جمعاء.

رحلةٌ لمبدعٍ سوريٍّ كبير بدأت منذ الصغر مع الإلكترون، وتابعت طريقها نحو مناحي الحياة، يستعرضها "برو" لمدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 24 آب 2019، حيث قال: «وُلدت في "إدلب"، وانتقلت إلى "ريف دمشق" منذ أربعين عاماً، كنت منذ الصغر شغوفاً جداً بالعلم، وأعدّه أولوية في حياتي، وكان عالم الإلكترونيات وكلّ ما يتعلق به يسري كالدماء في عروقي، وبعد حصولي على الثانوية العامة اقترحت على والدي أن أدخل معهداً خاصاً لتعليم علوم الهندسة الإلكترونية، وقد بدأت مشواري بمتابعة دراستي الجامعية بالتوازي مع معهد الإلكترونيات، وقبل تخرجي من الجامعة فتحت محلاً لصيانة الأجهزة الإلكترونية وتصنيع الدارات، هذا العمل الممتع قادني نحو بحث متواصل وتفكير عميق في إيجاد وسيلة ربط بين نظريات التعلم وطرق التدريس والتفكير في تصميم وسائل وتقنيات تسهّل عملية التعليم وتجعلها في متناول الجميع، وكنت جاداً في الأمر حتى اخترعت "الآلة التعليمية الناطقة"، والتي حصلت من خلالها على براءة اختراع عالمية، وتوالت أعمالي التي أعدّها منتجة وقابلة للتطبيق، ويحتاجها كل منزل، والشيء الإيجابي في اختراعي أنّه خلال 60 و90 يوماً يكون الطفل قادراً على القراءة والكتابة وباحترافية».

درست علم النفس، الإرشاد النفسي المهني والتربوي وطرق التدريس، وبدأت في تطبيق الشيء العملي، والربط بين نظريات التعلم وتقنيات التعليم وهو ما يعرف بربط النظري بالعملي، مثل ربط الإرشاد بالتعلم بالإلكترون بالكهرباء إلخ.. وكل ذلك كان بعمل ذاتي واجتهاد شخصي فاجأت به الجميع، والسنة الماضية حصلت على شهادة وجائزة المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الويبو" لأفضل عمل إبداعي

ويتابع "برو" عما فعله من خلال دراسته الجامعية وأبحاثه العلمية، فقال: «درست علم النفس، الإرشاد النفسي المهني والتربوي وطرق التدريس، وبدأت في تطبيق الشيء العملي، والربط بين نظريات التعلم وتقنيات التعليم وهو ما يعرف بربط النظري بالعملي، مثل ربط الإرشاد بالتعلم بالإلكترون بالكهرباء إلخ.. وكل ذلك كان بعمل ذاتي واجتهاد شخصي فاجأت به الجميع، والسنة الماضية حصلت على شهادة وجائزة المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الويبو" لأفضل عمل إبداعي».

في معرض دمشق الدولي مع اختراعاته

كان أول من اكتشف (اللدات) قبل الصينيين بشهادة من أهالي بلدته ورفاقه الذين يعرفون أنّه قادر على إيجاد الحلول لأيّ مشكلة، لكن اختراعاته اللاحقة وضعته في مواقع عالمية مهمة جداً، بانتظار مبادرات حقيقية لتكون في متناول السوريين، وخاصة الطلاب منهم، وقال عن ابتكاراته: «كان أول اختراع الآلة التعليمية الكهرو إلكترونية الناطقة "Broosham1" لتعليم الأطفال القراءة والكتابة، ومبادئ الحساب البسيطة، والترجمة البسيطة لأي لغة عالمية، وهي أيضاً متعددة المهام، والثاني المختبر الإلكتروني المهني التعليمي "Broosham2" لتعليم الإلكترونيات بزمن وجهد قياسي وباحترافية عالية، وهذا الأخير حصلت من خلاله على شهادة وجائزة المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الويبو" ومركزها "جنيف"، لأفضل عمل إبداعي في معرض "الباسل"، وهناك دراسة لتبني هذا الاختراع من قبل وزارة التربية، حيث طلبت من خلالها تصنيع المختبر ووضع دراسة عنه، وأن أتولى تنفيذ المهمة كمشروع وطني، هذان المشروعان مصممان ليعملا وفق نظرية التعلم بالنشاط للعالم "غالبيرين"، وبمعنى آخر فعالية المتعلم ونشاطه ينبغي أن يكونا حاضرَين في عملية التعلم، واشتراك جميع الحواس في هذه العملية، وهذا ما يقلل الجهد والزمن للمتعلم».

وعن التفاؤل الذي يحيط بحياته، أضاف: «بعد هذا العمر الطويل أشعر أنّني في قمة السعادة كوني قدمت شيئاً لبلدي وللإنسانية جمعاء، فاختراعي للآلة التعليمية طاف العالم في المواقع العالمية، وأنا واثق جداً بأنها اكتشاف مهم، ولم يفكر أحد به قبلي في العالم، وبناء عليه تمّ منحي براءة الاختراع كون الآلة الأولى من نوعها في العالم، وهي وسيلة عصرية حديثة ومبتكرة تناسب روح العصر الحالي، وبعيدة عن سلبية المتعلمين، وحرصت أن يكون فيها تسجيل صوتي، وملفات صوت وصورة، وتركيب الأحرف والكلمات، وتعطي تعزيزاً فورياً، إضافة لتطبيقات أخرى».

بروشام

ويتابع: «لدي ثلاثة مشاريع لمعرض "الباسل" باتت الآن في أرض معرض "دمشق" الدولي للعرض أمام الناس، الأول قارئة المقاومة الإلكترونية القرصية السريعة، والثاني قارئ المقاومة الإلكترونية الرقمي عن طريق البطاقة والشيفرة، والثالث جهاز الكشف عن الألغام والمعادن، وما زال أمامي الكثير رغم عمري المتقدم، حيث يظن الناس أنّ الإنسان كلما تقدم بالعمر يقلّ إنتاجه وأنا ألاحظ العكس تماماً، فالشغف اليومي الذي يعتريني لا يخبو ويكبر مع مطلع كل شمس».

ويختم رسالته بالقول: «المعرفة قوة، تلك مقولة "فرانسيس بيكون" التي ربما سبقه إليها إمبراطور الصين "تصان تسو" بآلاف السنين، فالمعرفة هي القوة التي تمكّن العاقل من أن يسود، والقائد الخير من أن يهاجم دون مخاطر، ودون إراقة دماء، وأن ينجز ما يعجز عنه الآخرون، فالدول تتباهى بالعلم والمعرفة، ولديّ بحث مهم بعنوان "حرب المخططات والقدرات الكامنة"، فالدول مثل "ألمانيا"، و"اليابان"، و"الصين" غزت العالم بالعقول، والاختراع لا يأتي من فراغ».

مع جهاز كشف الألغام والمعادن

المخترع السوري "سلمان الأحمد" الداعم الدائم لكل ابتكار جديد، قال: «تميزت اختراعات المربي "ماجد برو" بالتشويق والتفاعل بين المعلمين والمتعلمين، لأنّها تعتمد على إشراك جميع الحواس في عملية التعليم، وتنمي المهارات عند من تظهر لديهم بوادر الإبداع من المتعلمين، وهي طريقة مهمة جداً لأنّنا نستطيع من خلالها أن ننمي عدد المبدعين والمخترعين في بلدنا، ولأنّها تساعد في عمليات التفكير الإبداعي، لديه اختراعات عديدة في حماية المحاصيل الزراعية وكشف الألغام وتدوير النفايات، وإنّ أهم ما يميزه أنّه حوّل تفوقه واجتهاده في دراسته الجامعية وخبرته الكبيرة في مجال العلوم الإلكترونية إلى مجموعة من الإبداعات والاختراعات التي سيكون لها شأنٌ كبيرٌ محلياً وعالمياً، وهو مثال رائع وغني عن كيفية ربط الجامعة والتعليم بسوق العمل، ورفع قدرة المتعلمين على تقديم حلول إبداعية لمشاكل عديدة يعاني منها بلدنا في المجالات كافة».

يذكر أنّ المخترع "ماجد برو" من مواليد "إدلب" عام 1961، مقيم في "دمشق".