استطاع المربي "أيمن الصّحناوي" تحقيق كلّ ما خطط له ورسمه في مخيلته منذ بداية حياته، وتدّرج في نجاحه متجاوزاً الصّعاب خلال مراحل عمله في المجال التّعليمي وصولاً لمدير مدرسة "بديع مروان رضوان" دون أن يبخس أيّ مرحلة حقها من الجهد والعمل.

ما بعد جرس نهاية الاستراحة والإيعاز بعودة الطلاب إلى صفوفهم، كان لقاء مدوّنةِ وطن "eSyria" في 9 تشرين الأول 2019 مع المربي "أيمن الصّحناوي"، وتحدثت إليه بعد أن خيم الهدوء على ثنايا مكتب إدارة المدرسة، حيث قال: «عشقت التّعليم منذ الصّغر، ومارسته على أخوتي وأصدقائي، ورسمته نصب عيني هدفاً سعيت لتحقيقه بعد أن حصلت على الشهادة الثانوية الفرع العلمي، فسجلت في المعهد الخاص، وتخرجت منه ليكون تعيّني كمدرس في "الرقة" مدة خمس سنوات غطت لي مساحة كبيرة من شغف التّدريس، فقد كنت المدرس الوحيد في المدرسة، وفي صفي كل سنوات الدّراسة من الأول إلى السادس، وفي الحصة الواحدة أدرس عدّة مواد درسيّة، فمارست دور المدرس الشّامل، غمرتني المتعة وكنت أشعر بها عند التّلاميذ، ولمستها بنتائج امتحاناتهم.

وجدت بالمدرس والمربي "أيمن" القدوة التي تغني تجربة أي مدرس بأسلوبه الرّاقي في أداء العمل الموكل إليه بإدارة مدرستنا، يبعث فينا الرّاحة المحفّزة على ارتياد المدرسة، وتجد الحافز نفسه بين طلابنا، فقد حقق المعادلة الصّحيحة بين المدرس والمربي الفاضل المهيأ لاستيعاب الكل من حوله على اختلاف مستوياتهم وأعمارهم

أخذت دوري كمدرس في مدارس "ريف دمشق". أتابع التّجوال في أفق حلمي بتحقيق رغبتي بالنجاح المتميز كمدرس، ولاحقاً كموجّه مع طلاب ثانوية "هيثم عبد السلام" فجعلت النقاش محور التّعامل مع الشباب، وركّزت على حثهم لرفض الظّلم وحسن التحكم بردود الفعل تجنباً لأخذ الخطأ سبيله إليهم».

المدرسة منال العلي

ويتابع: «حصلت على منحة وزارة التّربية، وأكملت دراستي الجامعيّة لأعود بعد التّخرج لسلك التّدريس دون التّوجيه، ولفترة ست سنوات ليُحدد مكان عملي بعد ذلك كمدير في مدرستي هذه "بديع مروان رضوان"، وأخذت بالإعداد لمعايير تمكنني من تحقيق النّجاح الذي كان وسيبقى هدفي، فعملت على وضع معايير ارتضيها، ويرتضيها معي الكادر المحيط بي في المدرسة، وضمن الإمكانات الميّسرة في إدارة المدرسة والتربية، وضمن قواعد تضّبط عمل كل من المدير والمدرسين والإداريين، وكذلك الطلاب وأولياء أمورهم، وعملت باجتهاد لاستيعاب كل ما يعترينا من مشاكل ومستجدات الأمور».

المدّرسة الوكيلة "لميس الحصباني" قالت: «وجدت بالمدرس والمربي "أيمن" القدوة التي تغني تجربة أي مدرس بأسلوبه الرّاقي في أداء العمل الموكل إليه بإدارة مدرستنا، يبعث فينا الرّاحة المحفّزة على ارتياد المدرسة، وتجد الحافز نفسه بين طلابنا، فقد حقق المعادلة الصّحيحة بين المدرس والمربي الفاضل المهيأ لاستيعاب الكل من حوله على اختلاف مستوياتهم وأعمارهم».

المدرسة لميس الحصباني

المدّرسة "منال العلي" تحدثت عن معرفتها به، حيث قالت: «عرفته من اللحظات الأولى لي في هذه المدرسة مديراً قوياً جاداً، ومتقناً لعمله، وملتزماً، يطلب منا ذات الالتزام، خاصة إننّا نجده مواكباً لكلّ أحوال عملنا وعارفاً لمجمل ظروفنا، فرض علينا احترامه بإنسانيته وعقلانية تعاطيه معنا كمدرسين شركاء معه بالرسالة التربوية، يتابعنا في العمل ويقوّم أداءنا، فكثير ما نجده حاضراً معنا في دروسنا لا يفرض علينا خطة تحدد أفق عطائنا، وإنّما يفتح لنا كل السّبل التي نرى فيها تحقيقاً للهدف».

رئيس دائرة التّعليم الأساسي في مديرية تربية "ريف دمشق" المربي "خالد علي" تحدث عما يعرفه عن زميله "أيمن" بالقول: «كان نصيبي بعد التّخرج من معهد الصّف الخاص للتعليم في محافظة "الرقة"، حيث كان لقائي مع المدرس "أيمن الصحناوي" لفترة قصيرة، إلا أنّ اللقاء تجدد عام 1991 بمدرسة "عقربا" في "ريف دمشق" كزميلين في التّدريس، وتعمقت العلاقة بيننا، واتسعت لتشمل أُسرنا، وتجاوزت ما كان يعتريها من تنقلات في العمل. انتقلت إلى مدرسة "ببيلا" لأصبح فيها فيما بعد مديراً، وفي عام 2001 التحق بمدرستي لتكون لي معه جولة مختلفة من العلاقة غير الزّمالة والصّداقة، فوجدته ذلك الشّخص السّاعي لتحقيق الحضور المتميز القوي، يزرع بذور المحبة بين طلابه ليعبر بهم إلى حب الدّرس والدّراسة، وليلحق بها الحب والاحترام الذي تلمسه لدى أولياء الأمور. فهو قائد تربوي بامتياز، وتجسّد ذلك واضحاً مع توليه إدارة مدرسة "بديع مروان رضوان" تجده ملتزماً بدوام الفترتين في المدرسة، ومتابعاً لحوحاً لاحتياجات ومستلزمات مدرسته، فإن كان ذلك يُسجل كنقطة إيجابيّة له، إلا أنّها ترهقني وأنا رئيس دائرة التّعليم الأساسي، فحجم العمل المطلوب يشمل "ريف دمشق"، ومع ذلك لا يمكن تجاهل حسن إدارته على كل المستويات، وحسن تعامله مع كل المحيط لديه من طلاب ومدرسين وإداريين وأولياء أمور وموجهين، وكذلك أسرته، فحقق أفضل النّتائج لطلابه، فارتفع مستوى تحصيلهم الدراسي، كما حقق مستوى أفضل في جاهزيّة مدرسته».

الأستاذ خالد علي

يذكر أنّ المربي "أيمن الصحناوي" المولود في "جرمانا" عام 1966 يتابع عمله بمدرسته دون أن يحيد عن هدفه في إنشاء جيل ضمن ركائز أساسية سليمة يرى فيه أمل هذا البلد ومستقبله.