بحضوره الذي يجمع بين الجدة والطرافة، استطاع الإعلامي "أمجد طعمة" أن يخلق حالةً خاصةً به على الشاشة السورية معداً ومقدماً للعديد من البرامج، تمكّن فيها من توظيف قدراته التمثيلية لتحقيق القرب من المتلقي.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقته بتاريخ 2 شباط 2020 وعن ميله للمجال الإعلامي يقول: «كانت دراسة الإعلام خياراً من اثنين تمنيت إتمامهما معاً، حيث تقدمت عام 1990 لاختبارات القبول في "المعهد العالي للفنون المسرحية" ولم أُقبل وبالوقت ذاته كان الدخول إلى قسم الصحافة يحتاج لاختبارات صعبة، اجتزتها بنجاح فصرت طالباً لعلوم الصحافة في كلية تدرّس الآداب والعلوم الإنسانية، وعيني على التمثيل ودراسة علومه في معهد يقبل عشرة إلى عشرين طالباً من أصل خمسة آلاف متقدم كل سنة، إنها الأقدار التي تدفعك أحياناً لما هو أفضل، هذه المفارقات تجعل مني اليوم إعلامياً عضواً في نقابة الفنانين بصفة ممثل، وممثلاً يستخدم أدواته في التقديم البرامجي والاقتراب من المتلقي».

يمكن تلخيص رسالتي الإعلامية في الجملة التعريفية المنشورة على صفحتي الشخصية على الفيس بوك (لم أحلم يوماً بسُلطة الإعلام، أفكر فقط بالبهجة التي تجتاحني عندما يصل صوتي وصوتكم عالياً إلى مبتغاه)، وكل ما ذكر من أنواع إعلامية وسواه الكثير أجد نفسي فيه وملتصق بي

وعن نجاحه في تقديم العديد من البرامج وأساسيات إعدادها يتابع قائلاً: «أرجو أن أكون قد حققت النجاح فيما قدمته من برامج لأنّ النجومية وما إلى هناك من توصيفات أمر نسبي، أظن أني اجتهدت في صناعة مادتي وهذا قد يكون أعطاها تميزاً عند من وصلت إليه، وأحزن أنها لم تصل تماماً كما تستحق بسبب قنوات البث الحاملة التي عملت فيها حتى اليوم، ومن البرامج التي عملت معداً و مقدماً لها في الإذاعة "كلام سكر زيادة"، "عقلك براسك"، "جملة مفيدة"، "صباحو"، "دردشة مسرحية" وغيرها، وفي التلفزيون برامج "TV FM" "عالم صغير"، "متل معنا"، "إنت نفسك"، "من العيد للعيد" ، "بيني وبينك" وغيرها الكثير».

شهادة تدريبية حاصل عليها

ويتابع: «فيما يتعلق بإعداد البرامج أعتقد أننا بحاجة لفصل دراسي كامل مع تدريب عملي قد يحدث أثناءه تغيير في صلب الأساسيات، اليوم كل ساعة يمكن أن تحمل جديداً في إعداد البرامج أو في صناعتها شكلاً ومضموناً لكن رغم ذلك هناك شيء واحد لا تتغير أهميته اسمه الفكرة، الفكرة الجديدة القادرة على وضع أسس خاصة بإعدادها».

وعن تجربته في العمل مع قناة "تلاقي" يقول: «عملت معاون مدير، ورئيساً لدائرة البرامج الدورية في القناة منذ عام 2014 حتى 2016، من الناحية الإدارية لم تقدم لي شيئاً واكتشفت ذلك بعد ممارسة العمل الإداري بعيداً عن التلفزيون السوري، أما من الناحية البرامجية تحديداً الخاصة بي فقد أعددت وقدمت برامج أظنها هامة هي "غداً قد نلتقي"، و"إكسترا تلاقي" وأشرفت على أخرى أظنها جيدة».

في الاستوديو

وفيما يتعلق برسالته الإعلامية والأنواع الإعلامية المتنوعة التي يقدمها بين إذاعة، دوبلاج، إعداد وتقديم البرامج يكمل بقوله: «يمكن تلخيص رسالتي الإعلامية في الجملة التعريفية المنشورة على صفحتي الشخصية على الفيس بوك (لم أحلم يوماً بسُلطة الإعلام، أفكر فقط بالبهجة التي تجتاحني عندما يصل صوتي وصوتكم عالياً إلى مبتغاه)، وكل ما ذكر من أنواع إعلامية وسواه الكثير أجد نفسي فيه وملتصق بي».

وعن عمله كمحاضر في كلية الإعلام، جامعة "دمشق" عامي 2015 و 2016 يقول: «أحب التدريس وإعطاء ما لدي من معلومات للآخرين، وأعتقد أنه كل ما أعطى الإنسان ما لديه استزاد، و هذا ما كنت أشعر به خلال تدريسي القسم العملي لمادتي "إعداد وتقديم البرامج" و"برامج متخصصة"، حيث منعني السفر من إكمال هذا العمل، لكني تابعت التدريب من خلال دورات تدريبية تتم دعوتي إليها، وأعتقد أن وجود الإعلامي في مكان إداري يعني أن يكون مشرفاً على تدريب العاملين معه بشكل دائم كما أن متابعتهم هي نوع من التدريب له، أما المنهج أو الطريقة المثلى ليتعلم الشخص الإعلام هو العمل فيه، ففي يوم ما إذا أردت أن أصنع مشروعي الخاص سيكون مشروعاً إعلامياً حقيقياً، قناة تلفزيونية تدرب وتبث على الهواء مباشرةً».

شهادة تقدير حاصل عليها

وفيما يتعلق بشهادات التكريم الحاصل عليها يقول: «لا أقيس حصولي على شهادات التكريم بالعدد، وهناك العديد من الجهات التي رأت أنني أقدم عملاً متميزاً وأرادت تكريمي في سنوات مختلفة وتشرفت بتكريم "الحزب الشيوعي السوري"، جمعية "الرواق" في "يبرود" وغيرهم، برأيي التكريم الحقيقي هو عندما يراك أحدهم ويقول أحببت الإعلام لأنك كنت فيه، نحن نعمل في مهنة غير خالدة تموت بعد أن ترى النور، فعندما تنشر المادة الصحفية أو يعرض البرنامج يموت، لكن نتساءل هنا كم من إعلامي تتوفر له الظروف الإنتاجية الجيدة ليحقق النجاح أمثال "أوبرا ونفري"، أو "ديفيد ليترمان" وغيرهما من الأسماء الناجحة عالمياً؟ لا يوجد لدينا هذا الترف بالدعم.

أنا من جيل أدخلوه المنافسة في مضمار السباق الإعلامي بحصان هزيل ودون سرج وكفاحي كما جيلي في أن نترك أثراً في البشر».

وعن الجانب التمثيلي يقول: «رغم مشاركتي في العديد من المسرحيات منذ عام 1990 وحتى 2009 في المسرح الجامعي والقومي منها مسرحيات "تحت الأنظار"، "زائر الليل"، "أجزاء"، "يقظة الربيع" ، "الحق بالوصول" وغيرها، إضافةً إلى مشاركات تلفزيونية عديدة منها "الخوالي" ، "أبيض أبيض"، "حمام القيشاني"، "ربيع بلا زهور" ، "الأيام المتمردة" وغيرها، أعتقد أنني لم أقدم حتى الآن ما يستحق في هذا المجال وهذا أمر يحزنني، وكل ما قدمته في المسرح و الدوبلاج يقع ضمن محاولات وإصرار لأصل لما أريد في هذه المهنة التي أريد أن أموت فيها، ممثلاً قدّم ما يليق بما في قلبه من حب عظيم لهذا الفن».

"حسين سلمان" إعلامي ومذيع نشرات إخبارية يقول: «أهم عنصرين لنجاح أي منتج إذاعي أو تلفزيوني هما الفائدة والمتعة، والإعلامي الفنان "أمجد طعمة" حقق هذه المعادلة بامتياز، وفي مرحلة ما ملأ فراغاً كان موجوداً في الشاشة السورية بشكل رائع ومبدع من خلال الطاقة المذهلة التي يمتلكها، حيث قدم العديد من البرامج بابتكار وإبداع وقدرة على جذب المشاهد، وعاد هذا الفراغ عندما ترك "أمجد" الشاشة، ليس هناك برامج تشبه تلك التي كان يقدمها اليوم، وما أحوجنا أن يعود للشاشة بإبداعه وابتكاره، وطرافة وجدة حضوره وأفكاره المقدمة في البرامج».

بدوره "محمد نعمان" إعلامي ومذيع يقول: «عندما شاهدنا وتعرفنا إلى الإعلامي "أمجد" في بداياته بالتلفزيون العربي السوري وكنا قبله موجودين، لاحظنا أنه استطاع أن يصنع بصمةً خاصةً به، كما أن أسلوبه المختلف والمتميز أثار جدلاً بين قابل ورافض، حتى لقي تشجيعاً من قبل الإدارة التي طلبت منه المزيد من البرامج، لأنها لاحظت متابعة برامجه من قبل المشاهدين، فالبرنامج الناجح هو الذي يحقق نسبة مشاهدة عالية وبرامجه كانت كذلك».

يذكر أنّ الإعلامي الممثل والمسرحي "أمجد طعمة" من مواليد "دمشق" عام 1971، عمل معداً ومقدماً للعديد من البرامج في الإذاعة والتلفزيون، وشغل منصب المدير التنفيذي لقناة "سامراء" الفضائية عامي 2016 و 2017 ويشغل حالياً منصب رئيس "دائرة البرامج الدورية" في التلفزيون العربي السوري.