بمزيج من الخبرة التربوية والتدريبية استطاعت كل من "نور السمان" و"هبة شربك" أن تطلقا مشروع "مونتيسيريا أون لاين" لتعليم طريقة "مونتيسوري" التربوية للأمهات والمعلمات في جميع أنحاء العالم.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع "نور السمان" المقيمة في "القاهرة" عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 14 نيسان 2018، وعن دوافعها لدخول المجال التربوي تقول: «منذ صغري كنت أتمنى أن أصبح طبيبة أطفال، لكن عندما كبرت وجدت نفسي بعيدة عن المجال العلمي، وقريبة إلى الأدبي، واستمر حبي للأطفال، وفي أيام الدراسة الثانوية وضعت هدفاً أمام عيني وآمنت به، وهو دخول كلية التربية في جامعة "دمشق"، وفي عام 2001، تحقق حلمي، فدرست وتخصصت بمناهج وطرائق التعليم، وحصلت على دبلوم التأهيل التربوي، وبدأت رحلتي العملية مع الأطفال في إحدى المدارس الخاصة بـ"دمشق"، كمدرّسة للروضة، وفي عام 2010، كنت من أوائل السوريات اللواتي التحقن بدورة تعلم طريقة "مونتيسوري" في التربية، التابعة لمنظمة "مونتيسوري الدولية" في "لندن"، ليصعد الحلم إلى الدرجة الثانية، الذي يتمحور بالدرجة الأولى حول الطفل، لذلك بدأت نشر الثقافة التربوية بإطلاق مجموعة خاصة عام 2006 عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جمعت من خلالها المهتمين بهذا العلم فقط، وبعد تراكم سنوات الخبرة بين التدريس والإدارة والتدريب التربوي، أصبحت لدي رغبة بنشر العلم ليصل إلى كل طفل عربي في كل بيت، وطريقي لذلك هو تدريب الأمهات والمعلمات، وبدأته في عام 2012 لمجموعة معلمات في مدرسة بـ"دمشق"».

لا نواجه أي صعوبات، بل على العكس يلقى المشروع تفاعلاً من قبل جميع طلابها، وبلغ عددهم خلال سنة ونصف السنة أكثر من مئتين وخمسين متدربة من مختلف الجنسيات العربية الموزعين في جميع أنحاء العالم، وطموحاتنا أن نصل إلى كل العالم العربي لنساهم في تربية طفل عربي صحيح نفسياً، ومبدع علمياً، لأنه يستحق العيش بسلام، والمساهمة في الإبداع

وعن انطلاقة المشروع وآلية العمل، تكمل قائلة: «بدأنا الحلم أنا و"هبة شربك" بوجود فكرة مؤسسة "مونتيسوري سورية" بمواصفات عالمية منذ عام 2013، وانطلقت "مونتيسيريا" كأول مؤسسة عربية سورية تستخدم تقنيات التعلم عن بعد في الأول من كانون الأول عام 2016، لنصل إلى أنحاء الكرة الأرضية، وإيماني بفكرة التعليم عن بعد سببه عدم وجودي أنا و"هبة شربك" في المكان نفسه، وهي شريك مؤسس، والفكرة والمشروع ملك لنا معاً، إضافة إلى وجود كثيرين من السوريين في مكان إقامتي الحالي "مصر"، وانتشارهم في أنحاء العالم خلال الأزمة، كل هذه العوامل جعلت فكرة التعليم عن بعد مناسبة، ("مونتيسيريا" أون لاين تجمعنا، ولا حدود جغرافية تفرقنا)، تحت شعار: "اليد مفتاح العقل"، وهو إحدى مقولات الطبيبة "مونتيسوري"».

"نور السمان" في الاستديو

وفيما يتعلق بإنجازات المشروع، تقول: «لم ننسَ الطفل العربي؛ لذلك افتتحنا دورات موجهة إلى الأطفال من خلال الكتاب التفاعلي، ودورات باللغتين العربية والإنكليزية، إضافة إلى أخرى في مجال التوحد، والحساب الذهني سنعلن عنها قريباً، وبالنسبة للأمهات والمعلمات نتابع تطورهن في التعامل مع الأطفال أثناء وبعد الدورة التدريبية، ونستقبل الاستشارات الفردية، وفي كل الأوقات، ويتم التفاعل معهن من خلال استوديو خاص عبر قاعات صوتية خاصة، وتفاعلية بالكامل (صوت وصورة)».

وعن الصعوبات والرسالة التربوية، تقول: «لا نواجه أي صعوبات، بل على العكس يلقى المشروع تفاعلاً من قبل جميع طلابها، وبلغ عددهم خلال سنة ونصف السنة أكثر من مئتين وخمسين متدربة من مختلف الجنسيات العربية الموزعين في جميع أنحاء العالم، وطموحاتنا أن نصل إلى كل العالم العربي لنساهم في تربية طفل عربي صحيح نفسياً، ومبدع علمياً، لأنه يستحق العيش بسلام، والمساهمة في الإبداع».

"هبة شربك" في التدريب بـ"دمشق"

"هبة شربك" شريك مؤسس تدرب على أرض الواقع في أحد المراكز بـ"دمشق"، تقول: «لدي خبرة عملية موزعة بين تدريس، وإشراف، ووضع مناهج خاصة بـ"مونتيسوري" لمدة خمس عشرة سنة، وحالياً أعمل كمدربة، حيث بدأت التحضير لدورات اللقاء المباشر في مطلع عام 2018، عندما وجدت أن هناك طلباً للحضور المباشر من المعلمات والأمهات والمديرات، والمهتمات بهذا المنهج التربوي، وانتهت مؤخراً أول دورة تدريبية، ونحضر لأخرى، ولم تكن هناك معوقات للتدريب المباشر عملياً، بل على العكس تمت بمنتهى المتعة، وتبلغ مدة الدورة التدريبية كاملة خمساً وستين ساعة متواصلة مع تدريب عملي باستخدام الأدوات الخاصة، واستخدامها العملي مع الأطفال».

بدورها "رادا حورانية" مستفيدة من خبرتهما، تقول: «اتبعت دورتين تدريبيتين عام 2016 (المرحلة الأساسية، والتكميلية) عبر الشبكة العنكبوتية، تغير بواسطتهما مفهومي للتربية، وأصبح تعاملي مع الأطفال أكثر هدوءاً وتركيزاً، وممنهجاً أكثر، ولم تبخل المدربة "نور السمان" بتقديم المعلومات لنا، وهي إنسانة تتعامل برقي وهدوء، وإلى حد اليوم تجيب عن أي استفسار أوجهه إليها برحابة صدر، واستمر تواصلي معها حتى بعد انتهاء الدورة، وعلى الرغم من البعد استطاعت أن توصل المعلومة كاملةً، وحققت إفادة حقيقية، ونفذت الوظائف العملية كأننا على اتصال مباشر على أرض الواقع، وسأحرص على اتباع دورات مشابهة مستقبلاً».

من جهتها "عبيدة عبد الحميد رمضان" تربوية ورئيسة قسم رياض الأطفال بإحدى المدارس الخاصة، ولديها خبرة بالتعامل مع الأطفال لمدة 28 سنة، تقول: «تعرفت إلى "نور السمان" و"هبة شربك" في إحدى المدارس الخاصة بـ"دمشق"، حيث كنت رئيسة قسم الروضة فيها، وكانتا مثال المتابعة الرائعة في التعامل مع الأطفال، وخاصة بتطبيق منهاج "مونتيسوري"، ولاحظت تطورهما السريع في هذا المجال، وروعتهما بنقله إلى الأطفال بأسلوب رائع، وقامتا بتطوير نفسيهما بأسلوب عملي بتأسيس مؤسسة "مونتيسيريا" للتعليم عن بعد، وكانت الفكرة الأولى من نوعها عربياً، حيث تم تجهيز استديو خاص مجهز بأحدث التقنيات لتعليم طريقة "مونتيسوري" عن طريق الشبكة العنكبوتية، ويتم التواصل مع المتدربات بورشات عمل تفاعلية بمستويات مختلفة، مثل التفاعل بالقاعة الصوتية، ومن خلالها يرسل إلى المتدربات كل ما هو مصور بطريقة الفيديو، ومكتوب، وتليها في نهاية كل دورة تدريبية اختبارات عبر موقع خاص، وتحصل المتدربات في نهايتها على شهادة موثقة تمكنهن من العمل بمنهاج "مونتيسوري" عامةً وخاصةً، والرائع أن عملهما يقوم على نشر ثقافة التربية بحب، وخلق مجتمع جميل لتغيير أسلوب تربية الأطفال إلى طريقة الحب والسلام».

الجدير بالذكر، أن "نور السمان" من مواليد "دمشق" عام 1983، خريجة كلية التربية، "جامعة دمشق" عام 2006، وحاصلة على "دبلوم تأهيل تربوي"، وشهادة "مونتيسوري" الدولية من "لندن" عام 2010. و"هبة شربك" من مواليد "دمشق" عام 1986، وهي خريجة "رياض أطفال" كلية التربية عام 2015، وحاصلة على شهادة "مونتيسوري" الدولية من "لندن" عام 2013.