حطّم كل التوقعات في عالم برمجة الحواسيب، حيث حقق "مجد عجاج" المركز الأول بسرعة البرمجة، والمركز 14 في المسابقة البرمجية الجامعية العربية "ACM-ACPC"، وأضاف "هارموني" فنياً على منصة المسرح التفاعلي بخطوة ذكية للدمج بين طموحه وموهبته.

مدونة وطن "eSyria" التقت "مجد عجاج" بتاريخ 25 نيسان 2018، ليخبرنا عن تجربته البرمجية وتفاصيل المسابقة، فقال: «كطالب هندسة معلوماتية حلمي إضفاء بصمة في هذا المجال، والمسابقة محط اهتمام المبرمجين للظهور باسم لامع في عالم البرمجيات.

جاء "مجد" إلى الدورة برغبة التعرف والتجربة، والمفاجأة أننا اكتشفنا فعلاً موهبته في التمثيل وحبه للمسرح، حيث كان متقبلاً للملاحظات وسريع التعلم، أهم ما في الأمر انسجامه مع أقرانه في الدورة، فهو اجتماعي ورحب الصدر في معرفة الآخرين المشابهين لميوله، وحتى المختلفين عنه، والآن هو متحمس لأداء عروض مسرح تفاعلي جديدة بعدما أتم الدورة

المسابقة برمجية لطلاب الجامعة، وتحتاج إلى خبرة في الرياضيات والخوارزميات، وتقام المسابقات في كل الجامعات السورية العامة والخاصة؛ والحاصلون على المراكز الأولى يشاركون في مسابقة على مستوى "سورية"، كذلك الأمر للمراكز الأولى في "سورية" يشاركون على مستوى "الوطن العربي" في المسابقة التي تقام سنوياً في "مصر". وهي مسابقة محط اهتمام معظم شركات عالم الحواسيب والبرمجيات العالمية الكبرى، حيث تستقطب هذه الشركات النخبة من المبرمجين في مسابقات البرمجة، فتتعرف إليهم، وتقدم لهم عروض عمل وتدريب لاستثمار قدراتهم».

مجد وفريقه في المسابقة

وعن طريقه لتحقيق هذا النجاح، أضاف: «أول مرة حاولت المشاركة في المسابقة فشلت فشلاً ذريعاً، وكنت في المراتب الأخيرة على مستوى القطر، هنا كان أمامي خياران إما الاستسلام للفشل، أو المحاولة مجدداً، وهذا ما حدث، حيث تدربت مراراً وتكراراً، وسخرت كل طاقاتي ووقتي ومعلوماتي لخدمة محاولتي الثانية، والنتيجة أنني وصلت إلى مسابقة "حرب العقول" العربية في "شرم الشيخ"، التي حققت فيها بمشاركة أعضاء مجموعتي المركز 14 من أصل 130، إضافة إلى حصولي مع فريقي على جائزة "Extreme Programmers"، التي تقدم لأسرع فريق في المسابقة، وكانت أول مرة تربح فيها "سورية" هذه الجائزة».

بالنسبة لإنجازاته وأهدافه التي حقق جزءاً منها، أضاف: «فخور بمساهمتي في رفع اسم "جامعة دمشق"، وإلقاء شفق الأمل بقلب كل مبرمج سوري يطمح بهذه الجائزة. وانطلاقاً من امتناني للهيئة التدريسية في كلية هندسة المعلوماتية، ولكل من ساهم في نصحي وتشجيعي، أردت أن أكمل سلسلة التدريب والإفادة بتمرين الطلاب في الجامعة، محاولاً أن أنقل لهم خبرتي لتمهيد طرائق برمجية أسهل وأسرع لإنجاز المشاريع. كما أعمل مبرمج تطبيقات "iOS" في إحدى الشركات، ومختص بالذكاء الصنعي في جامعة "دمشق"، وهدفي جمع خبرات من الشركات العالمية، وتحقيق الفائدة لوطني».

الدكتور مدحت الصوص

ومن الهوايات والمهارات التي سعى "مجد" إلى تطويرها "المسرح التفاعلي"، حيث قال: «لاحظ أصدقائي أن تعابير وجهي في ردة فعلي شبيهة بقدرة الممثلين على التحكم بهذه التعابير، ومن هنا بحثت على طريقة لتنمية هذه الموهبة، وبالمصادفة البحتة سمعت عن المسرح التفاعلي، فشاركت بإحدى دوراته، حيث تعلمت من خلالها الأدوات المهمة للممثل المسرحي، وزاد اهتمامي بحضور المسرح ونقده والتعلم منه ومن مهارات الممثلين، إضافة إلى أنني تعلمت في الدورة آلية طرح قضايا مهمة بالمجتمع على هذا المسرح، بداية من المشكلة أو القضية، وصولاً الى حلها، أو أضعف الإيمان إلى نتيجتها. كانت تجربة رائعة خلقت بروحي شغف الاستمرار في العمل المسرحي، وتتوجت الدورة في عرض ختام جميل جداً بفضل مدربين أكفاء في أسلوبهم الممتع عند الشباب».

ومن الكادر التدريسي الدكتور "مدحت الصوص" أحد المشرفين على التدريب للمسابقة، الذي أخبرنا عن اكتشافه لقدرات "مجد" ورأيه فيه، قائلاً: «اكتشفت قدراته البرمجية منذ مشاركته في مسابقة "ACM"، ابتداءً من مسابقة "جامعة دمشق"، ثم المسابقة السورية والإقليمية. وعندما توجه وفريقه إلى مسابقة "حرب العقول"، توقعت والكادر التدريسي نتيجة باهرة لفرق "جامعة دمشق"، وخاصة فريق "مجد"، لكونهم يافعين ومتميزين، وهذا ما كان كافياً لفوزهم. وأرى أنه بانتظار "مجد" مستقبلاً باهراً في مجال التدريس، إضافة إلى العمل المهني بسبب قدرته على إيصال الأفكار بسهولة، ولن أنسى إمكانيته العالية على العمل بروح الفريق وتحت الضغط، وهذا ما تجسد أثناء مشاركته بالمسابقة البرمجية».

بعد فوزه في مصر

وأضاف "الصوص" عن شخصية "مجد" قائلاً: «إنه شاب متميز من جهة التعامل بمرونة مع الآخرين، ودفعهم لإعطاء أفضل ما عندهم، كما أنه من النوع الهادئ الذي يعمل بصمت ثم يفاجئ الآخرين بنتائج عمله. وعندما كان فريقه أسرع فريق في حل المسائل منذ بداية المسابقة، جعلنا نتفاءل كثيراً، لكون هذه الجائزة حسمت نتيجتها في الدقائق الأولى من المسابقة، وهذا ما زاد من حماسة الفرق السورية للمضي قدماً والنجاح في بقية مراحل المسابقة».

"باسل منصور" طالب هندسة معلوماتية، شارك صديقه "مجد" في دورة المسرح التفاعلي، قال: «جاء "مجد" إلى الدورة برغبة التعرف والتجربة، والمفاجأة أننا اكتشفنا فعلاً موهبته في التمثيل وحبه للمسرح، حيث كان متقبلاً للملاحظات وسريع التعلم، أهم ما في الأمر انسجامه مع أقرانه في الدورة، فهو اجتماعي ورحب الصدر في معرفة الآخرين المشابهين لميوله، وحتى المختلفين عنه، والآن هو متحمس لأداء عروض مسرح تفاعلي جديدة بعدما أتم الدورة».

الجدير بالذكر، أن "مجد عجاج" من مواليد "دمشق" عام 1994، حاصل على شهادة FCE من جامعة "Cambridge"، ونشيط في العمل التطوعي.