من خلال دراستها لهندسة العمارة، اكتشفت شغفها برسم الزخارف، كما أن عشقها للموزاييك ونقشات الزخرفة الدمشقية الذي رافقها منذ الصغر، كانا الحافز لخوضها هذا المجال، فكان لها أعمال زخرفية متنوعة على الورق والحجر والجدران وأوراق الشجر.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 تموز 2018، التقت "دانا الصباغ" الطالبة الجامعية، التي تحدثت عن موهبتها بالقول: «منذ الصغر أحببت التلوين ورسم التفاصيل الصغيرة، وكانت تستهويني مشاهدة النقوش المرسومة على الجوامع والمساجد والبيوت الدمشقية، ووجدت أن الجمال يكمن في التفاصيل الدقيقة، فبدأت البحث عن كل جديد في فن الزخرفة عبر شبكة الإنترنت، وحاولت تقليدها في البداية، لكن مع التكرار والتدريب المستمر صقلت موهبتي، وبدأت أبتكر إضافات جديدة إلى رسوماتي. كانت البدايات على الورق باستخدام ألوان متناسقة ورسومات دقيقة، وبعد العديد من المحاولات تمكنت من إتقان فن التعامل معه؛ من خلال تطبيق رسومات مختلفة ومتنوعة بطريقة مبتكرة تعتمد على التفاصيل الصغيرة والنقوش الدقيقة والمتوازية والمتناظرة عبر رسم مربعات أو دوائر متداخلة بعضها ببعض، وهي تحتاج إلى الصبر والدقة الشديدة لتخرج بشكل معبر يبعث الهدوء في النفس والبهجة، إضافة إلى الكلمات التي أضفتها إلى رسوماتي التي لاقت الإعجاب والتشجيع من قبل أهلي وأصدقائي. ثم راودتني فكرة الرسم على الأحجار وأوراق الشجر والسيراميك والجدران التي أضافت روحاً إلى الغرفة، واستخدمت ألواناً تناسب السطح الذي طبقت عليه زخارفي، وكان لي أسلوبي الخاص، فرسمت بأسلوب التكرار والامتداد و"التشييك" والتعقيد بهدف تجميل الحياة، لأقدم شكلاً زخرفياً جميلاً ومبتكراً».

"دانا" شابة طموحة ومبدعة، تمتلك الإحساس الفني العالي، استطاعت أن تبرزه من خلال قوة الخط واللون، على الرغم من أنها لم تدرس الفن، لكن لديها القدرة على تجسيد أفكارها بأعمالها الفنية التي ابتكرتها، وخصوصاً أن فن الزخرفة من الفنون الصعبة التي تحتاج إلى الدقة والمهارة في العمل، إضافة إلى الهدوء والصبر، ولا يستطيع ممارسته أي شخص، فمن خلال تصاميمها تجد الثبات بالخط واليد، إضافة إلى اختيارها للألوان بطريقة متناغمة ومتناسقة تنمّ عن موهبة حقيقية، وتحمل طابع التميز والبساطة

وأضافت: «الفن ببساطة عبارة عن مساحة واسعة يحتاج إليها الفنان للتعبير عن مكنوناته بكل صدق وعفوية، من خلال تجسيده لروح الجماد، فهو كل ما نحتاج إليه لنعيش بسلام، فمن خلال رسوماتي حاولت نشر ثقافة الزخرفة وإعادة إحياء الزخرفة الدمشقية التي تمتلك عراقة الماضي وحداثة الحاضر، وذلك بتغذية عيني بمشاهدة صور ولوحات وموزاييك ونقوش زخرفية على سطوح الجوامع والأوابد الأثرية التي ساهمت كثيراً بتطوير ملكتي الفنية ووضعتها بمسارها الصحيح، فالموهبة لا تكفي وحدها لتقدم فناً كاملاً ومبتكراً، بل تحتاج إلى الاطلاع وتعلم أساليب مختلفة ومواكبة للعصر، فالتجربة والممارسة تصقلانها، فالتكنيك اللوني والنشاط المستمر المترافق مع العمل اليومي يحييها ويطورها، وقد طبقت أحد تصاميمي على أحد المواقع الإلكترونية، كما صمّمت غلافاً لكتاب خاص بالزخرفة».

من أعمالها الزخرفية

وعن طريقة العمل، قالت: «لكل سطح طريقة وألوان مختلفة، ففي البداية أقوم برسم شبكة دائرية كخطوط إرشادية أرسمها بالمسطرة، ثم أرسم دوائر متداخلة وأحدد نقاط متباعدة بطول 1سم، ثم أبدأ رسم كل ما يخطر في بالي من أشكال باستخدام الخطوط كدليل لكل دور من أدوار الرسمة، وبذلك تكون الرسمة أكثر دقة، ويمكن اختيار النقاط حسب الرغبة والذوق والشكل المراد تطبيقه، وتكون أول مرحلة بقلم الرصاص، ثم بعدها بالحبر وتلوين الرسمة لتعطي منظراً مختلفاً وجميلاً. وبرأيي إن للألوان دوراً مهماً في إبراز جمالية التصميم، ومن خلال تصميماتي لم أجد صعوبة في تطبيق رسوماتي على مختلف السطوح ما عدا ورق الشجر خوفاً من تمزقه، لكن رغبتي بالتحدي وإصراري على تحقيق ذلك، إضافة إلى الدقة والصبر في العمل؛ مكنتني من النجاح وتطوير مهاراتي بالرسم على أوراق الشجر».

الفنانة التشكيلية "باسمة الحريري" تحدثت عنها بالقول: «"دانا" شابة طموحة ومبدعة، تمتلك الإحساس الفني العالي، استطاعت أن تبرزه من خلال قوة الخط واللون، على الرغم من أنها لم تدرس الفن، لكن لديها القدرة على تجسيد أفكارها بأعمالها الفنية التي ابتكرتها، وخصوصاً أن فن الزخرفة من الفنون الصعبة التي تحتاج إلى الدقة والمهارة في العمل، إضافة إلى الهدوء والصبر، ولا يستطيع ممارسته أي شخص، فمن خلال تصاميمها تجد الثبات بالخط واليد، إضافة إلى اختيارها للألوان بطريقة متناغمة ومتناسقة تنمّ عن موهبة حقيقية، وتحمل طابع التميز والبساطة».

من تصميماتها على السيراميك

يذكر أن "لانا صباغ" من مواليد "دمشق" عام 1998، تدرس هندسة عمارة بالجامعة الدولية، وأيضاً تدرس المعهد الطبي، قسم المخابر بجامعة "دمشق".

من زخارفها على ورق الشجر