فرصةٌ ثانيةٌ وذهبيةٌ أيضاً متاحةٌ للمقبلين على المرحلة الجامعية، فلم يعد المصير الدراسي لهؤلاء الطلاب معلقاً بما يحمله لهم اليوم المنتظر؛ يوم صدور نتائج "البكالوريا"، ومازال أمامهم مدة من الزمن لحرف بوصلة قدرهم إلى المكان الذي يرغبون به، من خلال الدورة الامتحانية الإضافية لشهادة الثانوية، التي تمكنهم من الانتقال من راسب إلى ناجح، أو تعديل العلامات المتدنية التي حصلوا عليها في بعض المواد.

تلك الفرصة لم تكن في أيامنا (نحن جيل الثمانينات) وأيام من سبقونا، حيث وجدت في المدة الأخيرة؛ أي في السنوات الأولى للحرب، لما وجده المعنيون من ضرورة تقدير وضع البلد عموماً الذي أثر سلباً في وضع الطلاب الدراسي بوجه عام، فجاء ما يعرف بالدورة التكميلية لطلاب الثالث الثانوي، كبطاقة مجانية متعددة الاستعمالات يمكن استخدامها مرة واحدة من قبل هؤلاء الطلاب؛ الناجحون وبعض الراسبين منهم (الراسبون في ثلاث مواد على الأكثر)، لتغيير نتيجة الرسوب إلى النجاح أو تحسين مجموعهم العام، وزيادة فرص انتقالهم إلى المرحلة الجامعية، أو تحقيق مراكز متقدمة يطمحون إليها.

البطاقة المجانية تلك تحمل أبعاداً أكثر من تعديل النتيجة النهائية لامتحان الشهادة الثانوية، فهي تحمل العديد من المزايا التي تسهل على طلاب البكالوريا خوض تجربة امتحانات هذا العام المصيري بكل صعوباته ومخاوفه، حيث يلجأ العديد من الطلاب إلى التركيز على مواد معينة في الامتحان الأساسي، وترك مادة أو مادتين لامتحان الدورة الإضافية، فيتمكنون من توجيه جهودهم وتوزيعها لتحقيق نتائج أفضل، ويرافق ذلك طول مدة الامتحانات والمراجعة، إضافة إلى إعطاء الطالب مدة جيدة من الزمن، ما بين امتحانات الدورة الامتحانية الأولى والثانية، لتنشيط ذاكرته وجهوده وقدرته على الاستمرار في الدراسة والتركيز، وعليه يكون الامتحان على جزأين فرصة أكبر لتحصيل نتائج أفضل.

من جانب آخر، فإن الحالة النفسية للطالب الذي يدخل قاعة الامتحان مطمئناً بأن أمامه فرصة ثانية لإعادة أي مادة تواجهه صعوبات في أسئلتها أو لا يتوقع نتائجها، تختلف عن شعور طالب يجلس على مقعده في الامتحان بتوتر عالٍ خوفاً من مصير كل حرف سينزل على ورقة امتحاناته. وعليه، فإن تخفيف القلق والتوتر لدى الكثيرين من الطلاب، سيعطي نتائج أفضل، ويقلل من رهبة هذا الامتحان الذي يعدّ عبئاً على عاتق جميع أفراد الأسرة وليس على الطالب فحسب.