فن الخط "الكاليجرافي" هو نوع من الفنون البصرية، وفيه خرج "أحمد مسلماني" عن المألوف وأصبح شغوفاً وماهراً برسم الخط العربي وتشكيل الحروف وزخرفتها عن طريق أشكال هندسية لافتة، تعبّر عن مظهر حضاري يشمل الفن والثقافة معاً.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 شباط 2019، التقت الفنان "أحمد مسلماني" ليطلعنا على بداية موهبته بالتخطيط والرسم، حيث يقول: «بعمر التاسعة تعلمت في معهد "الأسد" لتحفيظ القرآن الكريم بداية أساسيات بسيطة في قواعد الخط العربي، وهي كانت أول خطوة في التدريب على التخطيط للحروف العربية وإتقانها، وفي المرحلة الثانية بعد مدة زمنية طويلة أصبح تَفنُّني برسم الخط يأخذ جانباً كبيراً وواسعاً لدي، مع مراعاة الدقة والمرونة في فن الخط، لأنه يأخذ حيزاً من الجهد ويحتاج إلى مهارات عالية، إضافة إلى الدقة والتركيز، ولكل فنان بالنهاية أسلوبه الخاص في إبراز هذا النوع من الفنون، ولأن الخط العربي موسيقا العيون برأيي؛ حاولت أولاً التمرين ودراسة الخط من خلال رسم لوحات خطاطين عالميين بأسلوب علمي ودقيق، وكل هذا كان بمجهودي الشخصي من دون التدخل من أحد أو مساعدة معاهد مختصة، حيث اعتمدت على مواقع الإنترنت مع برامج الحاسوب في كثير من الأمور. وبعد دخولي كلية طب الأسنان، كانت الطريقة الوحيدة التي تريح روحي أثناء وقت فراغي الورقة والقلم، فموهبتي حتى الآن لم تؤثر في دراستي كطبيب، إضافة إلى أنني أيضاً طالب في كلية الحقوق (تعليم مفتوح)».

تعرفت إليه بحكم الزمالة بالمهنة، أصبحت علاقتي به قوية مع الأيام في عام 2014، بعد مدة تفاجأت بأنه يرسم بخط يده وسألته عن سرّ اللوحات، لكن لوحاته تحكي لأنه مميز، فيها روح وإبداع لا متناهٍ، هو مدعاة للفخر. متواضع لا يحب الكلام كثيراً عن فنه، وخلال زمن قصير وفّق بين دراسته وموهبته، لديه تذوق متفرد باختيار العبارات وتنسيقها

وعن الأدوات التي يعتمدها "أحمد" في تصميم لوحاته، والتحديات التي واجهها، تابع بالقول: «بحكم السفر والتنقل وانشغالي بدراستي المجهدة، لا يوجد لديّ في الوقت الحالي مرسم خاص وثابت، وأدواتي ليست ثابتة للعمل، وهناك تنويع دائماً في استخدامي لها، مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة ونوعية اللوحة التي أصمّمها، والمكان الذي أكون فيه يعطي طابعاً خاصاً للوحتي؛ لأنها تأخذ من روح المكان، وأنا أحببت وتابعت هذا الأسلوب واعتمدته. كان دافعي تجميل صورة الخط أكثر، وكما نعلم فإن عماد مجتمعنا الخط واللغة معاً، وهنا جاءت الفكرة مع طريقة العرض الجديدة؛ الفن "الكاليجرافي" أسلوب جديد له جوّه الخاص. عرضت بعض أعمالي في عدة نشاطات من خلال تطوعي بفريق "كنا وسنبقى"، ومبادرات في مراكز الإيواء ودور الأيتام خاصة في الأعياد. الصعوبات التي مررت بها بعضها قاسية، وبعضها ناجحة، لكن لا شيء يقف أمام الإرادة والطموح، والأهل كانوا مشجعين وداعمين وأصدقائي أيضاً؛ لأنهم على يقين بأن الفن له جماله ويوصل رسالة جميلة، وقد أردت أن تكون أعمالي غير تجارية أو ربحية؛ لذلك أتمنى أن ينال ما أقدمه إعجاب كل من يشاهده».

لوحة مكتوبة لـ"محمود درويش"

ثم تابع في حديثه عن سبب تخصصه في رسم الوجوه، واهتماماته الأخرى بعيداً عن الرسم، وقال: «طريقة رسم الوجه تجمع بين تفاصيل الشخصية وتكوينها بالخط العربي، وهذا ليس بالأمر السهل، اعتمدت طريقتي على تكبير حجم اللوحة؛ لأن المساحات الكبيرة تعدّ تحدياً لأي فنان أو رسام لإعطاء تفاصيل أقرب إلى الواقع، ومتناظرة جميلة بـ "الكاليجرافي"، إن كل لوحة من لوحاتي تختلف بطريقة تشكيلها عن الأخرى، واستفدت في مجموعة من لوحاتي من التصميم الإلكتروني لمصممين في فن "التايبوجرافي"؛ وهو دمج الرسومات بالتخطيط إلكترونياً، حيث حولت هذا التصميم من رقمي بمساحة صغيرة جداً إلى لوحات بمساحات كبيرة، وكله بخط يدي، وذلك على عدة مراحل، وقبل البدء بمشروع أي لوحة أعمل على توضيح الأحرف بالكامل، وأربط المكونات بعضها مع بعض، ثم أقوم بتكبيرها بعد الدراسة للمحافظة على تناظرها، ومن هنا زادت تجاربي أكثر وتوسع مجال عملي، مع الاستمرار الدائم بالاطلاع على كل ما هو جديد في هذا المضمار، وتلافي كل الأخطاء».

الدكتورة في كلية الفنون الجميلة "سامية شقير" تحدثت عن رأيها بالحروفية العربية، وقالت: «إن جمالية الخط العربي وغنى أنماطه وطواعيته في تشكيل حروفه وعناصره، تجذب الكثيرين من الفنانين لخوض غماره والعمل في إطاره، وقد شهدت الحروفية العربية انتشاراً كبيراً في المدة الأخيرة لما تلقاه من شعبية لدى الجمهور المحلي لارتباطها بالموروث الاجتماعي والديني. وفي تجربة الفنان "أحمد المسلماني" ملامسة لهذه الحروفية، يطرحها بطريقته ووفق رؤيته معبراً من خلالها عن مواضيع مختلفة يولف بانسجام عناصره بشكل ينتج حركة ذاتية تجعل خطه يتهادى مع رونق جمالي مستقل في مضامينه ومرتبط معها في الوقت نفسه، أرجو له دوام التوفيق والعمل لإثراء هذه التجربة والمضي بها قُدُماً».

لوحة للفنانة "سعاد حسني"

"محمد البجبوج" زميل "أحمد" في كلية الطب، تحدث عن رأيه بفنه وقال: «تعرفت إليه بحكم الزمالة بالمهنة، أصبحت علاقتي به قوية مع الأيام في عام 2014، بعد مدة تفاجأت بأنه يرسم بخط يده وسألته عن سرّ اللوحات، لكن لوحاته تحكي لأنه مميز، فيها روح وإبداع لا متناهٍ، هو مدعاة للفخر. متواضع لا يحب الكلام كثيراً عن فنه، وخلال زمن قصير وفّق بين دراسته وموهبته، لديه تذوق متفرد باختيار العبارات وتنسيقها».

"مهيار الخطيب" صديق "أحمد" في كلية الطب البشري، قال: «تعرفت إليه من خلال السنة الأولى في كلية الطب، في البداية كانت لديه موهبة ورسوماته بسيطة، إلا أنه لم يتوسع فيها كثيراً، كان يعود إلى الجامعة يتقاسم فنه ودراسته، كان يبدع في الرسم على أوراق عادية، بداية صمّم رفوفاً خاصة له في المدينة الجامعية فقط لمستلزمات التخطيط والأدوات والألوان، ومن هنا بدأت حكاية الفن بالتخطيط، فمنذ سنتين أصبحت أنا وأصدقاؤه نتابعه حتى رأينا لوحات جدارية كبيرة موقعة باسمه تدل على ازدياد خبرته. يحب عمله، ولديه صبر وجرأة وقوة شخصية عالية وحب كبير للنجاح».

مشاركته بفعالية مع فريق "كنا وسنبقى"

يذكر، أن "أحمد المسلماني" من مواليد "درعا" عام 1995، يدرس في جامعة "دمشق".