بإرادة لا تعرف المستحيل، ورغبة حقيقية في إيصال رسالة إنسانية نبيلة، تمكّنت "رؤى حمزة" من خلال عملها الإعلامي في العديد من المواقع الإلكترونية، وبرنامج "مفاتيح الهمم"، أن تحول الألم إلى أمل، وتعبّر عن هؤلاء الأشخاص لتثبت بأنهم قادرون على المساهمة في بناء المجتمع.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معها بتاريخ 4 حزيران 2019، وعن ميلها إلى العمل الإعلامي تقول: «بعد تجربتي مع مبادرة "عدسة سلام" التي أقامت ورشة عمل في "دمشق" قبل ثلاث سنوات وكانت تضم التصوير، والتصميم، والصحافة والإعلام، وصناعة الأفلام، حيث كنت من الأوائل في مجال الإعلام مع الصحفي "ماهر المونس"، وتدربت على مبادئ التحرير في إذاعة "شام إف إم"، ومن هنا كانت الانطلاقة، حيث عملت كمحررة في عدة مواقع إلكترونية متطوعة، وبعد عدة دورات تدريبية، بدأت تجربتي الخاصة بإعداد وتقديم برنامج "مفاتيح الهمم" في شهر شباط 2019 بتشجيع من عائلتي بالدرجة الأولى، وصديق مسيرتي الإعلامية وصاحب فكرة البرنامج المدرب "ماهر شبانة"، الذي يتولى مهمة إخراج البرنامج، وبالفعل بدأنا هذه الخطوة لعرضه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويهدف البرنامج إلى إيصال رسالة إنسانية من خلال تسليط الضوء على قصص وإبداعات ذوي الهمم، والصعوبات التي تواجههم، والحلول التي يجب اتخاذها، وتحقق حلمي بأن أصبح مقدمة برامج من أصحاب الهمم تعمل على تغيير واقع شريحتها ونظرة المجتمع إليهم».

الهدف من البرنامج تغيير نظرة المجتمع إلى ذوي الهمم، ونشر الوعي لتطوير طريقة التعامل معهم، وأعتمد عدة معايير في اختيار الضيوف، كوجود قصة نجاح تستحق تسليط الضوء عليها، وقدرة الضيف وتفاؤله لإيصال رسالته، ورغبته بأن تكون لموهبته أو قصة نجاحه بصمة تعمل على تشجيع الأشخاص الذين لديهم حالات صحية مشابهة، وما زلت أعمل على تطوير إمكاناتي الإعلامية من خلال النقد الذاتي، ففي كل حلقة أكتشف نقاط الضعف لديّ، وأعمل على تطويرها من خلال الممارسة والتدريب الدائم

وعن إعداد البرنامج تتابع قائلة: «الهدف من البرنامج تغيير نظرة المجتمع إلى ذوي الهمم، ونشر الوعي لتطوير طريقة التعامل معهم، وأعتمد عدة معايير في اختيار الضيوف، كوجود قصة نجاح تستحق تسليط الضوء عليها، وقدرة الضيف وتفاؤله لإيصال رسالته، ورغبته بأن تكون لموهبته أو قصة نجاحه بصمة تعمل على تشجيع الأشخاص الذين لديهم حالات صحية مشابهة، وما زلت أعمل على تطوير إمكاناتي الإعلامية من خلال النقد الذاتي، ففي كل حلقة أكتشف نقاط الضعف لديّ، وأعمل على تطويرها من خلال الممارسة والتدريب الدائم».

شهادة حاصلة عليها

وفيما يتعلق بعملها التطوعي تتابع حديثها قائلةً: «كنت متطوعة سابقاً مع برنامج "حقن نوقف حدن"، وهو برنامج يعنى بذوي الاحتياجات الخاصة في "صحنايا"، وكنت إحدى مؤسسيه، وعملت فيه لمدة سبع سنوات، وعملت متطوعة لمدة سنة مع برنامج "همس للطفولة"، وكانت لي مشاركة مع مبادرة "عدسة سلام"، وحالياً متطوعة في جميعة "شمعة أمل"، وحصلت على شهادة تكريم عن العمل التطوعي من برنامج "حقن نوقف حدن" عام 2012، وشهادة شكر وتقدير من المواقع الإلكترونية التي أعمل فيها، ومنها: "معاق نيوز"، و"دكتور إكس"، و"أخبار الطب" عام 2017، وأخيراً شهادة تكريم وتفوق من "عدسة سلام" عام 2016».

وعن رسالتها لكل من المجتمع وأصحاب الهمم تقول: «أوجه رسالتي إلى المجتمع بأننا نحن أصحاب الهمم لسنا (صفر على الشمال)، لسنا أشخاصاً مستهلكين، وإنما نحن منتجون وقادرون على تغيير واقعنا، ونستطيع أن نكون جزءاً فاعلاً في المجتمع، والإعاقة هي إعاقة الأخلاق، وليست إعاقة الجسد، فامنحونا حقوقنا وخذوا بأيدينا لبناء مجتمع متطور. ولأصحاب الهمم رسالتي: إن الإرادة أساس كل شيء، لا يوجد هناك مستحيل، دائماً حاولوا أن تخلقوا من ألمكم أمل، لا تيأسوا اجعلوا من إعاقتكم حافزاً ومصدراً للاستمرار، وتحقيق أحلامكم وطموحاتكم، وكونوا على يقين عندما تؤمنون بموهبتكم وقدرتكم، سيكون النجاح حليفكم».

أثناء التكريم

بدوره المختص في الإرشاد الاجتماعي، ومدير جمعية "شمعة أمل" لذوي الاحتياجات الخاصة، مخرج ومصور العمل يقول: «أعرف "رؤى" منذ مطلع هذا العام، هي إنسانة طموحة، تعدّ نفسها خارج كل الصراعات التي يمكن أن يقع فيها الأشخاص من ذوي الهمم من إحباط، أو تشاؤم أو شعور بعدم الاهتمام، إضافةً إلى حبها الكبير لعملها واندفاعها له، منذ أن قابلتها كنت مؤمناً بأنها سوف تنجح في مشروع "مفاتيح الهمم" لكونها متحدثة، وتملك مقومات الطلاقة وأساسيات الإعلام، والأهم قدرتها على إيصال المحتوى إلى الجمهور ببساطة وسهولة، وأعدّ تجربتي معها في "مفاتيح الهمم" من أهم النجاحات المحققة في وقت قياسي، لاقت جماهيرية عالية، والأهم أننا بدأنا مشروعنا وأمامنا هدف واحد أن تصل رسالتها هي وكل شخص من ذوي الهمم إلى المجتمع والمعنيين؛ لنسلّط الضوء على أهمية ما يفعلونه متخطين كل العوائق، الناس وتفاعلهم وردود الأفعال نحو تجربتنا عزّزت نظرتنا إلى هذه التجربة، يمكنني أن أقول بعد إنجازنا لما يقارب عشر حلقات من البرنامج إننا نجحنا في خطواتنا الأولى، وفي كل يوم نتباحث في كيفية تطوير هذا المشروع المهم إنسانياً واجتماعياً وحتى إعلامياً، هذا العمل يشعرك بأنك إنسان حقيقي؛ وهذا أعظم شعور في الكون».

يذكر، أن "رؤى حمزة" من مواليد "دمشق، صحنايا" عام 1992، درست إدارة الأعمال لمدة سنة، ولم تستمر بسبب الأحداث التي مرّت بـ"سورية" وصعوبة المواصلات، إلى جانب عملها الإعلامي في المواقع الإلكترونية وبرنامج "مفاتيح الهمم"، هي موظفة في وحدة مياه "صحنايا"، أصيبت بالإعاقة نتيجة خطأ طبي عندما كانت في السادسة عشرة من العمر.

مع المدرب "ماهر شبانة"