انطلق من عمله المجتمعي في "سورية" إلى "بريطانيا"، ليحصل على أربع جوائز عالمية في عام 2019، حاملاً للعالم رسالة عن قدرة الشباب السوري على النجاح رغم الظروف الصعبة، من خلال التطوع، العلم، والعمل.

مدونةُ وطن"eSyria" تواصلت مع "جورج مراش" بتاريخ 15 آب 2019 وعن ميله للصيدلة وبداياته في العمل التطوعي يقول: «بدأ اهتمامي بموضوع العلاج منذ الصغر كنت أقرأ كتباً كثيرة عن العلاج بالأعشاب وأصف لأقربائي العلاجات العشبية لكل حالة يعانون منها، و شجعني والديّ على دراسة الصيدلة، وكبر الحلم معي بتوجيه منهما، كنت أتمنى أن أكبر وأعمل في هذا المجال لمساعدة المرضى، وفي ذلك الوقت لم يكن مفهوم التطوع موجوداً لدي، ولم أعرف من أين أبدأ، لكن حلمي الأكبر كان أن أرسم البسمة على وجوه المرضى المحتاجين من خلال تقديم الدواء المجاني لهم، وفي عام 2012 مع بداية وصول الوافدين إلى "صحنايا" افتتح مركز "الهلال الأحمر" في المدينة، وتمت دعوتي لحضور ورشة عمل عن برنامج تأهيل مالي اجتماعي لليافعين والأطفال بالتعاون بين "مبادرون" وشعبة "الهلال الأحمر" في "صحنايا"، حضرت الورشة وفي ذلك اليوم تغيرت حياتي، عرفت أنّ هناك كثير من الأبواب التي يمكنني أن أطرقها لمساعدة الآخرين، وبدأت العمل كمتطوع مع شعبة "الهلال الأحمر" ونظمت نواديَ للأطفال الوافدين، وساهمت في برنامج الدعم النفسي الاجتماعي، وفي وحدة الاستجابة للكوارث».

دفعتني رغبتي بأن أقدم خدمة لبلدي وألا أكون مجرد رقم، وشعرت أنّنا الشباب لنا دور كبير لنعيد "سورية" كما كانت وأن نرسم ابتسامة على وجوه الآخرين، ولأنّ الطاقة الإيجابية تنتقل للآخرين كالعدوى، كنت أحاول أن أكون إيجابياً وفاعلاً في مجتمعي، وأن أشجع الآخرين ليكونوا فاعلين واستطعت أن أساهم بتحفيز شباب كثيرين من "صحنايا" و"الأشرفية" ومن كل أنحاء "سورية" ليساهموا في بناء مجتمعاتهم

وعن دوافعه للتطوع يقول: «دفعتني رغبتي بأن أقدم خدمة لبلدي وألا أكون مجرد رقم، وشعرت أنّنا الشباب لنا دور كبير لنعيد "سورية" كما كانت وأن نرسم ابتسامة على وجوه الآخرين، ولأنّ الطاقة الإيجابية تنتقل للآخرين كالعدوى، كنت أحاول أن أكون إيجابياً وفاعلاً في مجتمعي، وأن أشجع الآخرين ليكونوا فاعلين واستطعت أن أساهم بتحفيز شباب كثيرين من "صحنايا" و"الأشرفية" ومن كل أنحاء "سورية" ليساهموا في بناء مجتمعاتهم».

"جورج مراش" مع الجائزة حاملاً العلم السوري

وعن نشاطاته التطوعية يتابع قائلاً: «أطلقت نادي "أفلاطون" للتأهيل المالي الاجتماعي في "أشرفية صحنايا" واستطعنا الوصول ل 170 طفلاً، وكانت النتائج مرضية بدعم كبير من المركز الثقافي بـ"الأشرفية" لكل الأنشطة، وتقديم الدعم للوصول إلى الأشخاص المفتاحيين في المنطقة، ثم حضرت عدة ورشات تدريبية عن (الدعم النفسي الاجتماعي، التعامل مع الأطفال واليافعين، الاستجابة للكوارث، التعامل مع المعوقين ودمجهم بالمجتمع، بناء السلام، المواطنة الفاعلة، الريادة المجتمعية) وغيرها، واستطعت في عام 2014 أن أساهم مع أصدقائي بتأسيس جمعية "صناع السلام" في "اللاذقية" التي حصلت على ترخيصها في عام 2016 وما زلت أعمل على مواضيع تمكين الشباب وتعزيز دورهم بالمجتمع، وأطلقت عام 2015 مبادرة "متصلون" وشعارها "متصلون بالإنسانية" وتمّ دعمها من دائرة "العلاقات المسكونية والتنمية" و"المفوضية السامية لشؤون اللاجئين"، وقمنا بعدة تدريبات وأسسنا فريقاً أطلق أكثر من 8 مبادرات على مدار ثلاث سنوات حتى عام 2018 عندما سافرت لأكمل دراسة الماجستير في "بريطانيا"».

وعن دراسته يتابع حديثه قائلاً: «في عام 2018 حصلت على منحة "تشيفننغ" (منحة الحكومة البريطانية) لإكمال دراستي للحصول على ماجستير في جامعة "King’s College London" وهي من أهم الجامعات العالمية تتميز بترتيبها الثلاثين على مستوى جامعات العالم، بهدف رفع مستوى عملي كصيدلاني من معالجة فرد لمعالجة مجتمع كامل، حيث أركز في دراستي على معالجة وباء أو معالجة نمط سلبي في المجتمع مثلاً ظاهرة السمنة، التدخين، أو الأوبئة الخطيرة، لأنّ الخبرة التي اكتسبتها في العمل المجتمعي ساهمت بتوجيه تفكيري لمساعدة المجتمع وليس فقط الأفراد، فاخترت اختصاصاً يدمج خلفيتي المهنية والعمل المجتمعي بدراستي الأكاديمية الصيدلة، هو الماجستير في الصحة العالمية والعدالة المجتمعية، وحالياً أقوم ببحث عن الصحة النفسية للمواطنين السوريين داخل "سورية" وأسعى لنيل درجة الدكتوراه بالموضوع نفسه».

أثناء العمل التطوعي

وفيما يتعلق بعمله الحالي والجوائز الحاصل عليها يقول: «أعمل على برنامج تبادل ثقافي بين العربي والإنكليزي لإظهار المعاني الحقيقية التي تحملها اللغة العربية وتحديداً اللهجة السورية وهي معاني (البناء، السلام، الاحترام والمحبة) لنحاول تغيير وجهة نظر العالم للعرب وللسوريين تحديداً، و حصلت على جائزة "تشيفننغ الذهبية للمتطوعين" عام 2019، و جائزة "القيادات الشبابية" للعام 2019 من رئيس وزراء "نيبال" السابق، وبرلمان "الشباب العالمي"، إضافةً إلى جائزة "الاختبار الثقافي" عام 2019 من جامعة "الملك" في "لندن"، وجائزة "الملاذ الآمن" عام 2019 من جامعة "الملك" في "لندن"، وتم اختياري بالعام 2019 أيضاً لأكون سفيراً عالمياً للسلام لمؤسسة "سلسلة السلام العالمية"».

وعن رسالته الإنسانية يقول: « الصعوبات التي واجهتني هي نفسها التي يعيشها الشباب السوري داخل "سورية"، وفي كل مكان حول العالم، عندما كنت في بلدي استغليت وقتي بالتطوع والتعلم بالورشات التدريبية، وفي الخارج تشكل الغربة التحدي الأكبر لكن أملأ وقتي بالدراسة والتطوع، لأستطيع العودة وأخدم بلدي وأساهم في بنائها، عبر نقل المعرفة والخبرة التي اكتسبتها للشباب السوريين، رسالتي للعالم واضحة بالرؤية التي أضعها لحياتي والتي تقول (جعل العالم مكاناً أكثر صحة وأكثر عدالة، عالم يحصل فيه كل المواطنين على فرص متكافئة للوصول للخدمات الأساسية)، ورسالتي للشباب تقول: (أنتم قادرون على تحقيق الأفضل والوصول لما استطعت تحقيقه، لا أملك قدرات خارقة أكثر من التي تملكونها)، لأشجع الشباب السوريين على العمل وتبيان صورة الشاب السوري الحقيقية للعالم».

شهادة سفير سلام

من جهتها "لمى سلامة" مديرة المركز الثقافي العربي في "أشرفية صحنايا" تتحدث عن عمل "جورج" التطوعي قائلةً: «اعتمدنا على التواصل مع الشباب والفئات العمرية الصغيرة لأنه من وجهة نظرنا كان هناك فجوة واضحة بين الأجيال وكنا نحاول ترميمها من خلال معرفتها عن قرب ومتطلباتها لإعطائها الثقة والمساحة للتعبير عن نفسها، وبالفعل استطعنا الوصول لهؤلاء وأن نجد وسيلة تواصل فكري وثقافي معهم، وأهم وسيلة لنكسب ثقتهم كانت أن نؤمن بما يقدمونه من مشاريع وأفكار وانتقاء ما يمكن تطبيقه بعد دراسة الجدوى منه، وفي ذلك الحين زارنا "جورج مراش" بالمركز واطلع على طريقة عملنا، واقترح مشاريع تنفذ مع الأطفال واليافعين، وبعد دراسة المشاريع وأمام حماسته وثقته بنفسه كان لا بدّ من إعطائه المساحة بكل معانيها الفكرية والمكانية لينفّذ هذه المشاريع ضمن أنشطة المركز وتحت إشرافنا، وكانت عبارة عن مشاريع تأهيل للأطفال واليافعين تأهيلاً مالياً واجتماعياً، وبالفعل أعلنا عنها وحققت إقبالاً ونجاحاً و بقيت مستمرة وهذا دليل على صحة هذه المشاريع، خلال هذه الفترة كان "جورج" متطوعاً تماماً دون لقاء مادي، وقدم له المركز المكان والإمكانيات الموجودة في المركز من شاشة عرض للأفلام ومولدة كهرباء، والإعلان عن طريق رواد المركز وصفحة المركز الإلكترونية، وكنا شركاء عمل ونجاح لأنّ الثقة والإيمان بقدراتنا كانت متبادلة، وإضافةً لعمل "جورج" التطوعي في المركز كان هناك نشاطات اجتماعية تطوعية لمجموعة شباب "العلم السوري"، و "الآنزو النسر السوري"».

يذكر أنّ "جورج مراش" من مواليد "دمشق" عام 1993، حاصل على شهادة "بكالوريوس" في الصيدلة من جامعة "دمشق"، وشهادة مع تميز في "منع النزاعات وحلها والمصالحة" من جامعة "جونز هوبكنز" من "إيطاليا"، إضافة لما يقارب عشرين شهادة تدريبية من ورشات حضرها في "سورية" عن المواطنة الفاعلة، التعامل مع الأطفال واليافعين، تدريب مدربين وتدريب ميسرين، دعم نفسي اجتماعي، استجابة للكوارث، والعديد من الشهادات لورشات (أون لاين) بمواضيع مختلفة عن حقوق المرأة، الصحة العالمية، والعمل المجتمعي وغيرها.