جمع الفنّانُ "هيثم كيوان" إنتاجاته ضمنَ مؤلفاتٍ موسيقيةٍ مبهرة، تمثّلُ إخلاصَه لموهبته في إطلاق الإمكانات والطاقات لمميزات العود، ليتمّ تحويلها فيما بعد إلى ألحانٍ خاصةٍ به، ويصبحَ المدرّس والعازف المؤهّل الذي يعمل بلا كلل من أجل دراسة وتطوير آلة العود.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الفنان "هيثم كيوان" بتاريخ 25 أيلول 2019 ليحدثنا عن بداياته في مجال العزف على العود بالقول: «قصتي مع هذه الآلة عبارة عن فكر بسيط للآلة التقليدية، وتبعاً للمنطقة التي نشأت فيها، وبتشجيع العائلة والأصدقاء من حولي تطورت حالة انسجامي معها تدريجياً حتى احترفت العزف مؤخراً، وأوصلني شغفي ومتابعتي التدريب لاستخدام العود في التأليف والتوزيع الموسيقي، مع أنّ التوزيع غالباً يحتاج إلى آلة البيانو، لكن بعد 8 سنوات من العزف والتمرين المتواصلين، وخصوصاً بعد التحاقي بكلية الهندسة المعمارية في جامعة "دمشق"، درست مع الهندسة اللمسات الأكاديمية في مجال العزف على يد الفنان "سلام بشر" ليعلمني كيف أجيده بشكل متقن، ولأدمج أفكاري الموسيقية والإيقاع معاً في صنع حالة طربية راقية ومدروسة بذات الوقت، أرى أنّ العزف حاجة إنسانية ضرورية، وأتعامل معها على أنها كذلك فعلاً، وبالمقابل التأليف والتوزيع الموسيقي أيضاً حالة خاصة للعازف تتحكم بها الظروف والأحداث التي يعيشها، ويمكن التعبير عنها أكثر كلما ازدادت الخبرة والمعرفة بالموسيقا».

موهبة إبداعية تعرف طريقها تماماً من البداية وحتى الآن، تتطور بهدوء الواثق والعارف والمُصِر على تحقيق كل ما يجول في ذاته، إن عزف أطرب وإن ألّف أقنع، وإن لحن أمتع، درّسته آلة العود، وكان متحمساً بشكل لافت للتدريب والاستمرارية بشكل أوسع بعد المعهد، كان دؤوباً على المواظبة في كل الدروس والتدريبات التي لم ينقطع يوماً عنها، ومؤلفاته سيكون لها شأن كبير

وفيما يخص الفعاليات التي شارك بها بمجال العزف والتأليف، واهتمامه بتطوير أفكاره الموسيقية بيّن قائلاً: «تُمثل آلة العود شيئاً غير محدود بالنسبة لي، فهي أداة القدرات الخاصة، ولوحة قابلة جداً للتطوير، وكلما امتلك العازف خيالاً واسعاً رسخ أفكاره أكثر على أوتار آلته، وأعمل دائماً على إيجاد انطباع فني وبصمة خاصة في التلحين والتأليف، لأن العود آلة مرنة وينسجم الإنسان معها إن كان عازفاً أو مستمعاً يحب الطرب الأصيل، وتعبر مباشرة عن هوية العازف وأحاسيسه بعكس ما يشاع عن المحدودية المرتبطة بالآلة.

أثناء التدريبات على أنغام العود

العازف البارع يحب دائماً أن يفكر خارج الصندوق، ويبتكر ألحاناً فريدة، ويطلق العنان للخيال بتجسيد كل الإمكانيات المتاحة لديه، ليبين مكنونات العود وأهميته المرتبطة بالتاريخ القديم.

أحييت عدة حفلات مع العديد من الموسيقيين، وكان آخرها حفلتان مع أصدقائي في فرقة "الأوج" على المسرح الثقافي في مدينة "السويداء"، وأيضاً حفل على مسرح مجمع "دمر" الثقافي في "دمشق"، حيث قدمت فيه قطعة من تأليفي وتوزيعي بعنوان "منارة الرحيل"، وكذلك بالنسبة لبقية المؤلفات أعمل على تقديمها تدريجياً وبالوقت المناسب».

إحياء حفل موسيقي في مجمع دمر الثقافي

"لؤي عماد" رئيس قسم الشرقيات في معهد "فريد الأطرش" للموسيقا، تحدث عن موهبة "هيثم" في العزف على العود قائلاً: «موهبة إبداعية تعرف طريقها تماماً من البداية وحتى الآن، تتطور بهدوء الواثق والعارف والمُصِر على تحقيق كل ما يجول في ذاته، إن عزف أطرب وإن ألّف أقنع، وإن لحن أمتع، درّسته آلة العود، وكان متحمساً بشكل لافت للتدريب والاستمرارية بشكل أوسع بعد المعهد، كان دؤوباً على المواظبة في كل الدروس والتدريبات التي لم ينقطع يوماً عنها، ومؤلفاته سيكون لها شأن كبير».

"رماح أبو زيدان" زميل الفنان "كيوان"، وفنان تشكيلي تحدث عن رأيه بموسيقاه قائلاً: «صاغ زميلي "هيثم" بوتره نغمات متفردة لم يستطع البوح فيها بلسانه، فعبرت مسامعنا سلسة متراقصة، هو ذاك الإنسان الذي يخطو موسيقا ويتحدث موسيقا، وبرأيي تجاوز كل العلامات الموسيقية والمقامات لتصبح آلة العود جزءاً لا يتجزأ من روحه، ومن يده، وحين يبدأ العزف كأنه يحتضن العود ويستمع له، وبالرغم من المدة القصيرة التي لم تتجاوز السنة التي عرفت فيها "هيثم" فمعرفتي به تجاوزت الوقت والمكان، هو ذلك العازف الحساس الخلوق الذي صاغ أخلاقه المتعالية لحناً وفعلاً».

في المعهد العالي للموسيقى

يذكر أنّ الفنان "هيثم كيوان" من مواليد "السويداء" عام 1999 مقيم في "دمشق"، وهو من طلاب المعهد العالي للموسيقا.