بهمةٍ عالية ورغبةٍ حقيقية بتطبيق ما تعلموه في دراستهم بشكل عملي، تمكّن كلٌّ من "لؤي أبو الذهب"، "مضر الشمالي"، و"محمد وسيم قنطار" من تطوير مشروع "Botat" "بوتات" الذي يستخدم في عدة تطبيقات لنقل الأشياء أو الأشخاص ضمن الأماكن المغلقة.

مدوّنةُ وطن"eSyria" تواصلت مع "مضر الشمالي" من فريق العمل بتاريخ 13 تشرين الثاني 2019 ليتحدث عن فكرة المشروع فقال: «بدأ" Botat" كمشروع تخرج في كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة "دمشق"، حيث مرّ بعدة مراحل أولها اختيار الفكرة، وهو عبارة عن نظام يعمل على الروبوتات ذات العجلتين بحيث تكون المهمة الأساسية للروبوت هي نقل شيء أو شخص من مكان لآخر بأقصر طريق ممكن، أمان ودقة عالية بحيث يمكن استخدام النظام في نقل المرضى في المشافي، لإيصال الوجبات في المطاعم، أو يستخدم كروبوت لحمل الحقائب في المطارات وغيرها من الأفكار، وبالتالي ما يميزه هو قدرته على التلاؤم مع مختلف المهام والوظائف المختلفة».

دوري كمشرف هو مساعدة الطلاب أولاً في اختيار المشروع المناسب والتطبيق المناسب له وتقدير درجة صعوبته لضمان قدرتهم على إنهاء جزء جيد منه ضمن الفترة المخصصة للمشروع في الكلية، وكذلك أثناء التنفيذ، حيث قدمت لهم المشورة في الاختيار بين الحلول للقضايا المختلفة التي قد تواجههم في طريق تنفيذه وإخراجه للوجود

وفيما يتعلق بمشاركة الفريق في "سباق المشاريع المعلوماتية" 2019 يقول: «الهدف الأساسي من المشاركة هو تبادل ونشر الأفكار، ثم السعي لتحويل الفكرة إلى مشروع ريادي في قطاع الأعمال، وذلك من خلال احتضان المشروع من قبل حاضنة "تقانة المعلومات"، وعندما ربحنا جائزة أفضل مشروع أكاديمي ابتكاري بتاريخ 11 تشرين الثاني 2019 في المسابقة، كان شعورنا رائعاً، وتذكرنا الساعات والأيام التي عملنا بها لإنجازه وأنها لم تذهب سدىً».

نموذج عن مشروع "بوتات"

من جهته "لؤي أبو الذهب" عضو في الفريق يضيف عن آلية عمل الروبوت بقوله: «المشروع عبارة عن كرسي متحرك ذكي ذاتي الحركة في البيئات المغلقة لخدمة الأشخاص غير القادرين على الحركة وذوي الهمم للتنقل ضمن البيئات الجديدة لهم كالمشافي، والجامعات، والمنازل، وغيرها، حيث يستطيع الروبوت بناء خريطة في المكان الذي يراد أن يتنقل فيه، وذلك عن طريق تجوله في هذا المكان لمرة واحدة، وبعد ذلك يستطيع المستخدم أن يرسل أوامر له عن طريق تطبيق على الموبايل بتحديد المكان المراد الذهاب إليه، يقوم بتوليد أقصر طريق للانتقال من مكان إلى آخر ويتجنب العوائق الثابتة والمتحركة (إنسان يتحرك ضمن البيئة وغيره)، كما يمكن تعميم النظام إلى نظام يمكن تطبيقه على أيّ روبوت ليصبح ذاتي القيادة، واستخدامه في تطبيقات أخرى».

وعن دوره في المشروع يكمل حديثه قائلاً: «كنت المسؤول عن بناء الروبوت ميكانيكياً، وتضمين (الهاردوير) ضمنه متحكمات، حساسات، محركات، كما قمت ببناء مكاتب التحكم الأساسية (بالهاردوير) الذي تمّ تضمينه، مستفيداً من خبراتي ومشاركاتي السابقة في مجال الروبوتيك، أهمها مشاركتي في فعالية يوم الروبوتيك التي أقيمت في كلية الهندسة المعلوماتية بتنظيم من نادي "الروبوتيك" في الكلية بالتعاون مع عدد من الشركاء، ومتحدث ضمن المحاضرات التي أقيمت خلاله، واستفدت أيضاً من مشاركتي في مسابقة "الروبوت العالمي" التي أقيمت عام 2018 في "تايلاند" كمدرب لفريق مدرسة "سوا" الذي حاز المرتبة الأولى وطنياً والثالثة عالمياً في الفئة المفتوحة».

مع الجائزة

بدوره المشرف على المشروع الدكتور "عمار جوخدار" يقول: «ما يميز هذا المشروع عن غيره هو خروجه من البيئات الافتراضية ليتعامل مع الواقع الفيزيائي من خلال قيادة روبوت متحرك، وهذا يضيف صعوبات جدية على المنظومة من حيث فهم آلية عمل الروبوت، وفهم البيئة التي يتجول ضمنها وتطوير خوارزميات للتجول بشكل آمن ضمن البيئة والتحكم بالروبوت لجعله يلاحق المسارات الآمنة، كما أنه يقوم بتحديث نموذج البيئة بشكل ديناميكي لتوقع أيّ عوائق قد تظهر فجأة، والهدف من العمل هو التحكم بأيّ آلة تسير سواءً أكانت كرسياً متحركاً، رافعةً للبضائع أو سيارةَ نقل ركاب ضمن بيئة مغلقة، ما يقدم خدمات اجتماعية لذوي الحاجات الخاصة واقتصادية للشركات التي تمتلك مستودعات ضخمة».

ويتابع: «دوري كمشرف هو مساعدة الطلاب أولاً في اختيار المشروع المناسب والتطبيق المناسب له وتقدير درجة صعوبته لضمان قدرتهم على إنهاء جزء جيد منه ضمن الفترة المخصصة للمشروع في الكلية، وكذلك أثناء التنفيذ، حيث قدمت لهم المشورة في الاختيار بين الحلول للقضايا المختلفة التي قد تواجههم في طريق تنفيذه وإخراجه للوجود».

يذكر أنّ الطلاب أصحاب مشروع "Botat" الذي حاز على جائزة أفضل مشروع أكاديمي في "سباق المشاريع المعلوماتية" 2019 هم "لؤي أبو الذهب" من مواليد "دمشق" عام 1996 طالب في السنة الخامسة كلية الهندسة المعلوماتية جامعة "دمشق"، "محمد وسيم قنطار"، "مضر الشمالي" من مواليد "دمشق" عام 1996 متخرجان حديثاً من الكلية ذاتها، والجائزة المالية التي حصلوا عليها تبلغ 300 ألف ليرة سورية.