لم تقف حدود دراستها عند علم الجغرافية فحسب، بل صممت تحويله لدراسات تشغيلية بحتة، لذلك قررت "ريم سلمان" تسخير خبرتها قدر المستطاع في علم المناخ التطبيقي لتنظيم العلاقة بين الإنسان والبيئة المناخية من الناحية العملية محلياً وعالمياً.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع "ريم سلمان" بتاريخ 22 شباط 2020 لتتحدث عن بداية حياتها الأكاديمية وتطوراتها خلال سنوات عدة من الجهد والمتابعة الشخصية حتى تقديمها على منحة في "مصر" بالقول: «درست علم الجغرافية في جامعة "تشرين" وكنت على يقين أنه ليس مهماً تسمية الفرع الجامعي بقدر ما يهمني التفوق والنجاح فيه بعد التغلب على الكثير من الظروف المختلفة التي اضطرتني لدراسة الشهادة الثانوية في المنزل، ونتيجة المتابعة وبفضل دعم عائلتي حصلت على المرتبة الأولى في أول سنة جامعية حتى السنة الثالثة وكنت أحصل على شهادة "الباسل" للتفوق الدراسي على مدار ثلاث سنوات متتالية، وتم ترشيحي لمنحة التبادل الثقافي مع جمهورية "مصر" العربية، وفي الصيف التحقت بالمنحة في جامعة "طنطا" والتزمت جدياً بالبرنامج التدريبي وحاولت الاستفادة ومعرفة ما هو جديد أكاديمياً ومعرفياً، وتمكنت من التعلم على أجهزة وبرامج جغرافية لقياس المساحة من ميزان و(تودلييت) تستخدم أثناء رفع إحداثيات بقعة أو مكان بهدف إنشاء خريطة ما، وجلبت معي ما لا يقل عن 15 كتاباً في علوم الجغرافية والمناخ، وتسلمت ثلاث شهادات من جامعة "طنطا" المتميزة بالجانب العملي في تطبيق الإحداثيات والنقاط على برامج خاصة تعلمتها على (الأوتوكاد) والـ (جي أي أس) ولاحظت كيفية تطبيق مشاريع التخرج عندهم وتابعت بشكل مكثف برنامج المنحة حتى آخر يوم وأنهيت مرحلة الإجازة بمعدل ممتاز وبالترتيب الأول عام 2011 بعدها تعينت كمعيدة وخلال فترة وجيزة بدأ الإيفاد الداخلي للماجستير، واجهتني صعوبات بتوفر المادة العلمية وجمع البيانات المناخية لكني أنهيت الماجستير بالرغم من التحديات الدراسية وظروف الحرب التي قيدتني بكل شيء».

أشرفت على تدريب "ريم" في فترة دراستها للماجستير سابقاً وفي مرحلة الإيفاد حالياً وهي تحاول قدر المستطاع مواكبة أهم ما تقدم إليه العلم الحديث في مجال الجغرافية والمناخ، فيما يخص موضوع الطقس وتقلباته وتأثيره على راحة الإنسان وهذا الموضوع أمر معقد، أهنئها على صبرها الدائم

وعن إيفادها إلى "روسيا" لنيل درجة الدكتوراه قالت: «في عام 2017 جهزت أوراقي وقرار إيفادي إلى "روسيا" حيث تعلمت اللغة سريعاً خلال خمسة شهور وحصلت في السنة التحضيرية على تقدير ممتاز وبدأت رحلة الدكتوراه في المناخ التطبيقي الذي يمكن استخدامه بمجالات مهمة في حياتنا، عن طريق تطبيق قرائن معينة باستخدام بيانات مناخية وليعطي مؤشرات بمجالات الصحة مثلاً، مجال الزراعة، الصناعة، النقل والسياحة وغيرها من الأمور التي تهم نشاطات الإنسان المتأثرة بأحوال المناخ كتحديد أكثر الأوقات الملائمة للسياحة في منطقة ما بغية تأمين الراحة الفيزيولوجية للإنسان من وسائل تبريد وتكييف وتدفئة، رغم أن طبيعة المجال الذي أدرسه يحتاج لتحديات كبيرة في التطبيق على أرض الواقع وتعلم اللغة لكني نجحت في أن أكون أيضاً من الأوائل في أول سنة لي بالدكتوراه».

ريم مع مجموعة من الطلبة الأجانب

وتضيف: «أهم النشاطات العلمية التي شاركت بها انضمامي للمدرسة الصيفية في "روسيا" من قبل مركز بحوث علم المناخ، كنا حوالي 50 شخصاً من باحثين وأكثر من بروفسور وطلاب دراسات عليا من "ألمانيا، السويد، النرويج، كندا، الدنمارك، أميركا، الهند، الصين، روسيا، سورية" وحينها كنت العربية الوحيدة التي تم قبولها في المدرسة واقترحوا المنظمين بالمدرسة العمل معهم لاحقاً ضمن مشاريع حول علم المناخ لكن أولوياتي حالياً هي إنهاء مرحلة الدكتوراه بنجاح».

وعن مشاركتها في أولمبياد اللغة الروسية في عام 2019 تابعت بالقول: «في السنة الثانية للدكتوراه قررت المشاركة اختيارياً لاكتشاف قدراتي في اللغة الروسية وتقدم حوالي 7199 طالباً أجنبياً من أصل 131 دولة في مدينة "سان بطرس بورغ"، نظم الأولمبياد من قبل وزارة التعليم الروسية وجامعة "سان بطرس بورغ" الحكومية التي أنا اليوم طالبة فيها وترتيبها الثاني بين الجامعات الحكومية الروسية، بالمرحلة الأولى للمسابقة كنت من الناجحين، وفي النهائيات نجح 500 طالب وكانت مرتبتي الثانية بينهم، ونجحت خلال فترة وجودي، سنتين فقط، في "روسيا" بين دراسة أكاديمية ونشاطات علمية في تقديم كل ما يمكن لأثبت نفسي وأرفع اسم بلدي كوني من الفتيات اللواتي تحدين صعوبات دراسة هذا النوع من العلم وتطبيقه بالإضافة لحصولي على مرتبة هامة في أولمبياد اللغة الروسية بمشاركة آلاف الطلاب من مختلف دول العالم».

في المدرسة التطبيقية بروسيا

الدكتور "رياض قره فلاح" مدرس مادة المناخ في قسم الجغرافية من جامعة "تشرين" تحدث عن "ريم سلمان" بالقول: «أشرفت على تدريب "ريم" في فترة دراستها للماجستير سابقاً وفي مرحلة الإيفاد حالياً وهي تحاول قدر المستطاع مواكبة أهم ما تقدم إليه العلم الحديث في مجال الجغرافية والمناخ، فيما يخص موضوع الطقس وتقلباته وتأثيره على راحة الإنسان وهذا الموضوع أمر معقد، أهنئها على صبرها الدائم».

"نادين الصالح" طالبة ماجستير في الجغرافية الطبيعية اختصاص جيومورفولوجيا تطبيقية تحدثت عن "ريم" كشخصية علمية مميزة قائلة: «علمتني "ريم سلمان" مواد تختص بالمناخ التطبيقي والإحصاء الرياضي، هي إنسانة متميزة وتمثل لأغلبية طلبة دراسات عليا مرجعاً هاماً على مستوى محافظة "طرطوس" لأنها على اطلاع وبحث دائم في أي تطور يشمل المناخ وحتى تميزت بشكل أكبر بعد إيفادها للدكتوراه ونشيطة بشكل فعال جداً في مجالها ولا سيّما في حضورها لمؤتمرات عدة وتقديمها العديد من المقالات البحثية التي تخص عالم البيئة والمناخ».

فوزها بالمرتبة الثانية في أولمبياد اللغة الروسية

يذكر أنّ "ريم سلمان" موفدة لنيل درجة دكتوراه في علم المناخ التطبيقي جامعة "سان بطرس بورغ" من مواليد "طرطوس" عام 1989.