تماشياً مع التقدم التكنولوجي والتقني الحاصل على جميع الأصعدة، وتلبيةً لمتطلبات سوق العمل التي تحكمها السرعة والدقة والآلة الحديثة والعملية، ابتكر أربعةُ خريجين من كلية الهندسة التطبيقية جامعة "دمشق" آلةً للحفر والقصّ باستخدام الليزر.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 10 آذار 2020 مع الطالب "علي حمدان" ليحدثنا عن مشروعه وزملائه، حيث قال: «أنا طالب سنة رابعة في كلية الهندسة التطبيقية اختصاص ميكاترونكس، قمت وزملائي بتنفيذ مشروع التخرج تحت عنوان الحفر باستخدام الليزر "CNC LAZER"، وهو عبارة عن آلة قص باستخدام الليزر، استغرق تنفيذه ما يقارب الثلاثة أشهر ونصف الشهر، وهو يعمل من خلال محورين X وَ Y، حيث تولى زميلاي "محمد مشمش"، و"بشار دخل الله" مهمة قص البلوكسات وقياساتها، وهي قطعة شفافة مصنوعة من البلاستيك القاسي لتثبت المحركات ورأس الليزر عليها، وبعد ذلك عملنا على صنع السكة التي سيسير الليزر عليها، وتولي وزميلي "عبد الرزاق قصّاب" مهمة اختيار المحركات والاستطاعة الخاصة بها، ومن ثم قمنا بتركيب هذه المحركات على السكة وفحصها وتجربتها، وجلبنا الليزر من "الصين"، واخترنا استطاعته التي تبلغ 20 واطاً، وكان مرفقاً معه "أردوينو"، وهو العنصر المتحكم بعمل الليزر والمحركات عن طريق الحاسب، بالإضافة إلى قرص مضغوط (CD) يوجد فيه برنامج يسهّل عملية التحكم بعمل الليزر والمحركات، ومن خلال هذا البرنامج ندخل الشكل المطلوب للعمل والبرنامج يحوّل هذا الشكل إلى لغة برمجة ويرسلها للأردوينو الذي بدوره ينفّذ هذه البرمجة ويحولها للشكل الذي تم اختياره، وهكذا كنا قد أنجزنا المشروع بالشكل المتفق عليه وأصبح جاهزاً للعمل».

نستطيع أن نستفيد من المشروع الذي أنجزناه على أرض الواقع بأن نعمل على تغيير رأس الليزر المستخدم واستبداله برأس ليزر ذي استطاعة أكبر، أي أن يكون الليزر باستطاعة 600 واط، وعندئذٍ نستطيع استثمار المشروع في قصّ الحديد دون أن نجري أي تعديل آخر على الخطوات المتّبعة أساساً

"بشار دخل الله" الطالب الثاني المشارك في إنجاز المشروع، قال: «استغنينا في مشروعنا عن المحور Z، ولكننا في قادم الأيام إذا ما أردنا أن نطوّر المشروع وندخل عليه بعض الإضافات فبإمكاننا إضافة هذا المحور لنستطيع حينها التحكم في ثلاثة محاور أثناء العمل، وبالنسبة للغة البرمجة فنحن أيضاً نستطيع أن نستعين ببرنامج آخر بالإضافة لبرنامجنا الأساسي يحوّل الصورة أو الشكل الذي اخترناه إلى لغة برمجة حيث نستطيع أن نقرأ ونتابع كيفية تحرّك الليزر عن طريق الرموز البرمجية».

مشروع آلة الحفر بالليزر

"عبد الرزاق قصّاب" الطالب الثالث المشارك في إنجاز المشروع حدثنا عن أهميته، فقال: «نستطيع أن نستفيد من المشروع الذي أنجزناه على أرض الواقع بأن نعمل على تغيير رأس الليزر المستخدم واستبداله برأس ليزر ذي استطاعة أكبر، أي أن يكون الليزر باستطاعة 600 واط، وعندئذٍ نستطيع استثمار المشروع في قصّ الحديد دون أن نجري أي تعديل آخر على الخطوات المتّبعة أساساً».

"محمد مشمش" الطالب الرابع المشارك، حدثنا عن مشاركته وزملائه في معرض الهمك، حيث قال: «شاركنا من خلال مشروعنا في معرض كلية "الهمك" الذي أقيم في الصيف الماضي، حيث كانت تجربة أكثر من رائعة، فعلى مدى أربعة أيام استطعنا تعريف الكثير من الناس منهم طلاب ومهندسون وأشخاص يعملون بمكنات الليزر بالحفر والنقش بآلية عمل مشروعنا وأهميته في الحياة العملية، وأجبنا عن استفساراتهم وتساؤلاتهم فيما يخص آلية عمل الليزر والمحاور التي يعمل من خلالها، والاستطاعة التي يعمل بها، وذلك بحكم أهمية الليزر وتعدد مجالات استخدامه وكثرتها في وقتنا الحالي، وبسبب الطلب المتزايد عليه في سوق العمل وفي كافة المجالات أيضاً، ما يجعل منه ضرورةً مستجدةً يتجه العالم نحوها بحكم التطور التكنولوجي والتقني».

محمد مشمش وعلي حمدان أثناء المشاركة بمعرض الهمك

"محمود بني المرجة" دكتور في كلية الهندسة التطبيقية، ومشرف المشروع، قال: «تمّ تصميم هذه الآلة من قبل أربعة طلاب، وهو ما شكل لهم تحدياً ومحفزاً قوياً للدخول في عالم التقانات المتطورة، ويمهد الطريق أمامهم لدخول سوق العمل من أوسع أبوابه، لأنهم تمكنوا من معرفة أسرار تصميم هذا النوع من الآلات المتقدمة التي تستخدم في الكثير من المجالات الصناعية والتجارية والترويجية في مجال الإعلان، ولها مستقبل مبشر بسبب بساطة استخدامها وتنوع مجالات الاستفادة منها.

إن إنتاج هذه الأنواع من الآلات المعقدة من قبل طلاب وخريجيّ جامعة "دمشق" هو دليل على سعة أفق الطلاب، ويشكل الرافد الأهم لـ"سورية" في مجال الكوادر الفنيّة عالية التأهيل، ويسيرون على خطى من ساهم سابقاً في بناء "سورية" القوية».

الطالب محمد مشمش

يذكر أنّ "علي حمدان"، و"محمد مشمش" من مواليد "دمشق" 1996، و"بشار دخل الله" من مواليد "درعا" 1996، و"عبد الرزاق قصاب" من مواليد "حلب" 1995، طلاب في كلية