لمست موهبتها الموسيقية منذ الطفولة، واستطاعت تطويرها بالدراسة الأكاديمية على يد أشهر الموسيقيين، واختارت آلة الترومبيت التي تناسب شخصيتها من حيث القوة والحضور اللافت، فسارت بخطوات مدروسة نحو النجاح في الموسيقا عزفاً وتدريساً.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الموسيقية والعازفة "ناتالي عصباتي" بتاريخ 6 تشرين الأول 2020 لتتحدث عن موهبتها الموسيقية فتقول: «لامست شغفي للموسيقا منذ سن الثانية عشرة، وبدأت بتعلم العزف على آلة الترومبيت في سن الرابعة عشرة، واخترتها لأنني كنت أشعر بالدهشة والإعجاب بصوتها الرخيم واللامع عند سماع أداء عازفيها العالميين، إضافةً إلى إمكاناتها الأدائية المختلفة، إذ لا غنى عنها في شتى أنواع الموسيقا خاصة موسيقا الجاز، وهي من الآلات الأساسية في الأوركسترا.

حصلت على شهادتي تكريم من المعهد العالي للموسيقا لتفوقي باختصاصي لعامي 2019 و2020، وعلى شهادة تكريم من المركز الوطني للفنون البصرية عام 2019

وبسبب حبي وشغفي الكبيرين لها، كنت وما زلت أسعى إلى تطوير مهاراتي وإمكانياتي في العزف عليها، وكانت عائلتي الداعم الأول لي، وبفضلهم تعلمت على يد موسيقيين أكاديميين من المعهد العالي للموسيقا في "سورية"، ومنهم "نزار عمران"، "دلامة شهاب"، "راني الياس"، ثم تابعت صقل موهبتي في "أرمينيا" على يد موسيقيين أكاديميين من كونسيرفاتوار "كوميداس" الوطني في العاصمة "يريفان"، وهم "جون سركيسيان"، "يرفانت ماركاريان"، وتعلمت أيضاً من أمريكيين في "لبنان" منهم "جين آيتكن"، "جي كايل غريغوري" ضمن ورشات عمل، ما ساعدني على التقدم بخطوات كبيرة في وقت قياسي جداً، وفي إقامة حفلات موسيقية، واكتساب خبرة واسعة في هذا المجال».

شهادة حاصلة عليها

وعن عملها في التدريس تتابع القول: «بدأت تدريس آلة الترومبيت عام 2019 لطلاب من خارج المعاهد الموسيقية، ثم لطلاب معهد "صلحي الوادي"، وأعتقد أنه لا يمكن الفصل بشكل كامل بين العزف وتدريسه، هناك بعض الفروق البسيطة لكن كلاهما فن، خاصةً عند استخدام الطرق والأساليب المناسبة لنقل المعلومة للطالب من أجل تشجيعه على الاستمرار، الاجتهاد وتطوير الأداء الموسيقي، وعلاقتي مع طلابي علاقة شفافة جداً، وأسعى دائماً إلى نقل كل ما أملك من معلومات ومهارات اكتسبتها خلال دراستي الأكاديمية بكل صدق».

وتتابع عن عزفها قائلةً: «أحب وأتفاعل مع جميع أنواع الموسيقا لكن أفضل موسيقا الجاز لسببين هما: إنّ هذا النوع من الموسيقا ليس كبقية الأنماط الموسيقية المعتادة بل من خلاله يستطيع العازف الخروج عن المألوف والتعبير عن حالته النفسية الآنية عن طريق الارتجالات، بالإضافة إلى طبيعة الآلة، لأنّها جزءٌ لا يتجزأ من هذه الموسيقا على مر التاريخ، كما أميل للموسيقا الأرمنية».

مع الفرقة

وعن مشاركاتها تقول: «شاركت بحفلات جماعية عديدة جداً مع أهم الفرق الموجودة في الساحة الفنية السورية، منها: الفرقة "السيمفونية الوطنية السورية"، أوركسترا "ماري" ، أوركسترا "أورفيوس"، الفرقة "الوطنية السورية للموسيقا العربية"، فرقة "دمشق" لموسيقا الجاز، أوركسترا المعهد "العالي للموسيقا" وغيرها.

أما بالنسبة لحفلات الأداء الفردي، شاركت بحفلين للمتفوقين في المعهد العالي للموسيقا أقيما في دار "الأوبرا"، وذلك عامي 2019 و2020، وكذلك في حفل المركز "الوطني للفنون البصرية" عام 2019، وفي "أرمينيا" شاركت في حفل للمتفوقين تابع لمعهد "Alexander" Spendiaryan" على أحد أهم المسارح في العاصمة "يريفان"، "National Centre Of Chamber Music " عام 2015، وفي "لبنان" شاركت بأداء منفرد لموسيقا الجاز في مركز "Mozart Chahine" عام 2019، وفي عام 2014 شاركت في مسابقة دولية لموسيقا الكلاسيك في "أرمينيا"، وحصلت على المرتبة الثانية مع شهادة خبرة للعزف على آلة الترومبيت، وفي عام 2019 شاركت في مسابقة خاصة بموسيقا الجاز في "بيروت" والتي كانت نتاج ورشة عمل "Jazz Education Abroad" الدولية، وحصلت على المرتبة الثانية.

وكانت أولى مشاركاتي مع الفرقة "السيمفونية الوطنية السورية" عندما كنت في السادسة عشرة في مدينة "تدمر" بفعالية عنوانها "بوابة الشمس"، وكانت تجربة فريدة من نوعها بالنسبة لي، لأن معظم عازفي الفرقة هم من طلبة وخريجي المعهد العالي للموسيقا، ولم أكن من طلابه آنذاك، فكان لي شرف المشاركة مع الفرقة بقيادة المايسترو "ميساك باغبوداريان"، وما زلت منذ ذلك الحين حتى اليوم عازفة أولى مع أوركسترا "ماري" بقيادة الفنان "رعد خلف" التي أضافت لي الكثير من الخبرة بسبب تنوع المادة الموسيقية التي تقدمها».

وتتابع: «حصلت على شهادتي تكريم من المعهد العالي للموسيقا لتفوقي باختصاصي لعامي 2019 و2020، وعلى شهادة تكريم من المركز الوطني للفنون البصرية عام 2019».

بدورها "شهد شعراوي" طالبة في السنة الرابعة تقول: «أدرس الموسيقا في معهد "صلحي الوادي" مع المعلمة الموسيقية "ناتالي عصباتي"، والترومبيت هي آلتي الثانية التي أتعلم العزف عليها، وازداد حبي لها بتعليمها لي كونها قريبة مني سناً ولديها أسلوب تدريبي رائع، معها تفوقت بعزفي لأنها تعلمني العزف بطريقة احترافية وبسيطة، استفدت من خبرتها فلديها تكنيك جديد وسلاسة بأسلوب احترافي، تعطيني دعماً نفسياً بثقتها بي، هي عازفة متفوقة وشغوفة بالآلة، وأفخر بوجودها إلى جانبي».

من جهته الموسيقي والعازف "دلامة شهاب" يقول: «أعرف "ناتالي" منذ سبع سنوات عندما كانت في الرابعة عشرة من العمر، تتميز بإتقانها العزف على الترومبيت بحكم سفرها إلى "أرمينيا" ودراستها الموسيقية هناك، واحتكاكها مع موسيقيين أجانب، صقلت خبرتها في "سورية" مع الفرق الموسيقية التي شاركت معها بالعزف الجماعي، وهي عازفة متميزة، استطاعت أن تنال محبة من يعرفها ويعزف معها، ولا سيّما أنها تعزف على آلة الترومبيت التي تعدُّ آلة قوية، ومن النادر أن تتوجه لها العازفات- غالباً ما يخترن الآلات الوترية أو النفخية الخشبية- لكنها اختارت هذه الآلة لأن شخصيتها قوية وتعتمد على نفسها في العزف الموسيقي، وهي دائمة البحث والتطور في هذا المجال».

يذكر أنّ الموسيقية "ناتالي عصباتي" من مواليد مدينة "دمشق" عام 1999، طالبة في السنة الرابعة في المعهد العالي للموسيقا، وطالبة في السنة الرابعة في كلية "الحقوق" جامعة "دمشق".