يعتبر "عماد نداف" من رعيل الجيل الجميل في الصحافة السورية، وله بصمات واضحة في هذا المجال، ينسج قصة قصيرة مكتملة البناء فنياً وسردياً، وكذلك الأمر في الرواية، حيث يختار مواضيعه بدقة.

مدونة وطن "eSyria" التقت الأديب "عماد نداف" بتاريخ 8 أيلول 2020 بمنزله جانب حديقة "السبكي"، وبدأ حديثه عن مرحلة الكتابة قائلاً: «لا أعرف متى بدأت الكتابة باعتبارها عملاً إبداعياً. لكني بدأت على كل حال وأنا طفل في المدرسة، كنت أنافس زملائي بكتابة مواضيع الإنشاء، وعندما شرعت بقراءة قصص كتاب القراءة وجدت نفسي أبحث عن كل روايات مكتبة الصف لقراءتها، وهذه متعة جعلتني أقلد، ثم ابتكرت نصاً قصيراً ظننت أنه شعر فإذا هو تأمل جرني إلى هذه الحرفة.

رواية "وردة غان" من كلمة كردية "وردة جان"، وتعني "وردة الروح"، وبنيت عليها صراعاً مساره الحب والحرية، لا أستطيع كتابة هذا النوع مرة ثانية، لكنها رواية لاقت رضا من القراء وبيعت عشرات النسخ في أول عرض لها في معرض الكتاب

كان عمري عشر سنوات عندما اشتغلت في مصنع صغير للطباشير، فإذا هذه الصنعة تربطني أكثر بالكلمة، ثم قرأت "الرسالة القشيرية" ولم أفهمها، لكن قصصها الآسرة جعلتني أبحث عن تقليد لها، فكتبت أول قصة عن القمر».

نداف في بداياته

بدأ "نداف" في كتابة القصة مبكراً، ولكنه تأخر في إصدار أول مجموعة له "الكتابة على الماء" حتى عام 1994، ومن ثم تتالت إصداراته في هذا الشأن، حيث يقول عن قصصه: «كتبت قصصاً قصيرة بالعشرات، ورميت بعضها في سلة المهملات، وأنا نادم على نشر بعض القصص حالياً، لكن أكثر ما شغلني في هذه العملية هو الحياة والحكاية، لأن التفاصيل اليومية ومفارقات الحياة تبدو بعين الكاتب أكثر أهمية من أن تمر مرور الكرام، ينبغي أن نتعرف على الحياة أولاً لنتمكن فيما بعد من التأمل والتعامل مع شخصيات قادرة على التفكير والتأثير بالقارئ».

وعن روايته الأولى "وردة غان" يقول: «رواية "وردة غان" من كلمة كردية "وردة جان"، وتعني "وردة الروح"، وبنيت عليها صراعاً مساره الحب والحرية، لا أستطيع كتابة هذا النوع مرة ثانية، لكنها رواية لاقت رضا من القراء وبيعت عشرات النسخ في أول عرض لها في معرض الكتاب».

أثناء تكريمه بإحدى المحافل

له في الإعلام كما في الأدب، وهنا يقول: «الإعلام، أو الصحافة، هي في الأصل نافذة للتعامل مع الكتابة، ومع الزمن أصبحت مهنة، وهي آسرة جميلة، يمكن من خلالها أن تستمر في الكتابة شريطة ألا تكسر أسلوبك الأدبي، وألا تحوله إلى نمط صحفي، ولكن الرواية هي ما تشغلني هذه الأيام، لأن الحياة اتسعت واتسعت معها التجربة والرؤيا».

وأخيراً يحدثنا "نداف" عما قدمه من خلال الأفلام الوثائقية والتسجيلية قائلاً: «اشتغلت على هكذا أفلام، يمكن القول إن هناك عشرات الأفلام التي أنجزت، وحصل بعضها على جوائز كفيلم "الفلسطيني الطيب"، الأفلام الوثائقية نمط تلفزيوني من التعامل مع التوثيق الذي شغلني طويلاً، لكن بلادنا لا تعطي قيمة كبيرة لهذا النوع».

غلاف من مؤلفاته

"محمد الحفري" روائي وكاتب، قال: «يعد "عماد نداف" إضافة لكونه إعلامياً من الكتاب الذين أسسوا لفن القصة القصيرة جداً، وتتسم كتاباته بالطيبة والإنسانية الطافحة بالمحبة والمتطابقة مع شخصيته، ولعل هذا ما يظهر جلياً في إصداره الأخير الموسوم بـ" اذكريني دائماً" حيث رصد من خلاله الكثير من الحكايات القيَمة عن "دمشق" وأهلها في وقت مضى، وهي ممتعة تشتغل على التشويق وتمازج بين عدة فنون في آن واحد كالحكاية والقصة والنثر، وتقترب في غالبها من الفعل الدرامي. ومن صفات الكاتب الهامة بأنه صاحب مشاريع واقتراحات دائمة يحاول من خلالها خدمة الأدب والأدباء».

"سهيل ديب" أديب وناقد، قال: «"عماد نداف" الإنسان والأديب الذي عرفته منذ بضع سنوات خلال انتخابه رئيساً لجمعية القصة في "اتحاد الكتاب العرب"، فعرفت به الأديب المتمكن والإنسان بكل ما تعنيه الكلمة، وقد كان مشعلاً من نشاط ومحبة في خدمة زملائه الكتاب، ولذلك أستطيع أن أقول عنه أنه الأديب الحق، فالأدب ممارسة قبل أن يكون كتابة، وقد تمثّلها خير تمثل بعد أن قرأتها في قصصه القليلة التي استمعت إليها أو قرأتها».

"عماد نداف" من مواليد "عسال الورد" في "ريف دمشق" عام 1956، درس الجيولوجيا، لكن الصحافة أسرته فدرسها في معهد الإعداد الإعلامي، وحصل على دبلوم في الصحافة من المعهد المذكور عام 1980، يعمل في الصحافة المرئية والمكتوبة منذ أربعين عاماً، وكتب مئات الدراسات والمقالات النقدية والسياسية في الصحف العربية والسورية، ومن إصداراته في مجال الدراسات "الدراما التلفزيونية - من السيناريو إلى الإخراج، الكتابة الدرامية التلفزيونية، تطور النص التلفزيوني، قضايا الأحزاب والقوى السياسية في سورية، أسامة بن لادن.. واحد من مليار" وغيرها.