على الرغم من صعوبة صناعتها ودخول الآلة لتستبدل اليد التي تبدعها، إلا أن "صناعة السجاد" التي تعتمد على الأنوال اليدوية، تحظى بمكانة عزيزة لدى مشاغل السجاد في "دمشق"، فهي ماتزال تحافظ على رواج كبير بين شرائح المجتمع المختلفة.

موقع "eSyria" جال على مشاغل "السجاد اليدوي" الموجودة في "التكية السليمانية" بتاريخ 8/11/2010، للتعرف على تاريخ "صناعة السجاد" في "دمشق" والتقى الحرفي "غسان وردة" أحد مصنعي السجاد اليدوي الموجودين في السوق، السيد "وردة" بدأ بالقول: «تعد صناعة السجاد اليدوي من أقدم المهن في "دمشق"، وتتميز كل سجادة عن الأخرى بطول الوبرة ونوع النقش وإطار السجادة والشكل النهائي لها، وغالباً ما نستخدم "الصوف، القطن، والحرير" كمواد أولية لصناعة السجادة.

إن النسبة الأكبر من زبائننا هم من السياح الذين يجذبهم كل ما يحمله هذا البساط من طابع دمشقي قديم، فمعظمهم يستخدمون البسط كنوع من زينة الحائط، بينما تخف نسبة المبيعات عند العرب الذين غالبا ما يقصدون المحال الكبيرة لشراء السجاد المصنوع آليا

تتعدد الأنواع والتسميات للسجاد مثل "السجاد الإيراني" ويعتمد على بساطة الرسوم وحرارة الألوان و"مخملية الصوف" ويستخدم النقوش التي تمثل أشكال نباتية كالأزهار، و"السجاد الوقازي" الذي يتميز بالنقوش الهندسية بشكل معينات ومسدسات مع استخدام الألوان الصارخة، و"السجاد التركماني" ويستنبط هذا النوع رسوما ثابتة وألوانا متجانسة ويتميز بنعومته ولمعانه، وأخيرا "السجاد البيجاري" الذي يتميز بحياكته المتماسكة، وألوانه القاتمة ونقوشه ذات الرسوم والأشكال الطبيعية».

"السجاد اليدوي"

وعن أنواع الأصبغة المستعملة يقول: «البعض لايزال يستخدم الأصبغة النباتية لأنها تتميز بجالمها وثباتها مع مرور الزمن، حيث تستخدم مادة "النيلة" المستخلصة من أزهار نبتة "النيلة" لتعطي اللون الأزرق، "الزعفران، أوراق الكرمة، اللوز" لإعطاء "اللون الأصفر" وجذور نبات "الفوة" "للون الأحمر"، أما الأغلبية فتلجأ لاستعمال الأصبغة والمركبات المصنعة من المواد الكيماوية».

السيد "غسان وردة" تحدث عن الفرق بين "الأنوال اليدوية والحديثة" بالقول: «تتألف "الأنوال اليدوية" من خيوط طولانية متوازية من القطن تشد بين نهايتي النول وبطول السجادة، وتستعمل آلة تدعى بـ"المكوك" تدخل فوق الخيوط وتحتها بالتناوب، أما "الأنوال الآلية" فهي ذات سرعات عالية وتستخدم عدة آلات من "المكوك" التي تسمح بإظهار الأشكال والنقوش المراد تنفيذها على السجادة، ما يسمح بإنتاج كميات كبيرة من السجاد بمواصفات جيدة وسرعة كبيرة».

أناء حياكة السجاد

الشاب "علاء قشلان" يعمل في أحد متاجر بيع "البسط" المصنوعة يدوياً، ويحدثنا عن هذه التجارة بقوله: «بدأ المتجر بالعمل مما يزيد على \30\ عاماً، ويحتوي على نوعين من البسط، "الإيراني" المستورد، والمحلي الذي نصنعه بأيدينا، وتبدأ الأسعار عند \400\ ليرة سورية، وتنتهي عند \2000\ ليرة سورية للبساط الواحد، وذلك بحسب "حجم البساط" والجهد المبذول لإتمامه، حيث إن البساط الذي يبلغ طوله /2/ متر، وبعرض /1/ متر، يستهلك نهارين من العمل المتواصل».

ويضيف: «إن النسبة الأكبر من زبائننا هم من السياح الذين يجذبهم كل ما يحمله هذا البساط من طابع دمشقي قديم، فمعظمهم يستخدمون البسط كنوع من زينة الحائط، بينما تخف نسبة المبيعات عند العرب الذين غالبا ما يقصدون المحال الكبيرة لشراء السجاد المصنوع آليا».

نقشات فلكلورية

أما عن دخول الآلات الحديثة إلى السوق لتستبدل اليدوية فيقول: «إن متجرنا هو واحد من المتاجر القليلة التي مازالت تعمل في هذه المهنة في الوقت الحالي، حيث إن العديد من المشاغل التي كانت تعمل على "صناعة البسط والسجاد" اضطرت إلى إغلاق أبوابها نتيجة لاتجاه أغلبية الناس إلى شراء السجاد المصنوع آليا، لأنه يقدم كماً أكبر من التنوع».

يجدر بالذكر أن إنتاج السجاد المصنوع من خيوط مخلوطة بدلا من السجاد المصنوع من القطن قد ازدهر في الفترة الأخيرة، وذلك بسبب الفارق الكبير في السعر بين الاثنتين، حيث يتجه كثير من الناس إلى اقتناء الأقل كلفة.