بحضور السيدة كارين كونينغ أبو زيد المفوض العام للأونروا والسيد فولكمار فينتسل سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الجمهورية العربية السورية والدكتور محمد المحمد معاونٍ وزير التربية والسيد علي مصطفى مدير عام الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، تم افتتاح مدرسة أريحا – بيت لاهيا وتدشين المركز الموسيقي للأطفال في مخيم خان دنون.

ابتدأ الحفل بقصيدة شعرية لأحد الشعراء قدمتها التلميذة نوار محمد من الصف السابع فقالت: "يا مرحبا بالنور زار ديارنا/ المسك والريحان في أجوائنا

أهلاً بكم سكناكم بقلوبنا/ فأنتم بالحق كحل عيوننا

قد زرتمونا اليوم طاب خطاكم/ الأجر والبركات في ممشاكم

نلقى كرام القوم إذ نلقاكم/ إن المكارم والأخلاق عندنا

الدكتور محمد المحمد ورئيسة المفوضية.

إنا نرى الإبهاج عند المقدم/ وترنماً للطير أي ترنم

وتبسماً للورد أي تبسم/ وعبر روض فاح من أنسامنا

هذي تحايا الحب خير تحية/ بالصدق أنشرها إليكم إخوتي

بالورد والإخلاص بل ببشاشتي/ فمكارم الأخلاق من آدابنا"

وبعدها بُدئ الاحتفال بكلمة السيدة أبو زيد فقالت (أقتبس بعضاً منها):" دعوني في البداية أعبر عن التعاون الذي تبديه الجمهورية العربية السورية للأونروا التي وفرت (المشاركة السورية الإيجابية والفعالة) بيئة مستقرة تمكن بموجبها اللاجئون الفلسطينيون من العيش في حياة طبيعية في الوقت الذي ينتظرون فيه حلاً عادلاً لمحنتهم.

لقد قمنا في الأونروا وبشكل جدي ومخلص بتبني مظهر التنمية البشرية ضمن الولاية المسندة إلينا وذلك بالمحافظة على سلسلة من الخدمات الضرورية للاجئين الفلسطينيين كما نسعى باستمرار لتحسين نوعية عملنا وابتدأت برامج الأونروا منذ عام 1950، ويتلقى اليوم أكثر من 66000 طالب فلسطيني بالتساوي بين الجنسين التعليم في المدارس التي تديرها الأونروا في سورية حيث يستفيدون من دورات حول حقوق الإنسان والتسامح وحل النزاع التي ينفرد بها منهاج الوكالة ونوجه جهودنا للوفاء بالتزامنا بتوفير التعليم الأولي مجاناً الذي نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأهداف التنمية الألفية.

ونقوم اليوم أيضاً بافتتاح مركز أريحا الموسيقي للأطفال الذي سيوفر التدريب لـ40 طالباً موهوباً لتعلم الموسيقا العربية الكلاسيكية والعزف على الآلات العربية التقليدية بما فيها العود والقانون والناي والطبلة ولقد أولت الأونروا اهتماماً كبيراً للفنون الإبداعية وكان لها الحظ الأوفر في مشاركة منظمة (ميوزيك إن مي) لتوفير هذه الفرصة للاجئين الفلسطينيين في مخيم خان دنون. وأود أن أشكر شركاءنا في المبادرة الخلاقة السيد فراس ولفكامب المدير الإداري لمنظمة (ميوزيك إن مي) ومعهد صلحي الوادي للموسيقا الذي يقوم خبراؤه الموسيقيون بتدريب الطلاب كما نتمنى لهؤلاء الموسيقيين اليافعين حظاً سعيداً كما أتطلع للاستماع إلى عروضكم قريباً.

وفي النهاية دعونا ننمي هذه الأشجار ونغذي معها الأحلام والأماني لتحقيق رفاه اللاجئين الفلسطينيين وخاصة الأطفال".

وأما السيد فلوكمار فينتسل فقال: إنه لسرور كبير لي أن أشارككم اليوم في افتتاح مدرسة أريحا – بيت لاهيا ومركز أريحا الموسيقي للأطفال هنا في خان دنون.

وتنظر حكومتي إلى عمل الأنوروا( UNRWA) بإعجاب كبير ويسعدنا أن نساهم في هذا العمل، كما أن ألمانيا تقدر الدعم المستمر الذي قدمته الجمهورية العربية السورية للاجئين الفلسطينيين أثناء العقود الستة الماضية بشكل مستمر ولذلك يسرنا أننا تمكنا من تحقيق مشروع ثلاثي مع الأنوروا ((UNRWA والحكومة السورية ببناء هذه المدرسة.

وسيكون هذا المبنى مقراً لمؤسسة تربوية نابضة بالحيوية أثبتت قدرتها على تزويد الأطفال بتعليم راسخ وآمل أن يعطي هذا المبنى مجالاً أوسع لتطوير هذه القدرة.

وسيكون هذا المبنى بقاعاته شاهداً على مرور مئات بل الآلاف من الأطفال في السنين القادمة حيث أتمنى لهم أن يتخرجوا من هذه المدرسة مزودين ببعض الحاجات الأساسية التي ستمكنهم من بناء حياتهم وهي معرفة واسعة وشخصية متطورة ومكيال مملوء من الثقة بالنفس.

ثم تفضل السيد علي مصطفى بكلمته ممثلاً الجانب السوري فقال: إن ما تقوم به وكالة الغوث من إنجاز لمشروعات مهمة وحيوية في مخيماتنا وتجمعاتنا الفلسطينية في الجمهورية العربية السورية يتناغم وينسجم مع ما تقدمه الجمهورية العربية السورية بقيادة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد وبتوجيهات مستمرة من سيادته للإخوة اللاجئين الفلسطينيين ومخيماتهم من دعم ومساندة ومساعدة ومعاملتهم معاملة أشقائهم المواطنين السوريين في كافة مناحي الحياة مع احتفاظهم بجنسيتهم الفلسطينية، وكإخوة ضيوف لحين عودتهم إلى ديارهم التي طردوا منها عام 1948 وما بعده وبذلك فإن الجمهورية العربية السورية تعتبر داعمة مهمة للإخوة اللاجئين الفلسطينيين ولوكالة الغوث حتى إيجاد الحل العادل لمشكلتهم وعودتهم إلى ديارهم هذه العودة المقدسة التي كفلتها قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 194 لعام 1948 التي يتمسك بها كل اللاجئين الفلسطينيين ويستنكرون ويستهجنون الدعوات الصادرة من بعض الجهات المشبوهة للتنازل عن هذا الحق المقدس، ويؤكد اللاجئون الفلسطينيون تمسكهم بحقهم وبذل أرواحهم رخيصة في الدفاع عنه وهم إذ يطالبون الوكالة بتحسين أوضاعهم وإنجاز البنى التحتية في مخيماتهم لتوفير حياة يسودها الأمن الصحي والتعليمي والبيئي فهم يؤكدون في الوقت نفسه رفضهم المطلق للتوطين بأي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف من الظروف.

وختم السيد مصطفى كلمته بتحية لأهلنا الصامدين في الأراضي الفلسطينية المحتلة المتصدين للعدوان الإسرائيلي الغاشم ولأهلنا الصامدين في الجولان الرافضين للاحتلال المتمسكين بهويتهم العربية السورية الواقفين صفاً واحداً خلف القائد العظيم السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد".

وبعدها قدم الطلاب عروضاً رياضية ثم قدموا فقرة فنية من دبكة وعزف موسيقي.

ومن ثم قال السيد فرانس ولفكامب المدير الإداري لمنظمة ميوزيك إن مي أن المنظمة تؤمن بأن قوة الموسيقا تكمن في مساعدة الأطفال المستضعفين على التقدم نحو مستقبل تسوده مظاهر الأمل والسعادة كما أن أُثر ذلك على المجتمع داخل المخيم وخارجه كان إيجابياً بشكل مذهل.

ثم قام الحضور بقص الشريط وإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية ومن ثم قاموا بجولة في المدرسة وزرعوا خمس شجرات زيتون فيها.

كما التق (eSyria) مديرة مدرسة بيت لاهيا الآنسة ليلى السهلي التي تحدثت عن هذه المدرسة بقولها: تتألف المدرسة من عدد وافر من الصفوف الدراسية تتسع لـ450 طالباً وطالبة وهناك خمس غرف متخصصة فيها وافتتح مركز موسيقي فيها وهناك مخبر كمبيوتر وقاعة أنشطة لممارسة النشاطات الفنية وتحوي على مخبر علوم يضم كافة التجهيزات اللازمة.

كما أن المدرسة تحوي على مكتبة نموذجية، أما قاعة الموسيقا فهي مجهزة بكافة الآلات الموسيقية الشرقية، وفيها كادر تعليمي متكامل من 32 مدرساً ومدرسة في كلا الدوامين وجميعهم من خريجي الجامعات، وسيتم افتتاح مدرسة جديدة بخان الشيح السنة القادمة، ونشكر مفوضية الأونروا على المساهمة في بناء هذه المدرسة بدعم من الحكومة الألمانية وبالتعاون والتسهيل من قبل الحكومة السورية ولا ننسى أن نشكر السيد مصطفى بيدس الذي تبرع بالأرض لنا.

أما الأستاذ باسل يوسف كيوان مدرس الرياضيات الذي اعتبر أن هذه المدرسة فريدة من نوعها لما تضمه من صفوف وأقسام وكادر تعليمي ممتاز يسهم في النهاية في نجاح وتقدم أطفال مخيم خان دنون، وكان كل من الأطفال محمد عيسى وضياء شريف سعيدان بافتتاح مدرستهما التي تضم ملعباً رياضياً لكرة القدم.