على أطراف الغوطة وتخوم البادية وإلى الشرق من العاصمة "دمشق" بحوالي/30/كم، تتوضع قرية "العتيبةً، والتي اقترن اسمها بالبحيرة الموجودة فيها، وقد شكلت البحيرة على مدى عشرات السنين قبل أن تجف مصدراً للرزق لأبناء القرية من الصيد البري وصيد الأسماك وزراعة القصب.

يضيف على ذلك السيد "عز الدين عز الدين" مختار قرية "العتيبة" الذي التقيناه بتاريخ / 19/10/ 2009 فيقول: «لعل أبرز ما يميز قريتنا التي يبلغ مساحتها تبلغ /448/هكتارا ويقطنها /14245/نسمة هو البحيرة، التي جفت في السنوات الأولى لثمانينيات القرن الماضي، وكانت البحيرة على مدى عقود من أبرز المعالم السياحية في "ريف دمشق"، فقد كانت تشبه غابة مائية تمتد على مساحات واسعة تتوسطها بعض التلال، وتنتشر فيها النباتات والقصب الذي يشكل غابة حقيقية».

لطالما ذهبنا مع العائلة في سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي في نزهات ربيعية، وقمنا بشواء السمك الطازج على جانب البحيرة

أما اليوم يتابع مختار القرية:«فقد ظهرت فيها نباتات صحراوية شجيرات "الطرفا"».

وائل خيرالله

هذا ما أكده السيد "بسان العاصي" من مواليد فلسطين والمقيم بدمشق بقوله: «لطالما ذهبنا مع العائلة في سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي في نزهات ربيعية، وقمنا بشواء السمك الطازج على جانب البحيرة».

رئيس المركز الثقافي بقرية العتيبة السيد "وائل خير الله" ابتدأ حديثه معنا حول أصل تسمية القرية بقوله :«جاءت تسمية القرية "العتيبة" كما تشير الرويات الشعبية نسبة إلى القرية تعتبر (عتبة بلاد الشام) من جهة البادية الممتدة إلى بلاد الرافدين شرقاً، ومع الزمن تحورت التسمية إلى "العتيبة"، وفي قراءة تاريخية عن القرية – يضيف رئيس المركز - تحكي الأوابد الأثرية والتاريخية المنتشرة في أرجائها عن العهود والعصور التي تعاقبت عليها، فقد عثر بالقرب من البحيرة على بعض الأوابد التاريخية مثل "تل أسود" الذي يقع شرق البحيرة، ويعود تاريخه إلى القرن السابع قبل الميلاد، إضافة لوجود بعض الآثار الرومانية و أهمها الأديرة الثلاث».

بقايا دير اثري في العتيبة

ومن هذا التاريخ الموغل في القدم ارتبطت الثقافة بحياة سكان القرية وإن تراجعت في السنوات الماضية نتيجة انصراف السكان عن الزراعة التي كانت تشكل المصدر الأساسي لرزقهم وعامل استقرار أساسي لهم، انصرفوا إلى البحث عن مصادر رزق أخرى في مناطق بعيدة، هذا ما أكده السيد "خير الله" خلال حديثه مع الموقع عن الواقع الثقافي بالقرية.

ويضيف :«صحيح أن المركز الثقافي بقرية "العتيبة" عبارة عن غرفة واحدة، وضمن بناء البلدية، إلا أنني أؤكد أن المركز يستقطب الناس من مختلف الأعمار بحثاً عن كتاب يلبي حاجتهم للمعرفة أو محاضرة تشبع شغفهم للمزيد من المعلومات حول مسألة أو موضوع ما».

شجيرة "الطرفا"

ويتحدث السيد "خير الله" عن نشاطات المركز فيقول:«درج المركز ومنذ تأسيسه عام /1994/ على اعتماد التنوع في نشاطاته ليفسح الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من الناس للاستفادة، فهناك المحاضرات ذات الطابع الشبابي، ولا سيما تلك المتعلقة بمشاكل التدخين والأمراض السارية والمعلوماتية، إضافة إلى المحاضرات الدينية والأنشطة البيئية والمحاضرات السياسية وأمسيات الشعر والأدب، وبدأنا مؤخراً الاهتمام نهتم بعروض الفيديو للأطفال، وهي عنصر جذب لهم ولأهاليهم».

وعن خطة المركز الثقافي في "العتيبة" يقول رئيس المركز:«كما قلت نحاول التنويع في نشاطاتنا ولذلك نعمل على أن تشمل الخطة الربعية للمركز مختلف الجوانب والاهتمامات الطبية والزراعية والسياسية والثقافية وغير ذلك إضافة إلى ما يمكن أن نقدمه للأطفال من عروض فيديو تلبي حاجتهم للمعرفة والمتعة بآن واحد».

ويتحدث "خيرالله " عن المكتبة فيقول: «أستطيع أن أقول إن مكتبة المركز غنية بالكتب، سواء كتب الكبار التي يبلغ عددها /1430/ كتاباً متنوعاً في مجالات الأدب والسياسة والتاريخ والفلسفة والدين والعلوم أو كتب الصغار التي تبلغ نحو /250/كتاباً، وهناك حركة إعارة جيدة للأطفال وطلاب المدارس».

ويختم رئيس المركز حديثه معنا حول الطرق والأساليب المتبعة في دعوة الناس لحضور المحاضرات والندوات:«إضافة إلى البروشورات التي نوزعها على أبواب الجوامع والمدارس وعن طريق مختار القرية نقوم أنا كرئيس للمركز وأصدقاء المركز بالاتصال بالمعارف والأصدقاء لحضور المحاضرات والندوات، وقد أعطت هذه الطريقة نتائج مشجعة».