تشتهر محافظة "ريف دمشق" بزراعة وإنتاج الثوم المحلي، لكن يبدو أن استمرار نجاح زراعتها مرهون بالعديد من العوامل أبرزها توفر المياه اللازمة.

المهندس "سليم هارون" رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة "ريف دمشق" تحدث بتاريخ "19/6/2011" لموقع" eSyria" عن زراعة "الثوم" في محافظة "ريف دمشق" قائلاً: «تحتل "ريف دمشق" المرتبة الثانية بعد "ديرالزور" في زراعة الثوم، والمرتبة الثالثة في إنتاجه بعد محافظتي "دير الزور وحلب". فقد وصلت المساحات المزروعة بمحصول الثوم الجاف في محافظة "ريف دمشق" إلى حوالي /390/ هكتاراً، تشكل أكثر من /13/ بالمئة من إجمالي المساحة المزروعة بالثوم في سورية.

تخضع أسعار الثوم كغيرها من المحاصيل الزراعية الأخرى لقانون العرض والطلب، وبالتالي تحكم التجاربها في الوقت الذي يلجأ البعض إلى شراء كميات كبيرة منه في فترة ذروة الإنتاج وتخزينها ليتم طرحها فيما بعد بأسعار مرتفعة لتحقيق هامش ربح كبيرعلى حساب المنتج والمستهلك

فيما يصل الإنتاج السنوي إلى حوالي /4800/ طناً، ويشكل نحو /17/ بالمئة من إجمالي الإنتاج المحلي، وتنتشر زراعته في مناطق "الكسوة، قطنا، الحرمون، داريا، يبرود، القطيفة"، وتتركز معظم المساحات المزروعة في منطقة "الكسوة" بنسبة /57/ بالمئة من إجمالي المساحات المزروعة في المحافظة، تليها منطقة "قطنا" وبنسبة/28/ بالمئة».

السيد خالد عليا

وفيما يخص الأصناف المزروعة ذكر"هارون": «نشأت أصناف الثوم المعروفة حالياً في العالم نتيجة الإكثارالخضري له خلال الفترة الطويلة من استزراعه. ويتمثل الاختلاف بين هذه الأصناف في "حجم النبات – موعد النضج – كمية المحصول – نسبة المادة الصلبة – التركيب الكيماوي- حجم وعدد الأسنان ( الفصوص) في الرأس".

ومن المحاصيل المزروعة في المحافظة "الثوم الكسواني" ويتميز بكونه مبكر للنضج وجيد للتخزين، يتكون رأسه من عدد كبير من الأسنان ( الفصوص) الصغيرة الحجم، وأنصال أوراقه ضيقة. و"الثوم اليبرودي" ويتصف بأنه أقل جودة من الكسواني من الناحية التخزينية، وأنصال أوراقه عريضة نسبياً، ويتكون الرأس من عدد قليل من الأسنان ( 5-10) أسنان لكن بحجم أكبر نسبياً من الكسواني».

السيد ذيب أمين

بالمقابل يقول السيد "خالد عليا" مزارع ثوم لموقع "eSyria": «يعتبرمحصول الثوم من المحاصيل الخضرية الهامة، وتعد زراعته موسمية، وهي مجدية في بعض المواسم وخاسرة في أخرى، لارتباط زراعتها بتوفر المياة والظروف المناخية المناسبة، لكن هناك العديد من الصعوبات التي تحد من تطورإنتاجها كارتفاع مستلزمات الإنتاج الزراعي من أسمدة وأدوية زراعية، وأجور الأيدي العاملة، ناهيك عن منافسة الثوم الاجنبي المستورد الذي يدخل القطر في ذروه الإنتاج المحلي، ما يؤثرعلى أسعاره المحلية».

فيما قال السيد "ذيب أمين" مزارع ثوم من مدينة "الكسوة": «تشتهر مدينة "الكسوة" والمناطق المحيطة بها بزراعة الثوم، وهي من الزراعات ذات المواسم الطويلة حيث تبلغ فترة زراعتها /9/أشهر، ما يزيد من تكاليف إنتاجها، حيث تبلغ كلفة الكيلوغرام الواحد من الثوم حوالي/100/ ليرة سورية، بينما يباع الكيلوغرام الواحد بنحو/70- 110/ ليرة سورية حسب جودته، ما يعني أن هناك هامش ربح بسيط لمزارعي الثوم، لا يتناسب مع الجهود المبذولة.

من بيادر الثوم

ولتطويرهذه الزراعة نرى ضرورة خفض أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي، وإيجاد الأسواق الداخلية والخارجية لتصريف الفائض من الإنتاج المحلي، وعدم السماح بدخول الثوم المستورد إلى الأسواق في ذروة الإنتاج المحلي».

وعن تكاليف زراعة الثوم يقول المهندس "علي ذياب" رئيس دائرة الاقتصاد الزراعي في مديرية زراعة "ريف دمشق": «تبلغ كلفة إنتاج الهكتار الواحد من الثوم الجاف /300/ ألف ليرة سورية، وتعود هذه التكلفة العالية لارتفاع قيمة البذارالتي تشكل /85.5/ بالمئة من إجمالي تكلفة المستلزمات، و/43.2/ بالمئة من إجمالي التكلفة الكلية، ولارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي وخاصة أجورالأيدي العاملة».

وفيما يتعلق بمسألة أسعارالثوم قال "ذياب": «تخضع أسعار الثوم كغيرها من المحاصيل الزراعية الأخرى لقانون العرض والطلب، وبالتالي تحكم التجاربها في الوقت الذي يلجأ البعض إلى شراء كميات كبيرة منه في فترة ذروة الإنتاج وتخزينها ليتم طرحها فيما بعد بأسعار مرتفعة لتحقيق هامش ربح كبيرعلى حساب المنتج والمستهلك».

ولتطوير زراعة الثوم ذكر "ذياب": «لابد من إيجاد أسواق محلية لتصريف الفائض من الإنتاج الزراعي، وإلغاء دور الوسطاء الذين يتحكمون في الأسعار، وضبط آلية الأسواق وتحديد الأسعار من قبل الجهات المعنية، ووضع حدود دنيا لأسعارالمنتجات الزراعية، واستخدام أساليب التسويق الحديثة، ووضع برامج تدريبية للأخوة الفلاحين على الزراعة الحديثة، وتطبيق أساليب الري الحديث، وتنشيط عرض المنتجات الزراعية من خلال المؤسسات الاستهلاكية والجمعيات الفلاحية وفق أسس مدروسة، وتوعية المنتج على فرز الإنتاج الزراعي مما يعود عليه بربح إضافي».