"حديقة السبكي" أو كما يقال عنها حديقة "زنوبيا"، حسب لوحة وضعت على أحد أبوابها، وكما أخبرنا المهندس "ياسر" المسؤول عن الحديقة خلال الجولة التي قمنا بها في تاريخ 3/2/2009: «منذ تعييني في هذه الحديقة أعرف أنها "حديقة السبكي" وهو الاسم المتعارف عليه بين الناس أما بالنسبة لأسم "زنوبيا" هي التسمية الرسمية للحديقة في المحافظة، ويعود سبب تسميتها إلى الملكة "زنوبيا" العظيمة، التي مازالت أثار مملكتها باقية في محافظة "تدمر" السورية لتبرهن عن العظمة التي وصلت لها مملكة "زنوبيا" في تلك المرحلة التاريخية التي مرت على "سورية"».

وأضاف:«أما تسمية "السبكي" فذلك نسبة إلى شيخ الإسلام "تقي الدين السبكي" رحمه الله، الذي قضى "17" عاماً من عمره في "دمشق" التي كان يحبها جداً، لقد كان في كتبه إشارة إلى الكثير من أماكن "دمشق"، جاء في أحد كتبه أنه أتخذ لنفسه بستاناً في "دمشق" يقال له بستان "قاضي القضاة" الذي أصبح بستان "السبكي" ثم حديقة "السبكي" في وقتنا هذا، وهو الاسم الذي أصبح متعارفاً عليه بين الناس».

حديقة السبكي جميلة جداً لتوضعها في مكان مميز، غير ذلك قريبة من مكان سكني في "ركن الدين"، أجتمع أنا والأصدقاء في الحديقة ونتبادل أطراف الحديث، نختار الحديقة لتمضية الوقت في ضوء الشمس المفيدة لأجسامنا في هذه الأعمار

تقع "حديقة السبكي" في "دمشق" في منطقة وسط حي "الشعلان"، "الروضة"، "أبو رمانة" في منطقة قريبة جداَ إلى مركز المدينة، تبعد الحديقة عن "جسر الرئيس" مسافة "15" دقيقة مشي على الأقدام ، تشكل الحديقة متنفساً جميلاً لأهالي المنطقة، وزوار المنطقة الذين يجدون في الحديقة المكان المفضل للراحة من التنقل والانتظار وأحياناً لتناول بعض الأطعمة مستغلين الجو الجميل الذي تخلقه الحديقة في المكان.

حديقة زنوبيا

يلاحظ الزائر إلى "حديقة السبكي" وجود طلاب المدارس بشكل كبير، يعود السبب في ذلك لوجود المدارس الكثيرة المنتشرة حول الحديقة مما يجعلها مكان مفضل للطلاب لتمضية بعض الوقت بعد الانتهاء من ضغط الدراسة طوال اليوم.

ومن المظاهر الجميلة في الحديقة وجود الأماكن المخصصة لألعاب الأطفال، تجد فيها المكان الجميل والهادئ بالإضافة للألعاب التي توفر عليك عناء اصطحاب الأطفال إلى أماكن بعيدة لكي يلعبوا ويعيشوا طفولتهم .

ألعاب الأطفال في الحديقة

و على أحد الكراسي في الحديقة التقينا السيد "سميح الأغا" رجل متقاعد في السبعين من العمر، كان يعمل موظف في وزارة الاقتصاد تحدث لنا قائلاً :« السبب الرئيسي الذي يدفعني إلى زيارة هذه الحديقة وجود الأشجار الجميلة والمنظر المريح للعين الذي غالباً ما نفقده في بيوتنا، انتشار المساحات الخضراء، الشمس الجميلة، الأزهار، الماء في البحرة، الناس ... كلها أمور تبعث الطمأنينة في النفس وتشعرك "براحة البال"».

وعن سبب تفضيله لحديقة "السبكي" قال السيد "سميح" :« حديقة السبكي جميلة جداً لتوضعها في مكان مميز، غير ذلك قريبة من مكان سكني في "ركن الدين"، أجتمع أنا والأصدقاء في الحديقة ونتبادل أطراف الحديث، نختار الحديقة لتمضية الوقت في ضوء الشمس المفيدة لأجسامنا في هذه الأعمار».

الشباب يتدربون على الغيتار

أما الشباب "عادل شاكر"، "فارس عرنوس"، "مازن شحادة" جعلوا الحديقة مكانهم المفضل لتأليف الأغاني والتدرب على آلة الغيتار، وعن سبب اختيارهم لحديقة "السبكي" قال "عادل" :« عندما نبحث عن الحرية والتحرر من القيود، عندما نريد الإبداع نأتي إلى هذه الحديقة، أنا طالب بكالوريا لكن أحياناً أشعر برغبة في الخروج من البيت الذهاب إلى أي مكان، لكنني أفضل هذه الحديقة على غيرها هو شعور داخلي لا أستطيع التعبير عنه» .

أما "فارس" كان له رأيه الذي شاركنا به قائلاً :« عندما تمر بجانب الحديقة هناك شيء يشدك للدخول إليها، لا أعرف تماماً ماهو لكن على الأغلب منظر الأشجار ووجود البحيرة المليئة بالماء، اجتماع الناس من كافة النواحي في الحديقة خصوصاً قربها من مركز المدينة، من الدوائر الرسمية التي يجد مراجعيها الحديقة مكاناً للراحة من تعب الانتظار، السفر، التنقل بين المحافظات بالإجمال الحديقة جميلة جداً، أنا أحبها، أحب أن أتمرن فيها كل يوم على الغيتار».