"الناعم والمعروك"، من اسميهما تشعر بخفتهما وحلاوتهما، نوعان من الحلوى حولهما الذوق الدمشقي إلى طقس مرافق لشهر رمضان، السر هو في الخبز الذي يتم نشره لشهرين حتى يصبح جاهزاً للصناعة، وكلما جعت -كما يقول الدمشقيون- تأكل أطيب.

مدونة وطن التقت بتاريخ 20 حزيران 2015، السيد "عبد الرحمن السيد" أحد بائعي خبز "الناعم" في شارع "خالد بن الوليد"، الذي قال:

يغزو الخبز "الناعم" شوارع "دمشق" وأرصفتها، ويحتلّ مكاناً رئيساً على موائد الإفطار في "دمشق" خلال شهر رمضان منذ ما يقارب قرناً من الزمن، ويعد وجبة تحلية رمضانية ترتبط بالتقاليد التي ورثناها من أجدادنا، فهو لا يظهر إلا في شهر رمضان المبارك

«يغزو الخبز "الناعم" شوارع "دمشق" وأرصفتها، ويحتلّ مكاناً رئيساً على موائد الإفطار في "دمشق" خلال شهر رمضان منذ ما يقارب قرناً من الزمن، ويعد وجبة تحلية رمضانية ترتبط بالتقاليد التي ورثناها من أجدادنا، فهو لا يظهر إلا في شهر رمضان المبارك».

"المعروك" في شوارع دمشق

ويضيف: «يتم التحضير لصناعة "الناعم" منذ دخول شهر رجب، وتتكون العجينة من ماء وطحين نضعها في قوالب دائرية مدهونة بالزيت لكيلا تلتصق بعضها ببعض، ثم يتم وضعها على نار هادئة لتصبح أرغفة إما كبيرة أو صغيرة، بعد ذلك توضع هذه الأرغفة على طاولات شبك مرتفعة وتعرض لأشعة الشمس حوالي شهرين لتنشف جيداً، ثم توضع في كراتين كبيرة وتنقل إلى أماكن البيع، لتقلى بالزيت أمام الزبائن، ثم يرش عليها "الدبس" ليصبح منظرها مثيراً للشهية».

وداخل سوق "الشريبيشات" تنتشر صواني "المعروك" بأحجامه الصغيرة والكبيرة، والمحشو إما بـ"الزبيب" أو جوز الهند أو التمر، حيث حدثنا "قتيبة زيدان" أحد الزبائن حول "المعروك" قائلاً: «يرتبط "المعروك" ارتباطاً وثيقاً بشهر رمضان؛ فهو أكلة تراثية يفوق عمرها الـ100 عام، وهناك كثيرون من الناس يطلقون عليه "خبز رمضان" لمذاقها الطيب بعد صيام يوم طويل، ويرغبها الصغير والكبير والغني والفقير، وهناك نداءات الباعة المميزة والمحببة لهذه الأكلة التراثية، حيث ينادون: (أكل الملوك يا معروك)، (تازة يا معروك، طيب يا معروك)».

خبز التنور

ويشير الباحث "منير كيال" بالقول: «لعل من الخصائص المميزة لهذا الشهر، أن الدمشقيين يستعدون لاستقبال رمضان قبل أسابيع من حلوله، ويدب النشاط والحركة، فإذا حل الشهر المبارك تظهر أنواع خبز رمضان كـ"المعروك والمنقوش ومشطاح الجمل، وأرغفة الجرداق المزينة بالدبس"، يطوف بها الباعة بأقفاص من الخيزران، وينادون عليها بقولهم: (يللي الهوى رماك يا ناعم... رماك وكسر عظامك يا ناعم)، "هذا هدية للصايمين يا خال"، ويتأنق باعة الخبز في "بسطاتهم" ومحالهم بانتظار زبائنهم.

وفي أحد أفران التنور في "المزة القديمة"، يقول "خليل عباس" أحد العاملين في "التنور": «يعد خبز التنور من أهم الوجبات الرمضانية التي تنافس الخبز العادي على المائدة، وفي شهر رمضان يزيد الطلب على خبز التنور وذلك لسببين: الأول لكون الصائم لا يحب الانتظار والوقوف طويلاً للحصول على الخبز العادي فيستسهل شراء التنور، وثانيهما أثناء المشي في الأسواق "يسيل لعاب" الصائم بسبب رائحة خبز التنور».