يتوضّع دير وكنيسة القديسين "مار سركيس وباخوس" في بلدة "معلولا" التي احتضنت بين صخورها قصة استشهادهما، وضمت في معالمها البسيطة أيقوناتٍ خالدةً وآثاراً مهمة منذ القرن الرابع الميلادي، ليكونا شفيعي "بني غسان".

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 22 آب 2020 التقت الأب "توفيق عيد" المسؤول عن دير "مار سركيس وباخوس"، وعادت معه لعهد الملك "مكسيمانوس" 297م، ليطالعنا فيما سجله التاريخ عن قصة القديسين الشهيدين "سركيس"، و"باخوس"، فيقول: «كنيسة "سركيس وباخوس" هي الأولى المبنية إكراماً للقديسين، وتقع فوق صخرة "الفج الغربي"، وتتبع منذ عام 1732 إلى الرّهبانيّة الباسليّة المخلّصيّة في بطريركية الرّوم الكاثوليك الملكيين.

كنيسة "سركيس وباخوس" هي الأولى المبنية إكراماً للقديسين، وتقع فوق صخرة "الفج الغربي"، وتتبع منذ عام 1732 إلى الرّهبانيّة الباسليّة المخلّصيّة في بطريركية الرّوم الكاثوليك الملكيين. استشهد القديسان "سركيس وباخوس" حوالي عام 297 ميلادي، في عهد الإمبراطور "مكسميانوس" بمدينة "الرّصافة " شرقي "حلب" بعد أن رفضا السّجود للآلهة الوثنية، وقد كان "سركيس" من مدينة "الرصافة" ضابطاً، و"باخوس" من "مسكنة" التابعة لـ"حلب" جندياً في الجيش الروماني، لذلك نفذ حكم الإعدام به أولاً في الأول من تشرين الأول، وكان يتراءى لصديقه ويشجعه أمام حكم الإعدام ليقبل الشهادة التي كانت له في السابع من الشهر نفسه حيث يقام عيد بالكنيسة كل سنة بهذا اليوم. بعد قرون سميت "الرصافة" بمدينة "سركيس" بعد بناء كنيسة للقديسين ووضعِ رفاتهما فيها، وبنى الغساسنة لهما كنيسة في عاصمتهم "بصرى الشام"، وكانت صورتهما على راية العرب المسيحيين، وتحتفظ كنيستهما في "صدد" بذخيرة أصبع القديس "سركيس"، وهناك كنائس كثيرة على اسمهما منها 123 كنيسة في "لبنان"

استشهد القديسان "سركيس وباخوس" حوالي عام 297 ميلادي، في عهد الإمبراطور "مكسميانوس" بمدينة "الرّصافة " شرقي "حلب" بعد أن رفضا السّجود للآلهة الوثنية، وقد كان "سركيس" من مدينة "الرصافة" ضابطاً، و"باخوس" من "مسكنة" التابعة لـ"حلب" جندياً في الجيش الروماني، لذلك نفذ حكم الإعدام به أولاً في الأول من تشرين الأول، وكان يتراءى لصديقه ويشجعه أمام حكم الإعدام ليقبل الشهادة التي كانت له في السابع من الشهر نفسه حيث يقام عيد بالكنيسة كل سنة بهذا اليوم.

الأب توفيق عيد

بعد قرون سميت "الرصافة" بمدينة "سركيس" بعد بناء كنيسة للقديسين ووضعِ رفاتهما فيها، وبنى الغساسنة لهما كنيسة في عاصمتهم "بصرى الشام"، وكانت صورتهما على راية العرب المسيحيين، وتحتفظ كنيستهما في "صدد" بذخيرة أصبع القديس "سركيس"، وهناك كنائس كثيرة على اسمهما منها 123 كنيسة في "لبنان"».

"جهاد أبو كحلة" رئيس دائرة آثار "ريف دمشق" تحدث عن فن عمارة الدّير فقال: «يقع دير "مار سركيس" أعلى بلدة "معلولا"، ويضم آثاراً مهمة منها الكنيسة المتواضعة السّعة، والبسيطة بالمظهر التي بنيت على أنقاض معبد وثني لإله الشمس "Apollon" بعد سماح القيصر الرّوماني "قسطنطين" بالحرية الدّينيّة بمنشور "ميلانو" عام 313، حيث حُولت المعابد إلى أماكن عبادة مسيحيّة، وهذا ما تشير إليه أشكال العناصر المعمارية للدير من تيجان الأعمدة الأيونية والحجارة المتفرقة والمذبح الرّخامي، التي تشكل دلالة على المعبد الوثني قبل تحويله إلى كنيسة.

المرممة ندى سركيس

تقع الكنيسة في الجهة الجنوبية من مبنى الدير، ولها شكل مربع تقريباً 19×15م، بنيت الجدران الخارجية من الحجر الكلسي بسماكة 1.10م، ويلاحظ خشب الأرز في مداميك هذه الجدران، والذي يفوق عمره حسب التّحاليل بالكربون المشع ما يقارب 1800 عام، يقع المدخل الأصلي للكنيسة في الجدار الغربي، وحالياً المدخل من الجدار الشّمالي الملاصق للفسحة الخارجيّة للدير، وما يزال باب الكنيسة الخشبي الأثري محفوظاً ومعروضاً في متحف الدير، تعلو صحن ومنتصف الكنيسة قبةٌ نصف كرويّة عالية نصف قطرها 2.25م، ترتكز على رقبة مثمنة الشّكل فتحت النّوافذ بالتناوب في جدرانها، ويقع المحراب في الجهة الشّرقية تغطي سقفه قبة ربع كروية، والأروقة المتبقية من الكنيسة سقفها قبب كاملة، أما الشكل الخارجي للسطح فهو مستوٍ، ولا توجد تزيينات للعناصر المعمارية للكنيسة إلا بعض الكورنيشات».

مرممة الرّسوم الجداريّة والأيقونات "ندى سركيس" تشرح في بعض من أيقونات دير "مارسركيس وباخوس" وتقول: «بالإضافة إلى الكنيسة التي تميز الدّير هناك أيقوناته النّادرة الرّائعة، حيث إنّ جزءاً كبيراً منها وخاصة المعلقة على "الأيقونسطانس" الحجري للكنيسة (وهو ما يفصل قدس الأقداس عن صحن الكنيسة) قد رسمها المصور "ميخائيل الكريتي" الذي زين العديد من الكنائس والأيقونات في "سورية"، و"لبنان"، حيث عاش بينهما لمدة اثني عشر عاماً بين 1809 م – 1821م.

المسقط الأفقي للكنيسة

ومن أهمها أيقونة القديسين "سركيس" و"باخوس" التي تزين الأيقونسطانس في الوسط، حيث تمثل شفيعي الدّير مقابل بعضهما البعض يحملان حربة المقاتل، وحولهما ملاكان يحملان سعف النّخيل بيد، وإكليل الشّهادة باليد الأخرى، وفوقهما في الأعلى مشهد الثالوث الأقدس.

كما نجد في المستوى الأعلى أيقونات الرّسل الاثني عشر، وقد ظهر اختلاف أعمارهم من خلال تصوير المصور لهم، فمنهم الشّاب والنّاضج والمسن.

أما على المستوى الأول والأقرب إلى الأرض، فنجد على يسار "الأيقونسطانس" أيقونة المسيح جالساً على العرش وهو يحمل الصولجان، والعذراء من الجهة الثانية، وقد تميز هذا المصور في أيقوناته بتزيين ملابس القديسين بقماش البروكار الدّمشقي، واستخدامه للكتابتين العربية واليونانيّة بآن معاً، ويضاف لهم أيقونة القديسة "تقلا" التي تعود لعام 1820 وتحمل الأسلوب الرائع نفسه.

وهناك العديد من الأيقونات الهامة ذات الطابع المحلي، منها أيقونة العشاء الأخير والصّلب التي تعود للعام 1778م، والتي سبق وتعرضت للسرقة ومن ثم عادت إلى مكانها الأصلي.

وهناك الأيقونات التي رسمها فنان من "بولونيا"، وقُدمت كهدية للدير من الجنرال البولوني "أندرس"، الذي كان قد اختبأ في الدّير لفترة أثناء هروبه من أعدائه، وبعد نجاته وعودته قدّم أيقونتين الأولى للسيد "المسيح" والثانية للسيدة "العذراء" جالسة على العرش تحمل "المسيح" على حضنها، وقد وضعا في الجهة اليمنى للأيقونسطانس».

خلال الأزمة التي مرت بها البلاد فقَد الدير أيقوناته الرّائعة، وتعرض لكثير من الخراب والتّدمير، إلا أنه وفي نيسان من عام 2014 وبعد عودة الأمان والسّلام لـ"معلولا" بدأت عمليات التّرميم و إعادة الإعمار، ولدير "مار سركيس وباخوس" الحصة من الاهتمام لإعادة الألق والرونق لثناياه.