كان لمجموعة المفاهيم التي تشرّبها الفنان "جمال نصار" من أساتذته في المعهد العالي للفنون المسرحيّة الأثر البيّن في رسم خطوط فنّه الرّاقي على خشبة المسرح، وتثبيت مواطن أحلامه وأهدافه، ليكون له الحضور الوفير بين ربوع الطّفولة وعالم مكنوناتهم البريئة.

بتاريخ 14 تموز 2017، كان لمدونة وطن "eSyria" حديث مع الفنان "جمال نصّار"، حيث رسم لنا خطوط رحلته مع الفن، التي تبلورت بالتوازي مع مراحل إحداث مسرح الأطفال وانطلاقته، فقال: «تعلقي منذ أيام الطفولة بالراديو والساعات الطويلة التي أقضيها مع أثيره بالهواء الطّلق، ولكل ما يبثه في ذلك الوقت من موسيقا وتمثيليات، مثل: "صابر وصبرية"، وحكايات "أحمد محسن"، وكان لمراقبة تجمعات بعض شباب قريتي "رخم" أوقات الأفراح والأعياد وهم يقدمون مشاهد تمثيليّة تجذب كل الحضور وتمتعه، دورٌ في تنمية توجهاتي نحو المستقبل الذي أريده، فبعد أن حصلت على الشّهادة الثّانويّة، رغبت بالسفر إلى جمهورية "مصر" لدراسة المسرح والتّمثيل، إلا أن ظروف عدة منعت تحقيق رغبتي هذه، فسجلت في كلية التّجارة لعام دراسي واحد، حيث جاء الإعلان عن افتتاح "المعهد العالي للفنون المسرحيّة" ليوقف دراستي هذا المجال، ويدفعني إلى التسجيل فيه، ليتبعه تقدمي لمسابقة القبول، فهذا المعهد كان كمن وجد كنزه المفقود وفرصته التي لن يفوّتها، كانت ثقتي الكبيرة بنفسي حافزاً لتجاوز كل مخاوفي، فكنت واحداً من السّتة والعشرين النّاجحين، وبدأت الدراسة، ثم تخرجت وبدأنا مع حماس الشّباب والاندفاع المفعم بالرغبة لتحقيق ما لم يصل إليه أحد من قبل، فكان المسرح هو الهدف».

عملت في الدراما السورية المتنوعة، كذلك في الدوبلاج لمسلسلات أجنبية، وأفلام الكرتون الموجهة إلى الأطفال، وما زال الطريق طويلاً أمامي، فلدي الهاجس الدائم للبحث عن كل جديد

يتابع موضحاً العمل الذي انطلق به مع بداية مسيرته الفنيّة بالقول: «بدأنا العمل مع مديريّة المسارح في وزارة الثّقافة، وكان لمشروع الفنان "عدنان جودة" حضوره اللافت الذي شدنا للعمل فيه، وهو إحداث "مسرح الأطفال"، فكانت المجموعة التي آمنت بهذا المشروع، مثل: "زياد الزّغبي"، و"عجاج حفيري"، و"حسن دكاك"، وغيرهم، وكانت الانطلاقة الرسميّة لهذا المسرح عام 1983 بمسرحية "علاء الدين والسّيف المسحور". كنا الخلية الأولى التي أنشأت هذا المسرح، وكرت السبحة بعدة مسرحيات، مثل: "علي بابا"، و"القط وأبو جزمة"، وغيرهما، ليتكرس مسرح الأطفال كمؤسسة رسميّة تابعة لوزارة الثقافة، واجتهدنا للعمل مع الطفل، فكنا نلعب معه لنصل إليه، نحاوره ضمن اللعبة المسرحية ونستقطب تدخله غير القابل للتحكم فيه، وخصوصاً بعد ملاحظة حضور بعض الأطفال العرض المسرحي لعدة مرات، وقد زاد من حماسنا لمشروعنا أننا تمكنا من تأسيس جمهور مسرح الأطفال في تلك الأيام، ليكون لنا جمهور هذه الأيام من أبناء وأحفاد رواد المسرح في البدايات، وإن اختلف أسلوب تعاطينا مع جمهورنا الحالي؛ وذلك بحكم الوعي الذي فرض نفسه على طفلنا بما أحاطه عالمنا الحالي من تطور وتقدم لتخف بذلك حدة المباشرة، ونترك له حيز الملاحظة والمحاكمة ليكون له رأيه ووجهة نظره».

الفنان علي القاسم

وعن أعماله الأخرى، أضاف: «عملت في الدراما السورية المتنوعة، كذلك في الدوبلاج لمسلسلات أجنبية، وأفلام الكرتون الموجهة إلى الأطفال، وما زال الطريق طويلاً أمامي، فلدي الهاجس الدائم للبحث عن كل جديد».

وجال الفنان "علي القاسم" في دهاليز صداقته مع الفنان "جمال" التي تمتد من أيام الدراسة إلى جلسات العمل، فقال: «كانت بداية معرفتي بالفنان "جمال نصار" مع بداية أيام الدّراسة، وامتدت إلى ما بعدها لتكون رفقة تجمّل لحظات اللقاء المتواصلة، وتحكمها طبيعة العمل المشترك الذي استقطبنا كخرّيجين مندفعين للعمل، كما أننا تشاركنا الحماس لمشروع مسرح الأطفال الرّائد، فكنت معه وفريق العمل في مجمل المسرحيات في ذلك الوقت، وكنا في حالة انسجام رائعة؛ فالواحد منا يكمل الآخر سواء بالعمل أو الفكرة، وكانت لنا أعمال مميزة تجاوز حضورها حدود "سورية" إلى ما بعدها من الدّول العربية، ذلك أننا دعينا إلى "مهرجان أصيلة" لمسرح الطفل العربي، وشاركنا في مسرحيّة "الحاكم فانوس" الذي أخرجه الفنان "مأمون الرّفاعي" صيف 2005، كما تشاركت والفنان "جمال" أيضاً بأعمال دوبلاج أفلام وبرامج الأطفال الكرتونية».

من أدواره المسرحية للأطفال

يذكر أن الفنان "جمال نصار" من مواليد محافظة "درعا" قرية "رخم"، عام 1957.

من أدواره التلفزيونية