نجحت التجارب والأبحاث التي أجراها مركز البحوث العلمية الزراعية في محافظة "درعا" باستخدام مخلفات العنب والزيتون في إنتاج الأسمدة العضوية "الكمبوست" لتأمين السماد اللازم لعمليات الزراعة في المحافظة، ومن ثم نشر وتعميم المعلومات المتعلقة بهذا النوع من الأسمدة على الفلاحين عن طريق مراكز عملهم.
الدكتور "سلطان اليحيى" مدير مركز البحوث العلمية في المحافظة تحدث لمدونة وطن eSyria بتاريخ 12/12/2012 عن الأسباب التي جعلت المركز يتجه لتصنيع الأسمدة العضوية من مخلفات الأشجار فقال: «ما جعلنا نتجه لهذه التجارب وإنتاج الأسمدة العضوية، كثرة مخلفات تقليم الأشجار في محافظة "درعا"، لكونها من المحافظات الرئيسية في إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية والتي تأتي في مقدمتها زراعة أشجار الكرمة والزيتون، حيث تحتل المحافظة مركزاً متقدماً في إنتاج هذه المحاصيل إلى جانب مجموعة أخرى من الأشجار المثمرة، لذلك عمد الباحثون في مركز البحوث العلمية إلى الاستفادة منها في تصنيع الأسمدة العضوية ذات القيمة العالية والمردود الاقتصادي المميز، ومن هنا كان لا بد من البحث عن تركيب خلائط منها متوافرة في المحافظة مع باقي المواد العضوية الأخرى كمخلفات التقليم، وبعد نجاح العملية والتجارب يمكن الاستفادة من مخلفات تقليم أشجار الزيتون والعنب والمخلفات الحيوانية في استخراج الأسمدة العضوية، وأن تتحول إلى صناعة قائمة بحد ذاتها بسبب التكلفة البسيطة لهذه العملية».
هي مهمة للأراضي لرفع خصوبة التربة، بالإضافة لزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء والتهوية في التربة، وهي تساعد على تحقيق عائد اقتصادي يزيد من دخل المزارع
وعن كيفية صناعة الأسمدة العضوية "الكمبوست" في مراكز البحوث العلمية يقول: «يتم تخمير مخلفات تقليم أشجار العنب والزيتون بعد تحضير كومة من هذه المخلفات بإضافة زرق طيور طازج "غير مخمر"، ومخلفات أغنام طازجة "غير مخمرة"، ومخلفات أبقار مخمرة ومنشطة لكونها بادئة للتخمر، بالإضافة لسماد سوبر فوسفات بهدف إغنائها بالفوسفور، ثم تخُصب بالبكتريا المحللة للفوسفات. ويتم خلطها جيداً وتغطيتها وتركها تتخمر خلال خمسة أشهر، وتم اختبار فعالية هذا السماد على بعض خواص التربة وعلى إنتاجية نبات البطاطا، ونفذت التجربة بثلاثة معاملات "شاهد وكومبوست حسب احتياجات المحصول من الآزوت، وتسميد معدني حسب توصيات وزارة الزراعة، وأربعة مكررات"، وذلك في محطة بحوث "المزيريب"، وقد أبدت المعاملة المسمدة بكومبوست مخلفات التقليم فعالية جيدة في إنتاجية البطاطا، وفي تحسين بعض خواص التربة مقارنة بالشاهد وبالمعاملة المسمدة بالسماد المعدني».
وعن أهمية المادة العضوية للأراضي الزراعية يقول المزارع "خلف العوض": «هي مهمة للأراضي لرفع خصوبة التربة، بالإضافة لزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء والتهوية في التربة، وهي تساعد على تحقيق عائد اقتصادي يزيد من دخل المزارع».
