نال "الرّجم" أهمية كبيرة في حياة أبناء "حوران"، وخصوصاً في المناطق الريفية ومنطقة "اللجاة"، وهو عادة قديمة جدّاً، وهي من أجمل عاداتهم؛ حيث إنهم كانوا لا يملكون كتباً يدوّنون بها أخبارهم، ويكون عادةً أثراً لذكرى أو واقعةً معيّنةً، وتخليداً لذكرى الحوادث المهمّة.

"الرجم" عبارة عن حجر كبير أبيض اللون أو مجموعة من الحجارة البيضاء، وهنا يقول "محمود الأحمد" وهو أحد كبار السنّ في مدينة "بصرى الشام"، لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 تموز 2016: «للرجم مكانه في التراث الشعبي في "حوران"، وخصوصاً في المناطق الريفية، حيث إن الرجم يوضع بالقرب من مصدر ماءٍ أو درب شهير حتى يراه كل الناس اعترافاً من شخص بجميل شخص آخر، وهو بمنزلة النّصب التذكاري لدى أبناء البادية والمناطق الريفية التي تكثر فيها المساحات الزراعية أو الفارغة من الزراعات والأشجار.

يطلق على "الرجوم" أبناء "حوران" وكبار السنّ في هذا المفهوم اسم "القهاقير"، ومفردها "قهقور"؛ فلا يتعدّى الجار "قهاقير" جاره، وهنالك احترام متبادل لحدود الناس بعضهم بعضاً. وأثناء عمليات اقتسام الأراضي كان عادة يوضع "رجمٌ" عالٍ على شكل مخروطي، ويطلق عليه اسم "الشُّونة"، لتكون نقطة رصد رئيسة يستطرد عليها لوضع باقي نقاط الحدود الراسمة للأراضي، و"الرجم" هو الكومة الكبيرة من الحجارة، يجمعها الفلاح أو صاحب الأرض من أرضه حتى يستغل الأرض ويفلحها، وكلّ كومة كبيرة من الحجارة تسمى رجماً، وهذه بعض الأبيات عن "الرجم" وأهميته الشعبية: "بديت رجماً طويلاً هاضني مرقاه رجماً هواجيسه تهيض المعنا عند الضحى نطيت في راس مزموم رجماً طويلاً من رفاع البنايا"

وعادة يكون "الرجم" أو "النصب المرجوم" في البادية تخليداً لذكرى الحوادث الخطرة والمهمّة، وهي عادة قديمة جداً، وهي من أجمل عادات أبناء "حوران"، خصوصاً أنّه ليس لديهم كتب يدوّنون بها أخبارهم، ويردّد عادةً شعراء هذه المناطق بعض القصائد والأبيات في "الرجم"، منها:

الأستاذ مالك نصيرات

"يا رجم ياللي بنوك الناس

"الرجم" في الريف الحوراني

ياللي عليك المتاريس

شوقي غزيل وانا قناص

كاسب أو ربعي مفاليس"

وقالوا أيضاً:

"يا رجم ياللي بالسهل

ما ضعضعك حس الونين"».

أفضل ما عرف عن "الرجوم" أنها كانت تشكّل الحدود الفاصلة بين أملاك الناس من الأراضي، وهنا يتابع حديثه "مالك نصيرات"؛ وهو مدرّس في مدارس تربية "درعا"، ويقول: «يطلق على "الرجوم" أبناء "حوران" وكبار السنّ في هذا المفهوم اسم "القهاقير"، ومفردها "قهقور"؛ فلا يتعدّى الجار "قهاقير" جاره، وهنالك احترام متبادل لحدود الناس بعضهم بعضاً. وأثناء عمليات اقتسام الأراضي كان عادة يوضع "رجمٌ" عالٍ على شكل مخروطي، ويطلق عليه اسم "الشُّونة"، لتكون نقطة رصد رئيسة يستطرد عليها لوضع باقي نقاط الحدود الراسمة للأراضي، و"الرجم" هو الكومة الكبيرة من الحجارة، يجمعها الفلاح أو صاحب الأرض من أرضه حتى يستغل الأرض ويفلحها، وكلّ كومة كبيرة من الحجارة تسمى رجماً، وهذه بعض الأبيات عن "الرجم" وأهميته الشعبية:

"بديت رجماً طويلاً هاضني مرقاه

رجماً هواجيسه تهيض المعنا

عند الضحى نطيت في راس مزموم

رجماً طويلاً من رفاع البنايا"».

بينما قال الكاتب والشاعر "إسماعيل العمار" عن أهمية وأنواع "الرجم": «هو مصطلح طوبوغرافي يعني كومة حجارة، وفي الأصل هو عبارة عن كومة حجارة ذات مقاسات مختلفة منها الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، وأحياناً يكون أثراً لذكرى أو واقعة معينة، وللرجوم أنواع عبر التاريخ، وأغلبها تظهر في منطقة "اللجاة" على الرغم من ظهورها في المناطق الأخرى، ومنها الرجوم الكبيرة جداً، وهي التي يكون قطرها نحو ثلاثين متراً فما دون، وهذا النوع من الرجوم قديم جداً قد يصل إلى ما قبل التاريخ، وقلّما تشير إلى معالم ووجود مغارات ساكنين لأهل المنطقة، لكن استخدمت بالقرب من القلاع للحماية والتحصين، ووسيلة مساعدة للجنود لمقاومة الغزاة، وقد وضعت رجوم كبيرة فوق سراديب ذات أهمية كبيرة؛ مثل سرداب يوصلك إلى مسافات بعيدة جدّاً، والنوع الثاني "الرجوم" المتوسطة العالية؛ تكون هذه عادةً مناطق محددة مستملكة وحدودية قطرها عشرة أمتار تقريباً وارتفاعها ثلاثة أمتار، ووضعت من قبل الحكّام قديماً، وأكثر من استعملها الرومان والأتراك، والرجوم الصغيرة الظاهرة تشاهد من بعد مئتي متر، وتدلّ على المغارات والسراديب، ولا ترتفع عن الأرض أكثر من نصف متر، وعرضها لا يزيد على مترٍ ونصف المتر».