«لقد أيقن الجميع وثبت بالوجه الشرعي أن مواقف "سورية" هي عين الصواب ولولا ممانعتها للمشاريع الاستعمارية في المنطقة، ووجود المقاومة البطلة لكانت شركات صهيونية تدير النفط العربي» هذا ما أكده الدكتور والإعلامي "مهدي دخل الله" وزير الإعلام السابق في صالة دار الثقافة بمدينة "درعا" يوم الخميس 29/1/2009 مستعرضاً آخر المستجدات على الساحة السياسية.

واصفاً الوضع العربي هذه الأيام بأنه أفضل منه قبل عشرين عاما وذلك بناءً على عدة مؤشرات من أبرزها انحسار العدوان الإسرائيلي إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بعدما كان الجنود الصهاينة يتبخترون في شوارع العاصمة "بيروت" مهددين "دمشق" على لسان السفاح "شارون" بضربها بمدافع من الحرب العالمية الثانية.

حصلت عدة ظروف أدت إلى خروج العديد من الأطراف العربية من معترك الصراع العربي الصهيوني، إلى حالة صراع صهيوني سوري شامي يخص بلاد الشام (سورية والأردن والمقاومة الفلسطينية واللبنانية)

وتابع حديثه: «لا يوجد نجاح مطلق وشامل ولا خسارة كاملة الأمور نسبية لكنها بالغالب لمصلحة منطقتنا. وإن أخذنا حرب تشرين عام 1973 كمثال للوضع العربي فإننا نسجل أنه ومع وجود تضامن عربي شامل في كل القضايا نجد أن العدو الصهيوني كان متمرداً على المنطقة يقوم بارتكاب كل الجرائم التي يريدها تماماً كما حصل عام 1982 عندما اجتاح "لبنان". أما اليوم فنراه قد أقام أسواراً ليحمي نفسه ولم يعد قادراً على مواجهة حتى أصغر أشكال المقاومة».

مهدي دخل الله

وأضاف: «كان الصهاينة يقولون: حدودنا حيثما تصل أقدام جنودنا، فنحن دولة بلا حدود ثابتة نصل حيثما نشاء، ولنقارن طموحاتهم هذه الأيام بما كانت عليه عند تأسيس كيانهم الغاشم، إنهم يخافون الأطفال والعجزة وهذا ما بدا واضحاً في عدوانهم على "غزة" وتجرعهم لهزيمة نكراء. بعدما كان شعارهم حدودك يا "إسرائيل" من الفرات للنيل.

إن أغلب المقالات الجادة في الصحف العبرية باتت تتحدث عن استمرارية دولة "إسرائيل"، وراح بعض صحفييها يقول في مقالاته: لقد بدأت إسرائيل بالتحشرج والاحتضار. وقال محلل سياسي منهم: إن مشروع دولة "إسرائيل" بدأ بالنهاية.

ولنرجع بالتاريخ قليلاً لنتذكر ما قاله "بن غوريون": نحن ننتصر ليس لأننا أقوياء بل لأن "العرب" ضعفاء، كذلك: "إسرائيل" تستطيع تحمل هزيمة واحدة، بينما "العرب" يتحملون عشرات الخسائر، إذاً فالخسارة الثانية تعني نهاية "إسرائيل"».

وتابع "دخل الله" حديثه بالتأكيد على خسارة "إسرائيل" وأن من أبرز دلائل خسارتها تجسد في حضور زعماء "أوروبا" بالكامل وخلال ساعات "لشرم الشيخ"، لمواساة "إسرائيل" تاركين كل أعمالهم والتزاماتهم لأنهم شعروا أن "إسرائيل" في ورطة وجودية بقائية. وحالتها أشبه من يصيبه مرض خبيث (سرطان) ويأتي إليه أقاربه يواسونه بمصابه الحياتي».

وأكد "دخل الله": «إن الوضع العربي أفضل بنسبة 70-80 % مما كان عليه في السبعينيات، فقد كان لدينا وقتها سلاح النفط والتضامن العربي ووجود دول عدم الانحياز ودول الاتحاد الإفريقي ومنظمة الدول الإسلامية وكان يقف لجانبنا الاتحاد السوفييتي وكنا نخسر الحروب، الآن فليس معنا أي من هذه الأسلحة أو بالأحرى تلاشى دورها بالغالب كل ما لدينا مقاومة مع دعم "سوري" و"إيراني" وأصبحنا ننتصر الانتصار تلو الآخر. هذه النتائج تجعلنا نشعر بالارتياح لكن ليس لحد الاطمئنان أو ترك القضية وإنما نحتاج للاستمرارية والمتابعة».

وختم "دخل الله" حديثه بالقول: «حصلت عدة ظروف أدت إلى خروج العديد من الأطراف العربية من معترك الصراع العربي الصهيوني، إلى حالة صراع صهيوني سوري شامي يخص بلاد الشام (سورية والأردن والمقاومة الفلسطينية واللبنانية)».