مع أول نظرة أطلقها الإنسان للفضاء الذي يظله أطلق خيالا جامحاً كان هو الأساس في رسم ملامح العلاقة بين هذين الخلقين العظيمين، فمع غياب الرؤية العلمية كان من البديهي جداً أن تسير حياة الإنسان وفق أوهام وخرافات استطاع في ظل الغياب التام للفكر السليم أن يحكم نسجها، ورسم ملامح حياته بناء عليها، ولا سيما في علاقته مع الأشياء الكبيرة والغامضة التي لم يستطع أن يجد لها تفسيراً كحاله مع الفضاء وما يحتويه من أجرام وكواكب ونجوم أخافته وأرهبته لدرجة دفعته إلى عبادتها، فصار هذا المجال مكاناً يزخر بالآلهة والأرباب، هذه الرؤية حاربتها الأديان السماوية من خلال الدفاع عن فكرة الإله الواحد واستطاع علم الفلك أن يكرس بطلانها وأن يضع الإنسان على طريق التفكير السليم، وفي قراءة لبعض الأمور في هذا العلم الواسع التقى موقع eDaraa بتاريخ 31/5/2009 الباحث والاختصاصي بشؤون هذا العلم الأستاذ "أحمد بكر الحسين" فكان اللقاء التالي:

  • ما هي أهمية علم الفلك في حياة الإنسان؟
  • يعود ذلك لأسباب عديدة منها نزعة الفضول لدى الإنسان في البحث عن المجهول وهناك أهداف عسكرية منها إيجاد مستودعات للأسلحة من قبل أمريكا وتوجيهها إلى أي نقطة على سطح الأرض إضافة إلى إرضاء رغبة المغامرين في ريادة الفضاء وحل أسراره كريادة المريخ من قبل الإنسان وحل لغز عمره أكثر من مئة سنة والسبب الأهم من ذلك كله هو البحث عن وطن بديل ولاسيما في ظل فوضى الأزمات التي تعيشها الأرض حالياً وفي مقدمتها أزمات التلوث البيئي

    ** لقد ارتبطت حياة الإنسان مع الفلك منذ ولادته، فمنذ أن انتصب الإنسان واقفاً على رجليه نظر إلى السماء فاندهش بالشمس والقمر وتشكيلات النجوم التي لم يعرف لها سراً فقام بعبادتها شأنها شأن كل شيء لم يكن يعرف سره، وكان هذا العلم هو دافع الإنسان للتفكير في الشهور وعدد أيام السنة،

    السيد احمد بكر الحسين

    فمن خلاله توصل الفراعنة إلى معرفة أن أيام السنة هو 355 يوماً فزاد عشرة أيام اعتبروها أعياداً لهم ثم ومن خلال نجم "الشعرى اليمانية" اهتدوا إلى أن طول السنة 365 يوماً،

    ومن خلال هذا العلم عرف الإنسان عبر النجوم طريق السير والتوجه ليلاً في الزمن الماضي، وعن طريق النجوم واتجاهاتها وعلى أسس فلكية قام الفراعنة ببناء الأهرامات ومن خلال النجوم وحركتها تم اكتشاف أن تمثال "أبو الهول" بني قبل 12500 سنة وهو بذلك يسبق الأهرامات التي بنيت قبل 4500 لقد كان هذا العلم من الأهمية بحيث شغل اهتمام الكثير من السلاطين والخلفاء ومنهم الخليفة العباسي "المأمون" الذي دخل الأهرامات،

    التلسكوب والبحث المستمر

    وكان أول من كشف الممر الصاعد والموحي إلى التوابيت التي تعود للفراعنة.

  • ماذا عن حال هذا العلم اليوم؟
  • المريخ هل يمكن ان يكون بديلا للارض؟

    ** تقسم العلوم البشرية في هذه الأيام ومع التطور الحاصل إلى أربعة أقسام هي علم الزراعة، وعلم الصناعة، وعلم الذرة، وأخيراً علم الفضاء، رابع هذه العلوم والذي أصبح وبفضل التطور الهائل في مجال التكنولوجية أبرز العلوم الدراجة اتفق معها الكثيرون على اعتبار هذا العصر هو العصر الذهبي لعلم الفلك، وأن هذا القرن سيكون قرناً لعلوم الفلك وخير دليل على ذلك الاكتشافات المتلاحقة في هذا المجال وذلك من خلال العديد من أدواته المنتشرة سواء على الأرض أو في الفضاء كالمحطة الدولية لعلوم الفضاء، التي تعتبر أكبر دليل علمي على الاهتمام بهذا العلم إضافة إلى التلسكوب الفضائي "هبل" الذي يكشف أسرار وأغوار الفضاء على بعد 13 مليار سنة ضوئية الأمر الذي يبرهن على أن وضع مجموعتنا الشمسية في هذا الفضاء كنقطة ماء بالنسبة للمحيط.

  • ما هو أثر التكنولوجية على هذا العلم؟
  • ** يعتبر اختراع التلسكوب هو أكبر هدية قدمه العلم للعاملين في مجال علم الفلك والذي أضحت مع التقدم العلمي منتشرة في الأرض والفضاء معاً كالمراصد المنتشرة في أوروبا وأمريكا وتشيلي واستطاع الإنسان بفضل التكنولوجيا أن يطور هذه المراصد فقام بتصنيع المراصد ذات العواكس الكبيرة التي يصل العاكس فيها إلى 300 م وذلك لرصد أغوار الكون البعيدة كما أصبح هناك مراصد طبقية ومراصد راديوية ومراصد للأشعة تحت الحمراء، وهي تعمل لمسافة تزيد على عشرة مليارات سنة ضوئية، كما أن للكمبيوتر فضلاً كبيراً جداً على علم الفلك سواء بالنسبة لحل المسائل التي أدت إلى دراسة طويلة جداً أو بالنسبة لعمليات المحاكاة العلمية».

  • ما هي الانجازات التي يعمل علم الفلك على تحقيقها في السنوات القادمة؟
  • ** «يتم حالياً التركيز على البحث عن وجود مياه على كوكب المريخ هذا الذي بدأ العمل عليه منذ عام 1971عندما قامت بالعمل على هذا المخطط محطة "فايكنغ1" و"فايكنغ2" و"مارينر9" كما يتم العمل الآن على اكتشاف أكبر مجموعة أقمار في المجموعة الشمسية إضافة إلى العمل على تشكيل مستوطنة على المريخ وإعادة تأهيل هذا الكوكب ليصبح كوكباً ذا غلاف جوي وحيوي وبالتالي يصبح مناسباً للحياة وهناك دراسة من أجل منع اصطدام الأرض بالمذنبات والكويكبات عن طريق الكشف المبكر لهذه الأجرام ومعرفة مداراتها ومتى ستمر بالأرض ومثال ذلك كوكب عام 2029، الذي يقوم العلماء بدراسة كيفية تفادي اصطدامه بالأرض وإيجاد طرق علمية لذلك مثل حرف هذه الأجرام باستخدام صواريخ نووية كبيرة أو بطريقة التفجير أو من خلال طليها باللون الأبيض الأمر الذي يغير طاقتها ومسارها وبسبب صعوبة تأهيل كوكب المريخ للحياة الأمر الذي يحتاج إلى 180 سنة تقريباً يفكر العلماء الآن بالبحث عن وسائل لحماية الأرض من التلوث ومشكلة الدفيئة والانبعاث وارتفاع حرارة الأرض».

  • لماذا هذا السعي المحموم للبحث عن حياة خارج الأرض؟
  • ** «يعود ذلك لأسباب عديدة منها نزعة الفضول لدى الإنسان في البحث عن المجهول وهناك أهداف عسكرية منها إيجاد مستودعات للأسلحة من قبل أمريكا وتوجيهها إلى أي نقطة على سطح الأرض إضافة إلى إرضاء رغبة المغامرين في ريادة الفضاء وحل أسراره كريادة المريخ من قبل الإنسان وحل لغز عمره أكثر من مئة سنة والسبب الأهم من ذلك كله هو البحث عن وطن بديل ولاسيما في ظل فوضى الأزمات التي تعيشها الأرض حالياً وفي مقدمتها أزمات التلوث البيئي».

    يذكر أن السيد "أحمد بكر الحسين" هو من مواليد مدينة "الشيخ مسكين"، عضو مجلس إدارة الجمعية الكونية السورية، عضو مؤسس في الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، عضو منظمة الشهب الدولية، حامل رقم قياسي عالمي لرصد شهب الأسديات منذ عام 1994 وحتى الآن، واضع أسس علم الفلك لمنظمة اتحاد شبيبة الثورة ومنظمة طلائع البعث ومؤسس الرصد الفلكي في سورية، والفلكي الشرعي لتحديد بداية شهر رمضان وبداية شهر شوال، وعضو في العديد من المؤتمرات الإسلامية ومساهم في العديد من الأبحاث التي تتعلق بالتلوث والبيئة والمياه.