كل مغترب عن وطنه يحمل أمانةً في روحه تتمثل بأن يظهر وطنه بأفضل صورة، وكثيرة هي الأسماء التي رسمت صورة كاملة الإشراق لبلدنا وبجميع المجالات، ومنهم ضيفنا المدرب "حافظ صنديد" الذي كان حلمه أن يتخطى المحلية فتحقق هذا الحلم بعد سنوات كمدرب، عندما استطاع بجهد مضاعف أن يعانق الاحتراف الحقيقي في دول الخليج العربي، برحلة طويلة عاشها في الرياضة حقق خلالها نجاحات مميزة، أثبتت أن اللاعب والمدرب السوري لا يقل قدرة وعطاء عن غيره.

ترك أثراً كبيراً في نفوس أبناء الجالية العربية السورية المتواجدين في قطر، كشخصية محورية في نجاح الأندية العريقة وتحقيقها بطولات عجز عن تحقيقها المدربون الأجانب.

بعد نجاحي مع نادي "الريان" وتحقيقي معه عدة بطولات، وهذا أول إنجاز يحققه مدرب كرة يد سوري خارج القطر، تلقيت عدة عروض من أندية سعودية وبحرينية وأندية قطرية وخليجية أخرى، لكنني رغبت في البقاء في نادي "الريان" لما يملكه من إمكانات واستقرار وإدارة متفهمة لطبيعة عمل الاحتراف تساعد على تحقيق نتائج جيدة

التقاه موقع eDaraa في 26/8/2010 أثناء إحدى زياراته لمسقط رأسه في مدينة "درعا"، وكان حديثاً عاد فيه إلى الذكريات إذ تحدث لنا بدايةً عن حنينه لمرتع طفولته وصباه بالقول: «ما زلت أحن لتلك الطفولة البريئة أنا ورفاق مدرستي، وتشهد على ذلك باحات المدارس حيث كنا نمارس هوايتنا المفضلة كرة اليد، ونترك خربشات وطبعات الكرة على سور المدرسة وجدرانها في فترة الشتاء، تلك الذكريات التي سطرناها خلال حصولنا على بطولات المدارس في الابتدائي، وما زال جرس انتهاء الفرصة بين الدروس الذي ننتظره بشغف يدق في أذني لنخرج ونمارس لعبتنا المفضلة خلال "الفرصة" القصيرة، ويحملني لذاك الزمن الجميل عندما كنا صغاراً الترقب للبطولات التي كنا دائماً نحققها، ولا أنسى تلك النظرة الحنونة بعيني والدي ووالدتي عندما أحرز بطولة مع فريقي، كم أفتقد تلك الأيام التي منحتني الرياضة فيها الفرصة للتعرف على الحياة».

مع بعض كوادر اللعبة

وعن النادي الذي يدرب فيه "الصنديد" يقول: «الرياضة اليوم رسالة مهمة لجميع شعوب الأرض، أنا سفير لبلدي في البلدان التي أحترف فيها كمدرب، دربت في نادي "الريان" القطري بفئة الشباب والناشئين وعمل مساعداً لي مدرب مصري، حققت مع الفريق بطولة الدوري والكأس للموسم الحالي 2010، وفي كل عام نحقق إنجازاً مع الفريق في جميع الفئات، وفي معظم المواسم حصلت مع فرق النادي على بطولتين، كما عملت أيضاً مساعداً لمدرب فريق الرجال في النادي الذي كان يدربه الكرواتي "كراديتش" وقبل نهاية الموسم الحالي 2010 استلمت تدريب الفريق الأول، وحصلت معه على كأس ولي العهد وكأس أمير قطر أهم المسابقات في دولة قطر، وأدرب في قطر منذ سبع سنوات كانت حافلة بالانجازات والنتائج بجميع الفئات».

وعن العروض التي تلقاها من أندية خليجية أخرى يقول: «بعد نجاحي مع نادي "الريان" وتحقيقي معه عدة بطولات، وهذا أول إنجاز يحققه مدرب كرة يد سوري خارج القطر، تلقيت عدة عروض من أندية سعودية وبحرينية وأندية قطرية وخليجية أخرى، لكنني رغبت في البقاء في نادي "الريان" لما يملكه من إمكانات واستقرار وإدارة متفهمة لطبيعة عمل الاحتراف تساعد على تحقيق نتائج جيدة».

في الملعب يوجه لاعبيه القدامى

وعن كونه المدرب الوحيد السوري الذي درب في دول الخليج يقول: «استطعت بجهد مضاعف أن أعانق الاحتراف الحقيقي، حيث كان لدي الدافع لأثبت نفسي، وأثبت بأن سورية تعج بالخامات والمدربين المؤهلين بلعبة كرة اليد، لكوني كنت المدرب الوحيد في دولة قطر بهذه اللعبة، وأن لأمثل بلدي خير تمثيل، وكانت هناك منافسة بين المدارس الأجنبية والعربية، لكنني أثبت جدارتي ولفت الأنظار للمدربين واللاعبين السوريين، حيث تعاقدت الأندية القطرية مع العديد من لاعبي الأندية في القطر».

أما عن استعداده للعودة والتدريب داخل المحافظة وفي المنتخبات الوطنية فقال: «تدريب المنتخبات الوطنية شرف عظيم لكل مدرب وطني، وهو واجب وطني، وأنا جاهز لتلبية الدعوة في أي وقت، وبالنسبة لنادي "الشعلة" بيتي الذي ترعرعت فيه فإني أعتز وأفتخر به، فقد تخرجت منه وتدرجت في صفوفه من فئة الأشبال حتى الرجال، وحققت معه بطولات عديدة ودربت فيه بجميع الفئات وحققنا بطولات لأكثر من موسم، وبعد انتهاء فترة احترافي في الخارج سأضع كل ما استفدته في تجربتي الاحترافية في خدمة النادي الذي يعاني الأمرين حالياً، ويعيش في فترة غير سليمة».

وعن رأيه بواقع ناديه "الشعلة" الحالي يقول: «أنا آسف على ما يحصل في نادي الشعلة من أحداث ومشاكل، وهي تعود لأسباب قديمة مشاكل إدارية منها وتعاقب الإدارات العشوائية، وسوء التفاهم بين هذه الإدارات والمدربين واللاعبين، وعدم حل المشاكل بطرق صحيحة إنما معالجة الأخطاء بأخطاء أكبر منها، لدينا خامات ومدربون جيدون عليهم أن يتبعوا دورات خارجية وان يطوروا أنفسهم، وعلى المعنيين برياضة المحافظة الالتفات للنادي وإنقاذه من وضعه الحال والعودة مجدداً لطريق الانجازات».

المحامي "زيكار مسالمة" عضو مجلس إدارة نادي "الشعلة" يقول عن المدرب "حافظ صنديد": «حقق المدرب "صنديد" نتائج عديدة برفقه زملائه الآخرين في الفريق، إن كان على المستوى المحلي أو الخارجي ومع منتخباتنا الوطنية في أيام لا تمحى ولا تنسى من ذاكرة اليد السورية، وهو حالياً خبير رياضي في هذه اللعبة تستعين به أندية الخليج في مجال التدريب، نجح معها وحقق انجازات نافس خلالها المدربين الأجانب».

بينما قال الخبرة الوطنية "غسان حمادي" أحد زملاء "الصنديد": «لا يزال اسم زميلي المدرب "حافظ" محفور بحروف من ذهب في لعبة كرة اليد، حيث كان المدرب الوحيد الذي احترف في الخارج، وحقق نتائج كبيرة مع نادي "الريان" القطري، ومن قبلها مع الأندية المحلية "الشعلة" و"الجيش" إن كان لاعباً أو مدرباً. حقق مع "الشعلة" ثالث الأندية العربية، ولعب مع المنتخب لسنوات وشارك في بطولة الجيوش العربية، لديه فكر تدريبي متطور يبرع في تدريب الفئات العمرية الصغيرة ويحقق معها نتائج متقدمة دائماً».

"عماد شحادة" أحد اللاعبين الذين تدربوا على يد المدرب "حافظ صنديد" قال: «يعتبر المدرب "صنديد" خير من دربني منذ الصغر، حققنا معه العديد من البطولات على مستوى القطر في فئة الأشبال والناشئين، يتميز بالذكاء والهدوء كان يركز في التدريب على القوة البدنية والتكتيك وعلى تدريب اللاعبين التسديد بكلا اليدين، معظم لاعبيه حالياً في عداد المنتخبات الوطنية، كانت الأندية سابقاً تحسب لنا ألف حساب عندما نلعب معها في البطولات، حاليا نفتقده كأخ وصديق ومدرب، أتمنى له النجاح في تجربته الاحترافية خارج القطر، أعتقد أنه خير سفير لكرة اليد السورية في الخارج».