«تتعدد وسائل وأساليب نقل الثقافة إلى الأجيال حسب الخبرات لتنمية وتطوير شخصية الفرد، داخل الإطار الثقافي لتتحد مع أنماط وسلوك الفرد، وعلاقته بمحيطه وعندما نتحدث عن الثقافة نريد أن نجعلها وسيلة ناجحة لرفع مستوى الجماهير، ومنحهم العزم والقوة أمام العراقيل التي تعترض طريقهم في هذا المعترك لأن الثقافة تعني الاستقامة والخلق والابتكار».

بهذه الكلمات بدأ السيد "حسين عرار" مدير المركز الثقافي العربي بـ"نوى"، حديثه لموقع eDaraa في 18/8/2009، واصفاً الحركة الثقافية أثناء لقائنا معه بمكتبه بمقر المركز الثقافي "بنوى".

نقيم سنوياً مهرجان "عشتروت" الشعري، وسيقام هذا العام بعد شهر رمضان الكريم بمشاركة شعراء من العديد من الدول العربية، بالإضافة إلى إقامة ملتقى قصة أيضاً بشكل سنوي وبمشاركة عربية واسعة، ومهرجان للشباب الموهوبين بمجال الشعر والقصة

وأضاف "العرار": «الثقافة تصقل الأفكار والسلوك وتنقي الذات من الشوائب وتنمي المكونات الايجابية، فتكسب الإنسان العلم والخبرة والحكمة، ونشر روح الألفة والتعارف والتكاتف، وهذه عناوين عريضة رسمناها لكيفية السير والارتقاء بالحركة الثقافية بمدينة "نوى" وأولينا المسألة الثقافية الاهتمام المناسب والذي تستحقه، لكونه يوجد بالمدينة نسبة كبيرة من المثقفين تتعدى نسبتهم 80%، عدا عن العدد الكبير من طلاب الجامعات والمعاهد والأطباء وأساتذة الجامعات، مما وضعنا أمام تحد كبير في اختيار المحاضرات المناسبة والمهمة، والتي تواكب متطلبات المرحلة».

بناء المركز الثقافي

ويتابع حديثه: «استضفنا عدداً كبيراً من المحاضرين في عدة عناوين ومحاضرات مختلفة، منها الديني والسياسي والتاريخي، وأبرز المحاضرين الذين تم استضافتهم "محمد سعيد رمضان البوطي" و"وهبي الزحيلي" ومحامي الرئيس العراقي السابق "صدام حسين" "خليل الدليمي" والفنان "دريد لحام" بلقاء مفتوح مع الأطفال، ورائد الفضاء السوري "محمد فارس"، ومن الشعراء الشاعر الكبير "عمر الفرا" وعدد من الشعراء الفلسطينيين والعراقيين وزوجة "عبد العزيز الرنتيسي"، ونولي الاهتمام بالأنشطة والدورات المستمرة على مدار العام، وأهمها اللغة الانكليزية ودورات الحاسوب واللغة الفرنسية، بالإضافة لدورات الإسعاف ومحو الأمية والخياطة».

ويضيف: «نسبة إقبال المواطنين على الفعاليات الثقافية ممتازة جداً وكبيرة، حيث تشاهد الذين يقفون على أقدامهم يفوق عدد الجالسين على الكراسي في معظم المحاضرات، وفقاً للشخصيات الهامة التي نستضيفها، والمحاضرين الذين لهم مكانة وحضور كبير في المجتمع المحلي، وتبلغ عدد المحاضرات السنوية التي ننفذها 24 محاضرة، و16 أمسية شعرية، و6 أمسيات قصصية، بالإضافة إلى 20 فيلماً سينمائياً، وإقامة نادي أطفال صيفي كل عام في فترة الصيف، ونقيم المسابقات الثقافية المستمرة، والرحلات السياحية داخل وخارج القطر، وكان آخرها إلى لبنان الشقيق و"اللاذقية"، ويتبع للمركز فرقة للفنون الشعبية تهتم بنقل تراث وفلكلور المدينة والمحافظة عليه من الاندثار، ولدينا فرقة مسرحية تقوم بعرض المسرحيات بشكل دائم وتشارك في المسابقات والمهرجانات المسرحية».

حسين عرار مدير المركز الثقافي بنوى

ورداً على سؤال حول الواقع الثقافي بالمدينة، وتفاعل المجتمع المحيط معه أجابنا رئيس المركز: «هو مثال للحراك الثقافي الجيد، بفضل تفاعل المجتمع المحلي مع المركز، من أجل تحقيق النجاح والمراد منه، فهناك اهتمام بالوضع الثقافي بالمدينة منقطع النظير من خلال المتابعة المستمرة، والدعم المادي المقدم من بعض المواطنين للمهرجانات والفعاليات الكبيرة التي تقام بشكل مستمر، والتي تساهم بتفعيل الحراك الثقافي بالمدينة من خلال استقطاب الجمهور، ودعوتهم في كل مناسبة ومحاضرة».

وعن أهم الفعاليات التي يقيمها المركز يقول: «نقيم سنوياً مهرجان "عشتروت" الشعري، وسيقام هذا العام بعد شهر رمضان الكريم بمشاركة شعراء من العديد من الدول العربية، بالإضافة إلى إقامة ملتقى قصة أيضاً بشكل سنوي وبمشاركة عربية واسعة، ومهرجان للشباب الموهوبين بمجال الشعر والقصة».

مدير المركز وبعض العاملين بالمركز

وبالعودة للحديث عن المركز الثقافي أفادنا مدير المركز: «لقد تم تأسيس المركز عام 1997 وتم افتتاحه عام 2004، وكان في البداية عبارة عن غرفة في مركز إنعاش الريف، ثم انتقلنا إلى المركز الحالي الجديد، ويتألف من قبو وطابق أول مكون من قسم للإدارة وديوان وغرفة حاسوب وغرفة انترنت، والطابق الثاني يتكون من مكتبة ومعهد للثقافة الشعبية وغرفة للمعارض ومسرح يتسع إلى 350 شخصاً ولدينا مكتبة كبيرة تحتوي على 7000 كتاب بعناوين متنوعة».