رغم التغيرات الواضحة التي خضع لها المجتمع والناتجة عن التطور التكنولوجي الكبير الحاصل في العالم، فإن الكثير من أساسياته ما تزال موجودة ومحافظة على قيمتها وربما ستظل كذلك في المستقبل، المختار أحد رموز المجتمع السوري وواحد من الشخصيات التي تحظى بدور وأهمية كبيرة بين الناس.

"أحمد نمر العودات" مختار بلدة "كفر شمس" الواقعة إلى شمال مدينة "درعا" بـ/60/ كم، حل ضيفاً على موقع eDaraa بتاريخ (8/10/2009) بهدف الاقتراب من أسرار هذه الشخصية الاجتماعية، السيد "أحمد" وهو من مواليد "بلدة كفر شمس" عام 1940، فضل بدايةً أن يعرفنا عن نفسه من خلال إعطائه اللمحة التالية: هو أول رئيس بلدية في البلدة كان ذلك عام 1977 وقد استمر في ذلك حتى عام 1987، وسبق له أن عين عضواً في قيادة شعبة الحزب عام 1971، كما تمكن بعد ذلك من استلام عدداً من المناصب والمهمات منها رئيس ديوان في الاتحاد العام للفلاحين ومدير مكتب السيد محافظ "درعا"، بالإضافة إلى تسلمه أمانة السجل المدني في منطقة "الصنمين" واستمر في ذلك حتى التقاعد، كل ذلك كان قبل أن يعين مختاراً في البلدة حصل هذا منذ عدة سنوات.

لم يحصل ذلك الاختلاف الكبير في الأمور التي تميز المختار، فالمضافة مثلاً كانت وما تزال مزاراً لكل أهالي الحي والبلدة عموماً، ومقصداً للقادمين من خارجها، وهي بمثابة ملتقى لطرح القضايا العالقة والتشاور مع الحاضرين لحل المشاكل إن وجدت

عن دور المختار ومهامه أوضح السيد "أحمد" بالقول: «تتمثل المهام الإدارية للمختار بمعالجة الأمور المتعلقة بالأحوال الشخصية، حيث يقوم بتنظيم الوثائق والأوراق الخاصة بالأحوال المدنية كالولادة والوفاة والزواج والطلاق والإرث والانتقال من مكان لآخر قبل أن تنظم في سجلات الأحوال المدنية وتتحول إلى وثائق رسمية، أما المهام الاجتماعية وهي الأهم وتتوقف على الدور البارز الذي يلعبه في المجتمع، فهو يمثل الرقيب الاجتماعي الذي يسعى لحل الخلافات والمشاكل القائمة وإصلاح ذات البين، والسهر على حسن العلاقات بين الناس، كما تنبع أهميته من خلال حرصه على إيجاد رأي أو موقف موحد لأهالي الحي أو المنطقة التي يتواجد فيها».

المختار مع مدير المركز الثقافي في البلدة

وعن الصفات التي يجب أن تتوافر في المختار يقول السيد "أحمد": «لا بد له من أن يكون ذا سمعة طيبة بين الناس وصاحب مكانة اجتماعية تؤهله لأن تكون كلمته مسموعة من الجميع، ناهيك عن ضرورة توفر السمات الأخلاقية الجيدة كالكرم والنزاهة والشجاعة والصدق والعدل والوفاء، ويعتبر التواصل الاجتماعي من أهم واجباته، ويتجسد هذا التواصل من خلال المشاركة مع الآخرين في كافة المناسبات الاجتماعية والقومية، كما ينبغي أن يسعى للحفاظ على العادات والتقاليد الاجتماعية، يظهر ذلك جلياً من خلال التمسك باللباس القديم والذي لم يعد يرتديه إلا القلة من كبار السن».

وعن مدى الاختلاف الذي حصل بين الأمس واليوم يقول السيد "أحمد": «لم يحصل ذلك الاختلاف الكبير في الأمور التي تميز المختار، فالمضافة مثلاً كانت وما تزال مزاراً لكل أهالي الحي والبلدة عموماً، ومقصداً للقادمين من خارجها، وهي بمثابة ملتقى لطرح القضايا العالقة والتشاور مع الحاضرين لحل المشاكل إن وجدت».

مع رئيس الجمعية الفلاحية
السيد أحمد العودات